الرئيسيةيوميات مواطن

في هذا العيد انهزم المعمول.. الغلبة للمكدوس!

سناك سوري-خاص

يحز في نفسي أني لن أصنع معمول العيد بالجوز كما العادة فهذه الأيام كما تعلمون أيام المكدوس الذي يحتاج الكثير من الجوز الغالي الثمن “سعر كغ الجوز الواحد 7500 ليرة”، وهكذا أصبحت أمام خيارين إما المعمول وإما المكدوس وكانت الغلبة للثاني، بهذه الكلمات بدأت السيدة “هالة سلطان” حديثها لـ سناك سوري.

سلطان واحدة من نساء سوريا المدبرات، لقد علمتهن الحرب الكثير، التدبير والحيلة أحد ذلك الكثير، تقول: «صنعت معمول بالتمر وبعض أقراص الغريبة حتى لا أحرم أطفالي من الحلويات، كما وعدتهم أني سأصحبهم آخر يوم من أيام العيد إلى مدينة الملاهي وسأشتري لهم “الكنافة” هم أحبوا الفكرة جداً وأنا مرتاحة لهذا العزاء».

شجرة الجوز التي أنقذت السيدة سهيلا

السيدة “اعتدال يوسف” بدورها انهمكت في صناعة المكدوس خلال أيام العيد مستغلة طول الإجازة، فأربع أيام عطلة كفيلة بإنهاء هذا “الواجب” كما تقول.. تضحك وتتابع: «علينا استغلال الوقت دوامي صعب قليلاً أنا لا أحظى بالكثير من الفراغ إجازة العيد فرصة مهمة لإنهاء بعض الأعمال صناعة المكدوس إحداها، يساعدنا في ذلك “بخل” الحكومة التي لم تساعدنا كي نحتفل من أطفالنا خلال العيد».

وتحب السيدة يوسف أن تسمي الأشياء بمسمياتها فهي لا تحب تجميل البشاعة ولا بهرجة المرار كما تقول وتضيف: «لن نضحك على أنفسنا، إذا ما جمعت راتبي وراتب زوجي سيصبح مانتقاضاه شهرياً حوالي 75 الف ليرة، لا تضحكوا على أنفسكم كيف سيكفي هذا المبلغ إعانة أسرة مؤلفة من 4 أشخاص وعمل مونة المكدوس وحلويات العيد؟، لابد أن نختصر، لقد اختصرنا العيد فقط، لا تشفقوا علينا نحن جداً متأقلمون وراضون عن كل شيء، ولكن هل الحكومة والمعارضة راضون عن هذا؟، “منهن لله”».

ترى السيدة “سهيلا عباس” أن شجرة الجوز بجانب منزلها قد أنقذتها، ليس ذلك فحسب بل حتى قد مكنتها من الحصول على الحكمة، تقول موضحة:«لم أكن أعلم سابقاً ما المقصود بعبارة “الله يرحم الي زرع” كنت أستمع إليها بوصفها عبارة مجاملة عابرة، اليوم بت أعلم كم أنها حكيمة تلك العبارة، فلولا شجرة الجوز الذي نصبها “والد زوجي” رحمه الله لما كنت استطعت تأمين جوز للمكدوس والمعمول».

وتختم: «أعتقد أني سأزرع الكثير من الجوز لأولادي مستقبلاً إنها تركة هامة لن يعلم أهميتها إلا من احتاجها في هذه الأوقات العصيبة، الله يرحم من نصب».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى