إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

في حلب مناوبة عائلية على دور الخبز (صور)

سناك سوري – خاص

“يا أخي والله حرام عليكن مانا كفار صرلنا 4 ساعات واقفين بالشمس ومامشي غير شخصين ” بهذه الكلمات صرخ أحد المواطنين الواقفين على دور الخبز في فرن الشهباء الاحتياطي في حلب وهو يرى باب الفرن الخلفي يخرج ربطات الخبز بالعشرات دون توقف لأصحاب الواسطة وتجار الخبز.

ساعات طويلة يمضيها المواطن الحلبي على دور الخبز بسبب الأزمة التي تمر على حلب منذ أيام دون تدخل أي طرف لحلها فقط وعود أطلقها المعنيون وزيادة مخصصات الطحين لحلب 50 طن دون أي تغيير فعلي على أرض الواقع .

عشرات الاهانات يسمعها المواطنون الواقفون على الدور من قبل موظفي الفرن وحملة البطاقات الأمنية وعناصر اللجان التي ترفض الوقوف على الدور لأكثر من خمس دقائق، وهي مدة كافية لتبدأ أسطوانة المحاضرة المعتادة حول كيف المواطن الحلبي يقف على الفرن الآن ويحصل على الخبز بفضل حمايتهم له، وإنه لولاهم لكانوا في عداد الأموات.

هذه المعاناة يشهدها فقط المواطنون العاديون الذين لاقبل لهم على شراء ربطة الخبز من غير الفرن الذي مازال يبيعها بالسعر المدعوم.

الحصول على الربطة السريعة يعني إنه عليك دفع 400 ليرة ثمناً لها، وهي متوفرة بسهولة من عشرات البسطات حول الفرن، وأصحاب هذه البسطات كما هو مذكور أعلاه له باب من خلف الفرن يدخلون منه ويأخذون منه ويبيعونها في الخارج مقابل هذا السعر المرتفع ثمانية أضعاف عن السعر الحكومي.

ليس بمقدور المواطن الحلبي مواجهة هذه الأزمة ولا الاعتراض على سعر الخبز الذي يضعه أصحاب البسطات فنطقه بكلمة واحدة قد يسمعه كلاماً جارحاً أو مهيناً له، وأقل جملة قد تقال له باللكنة الحلبية (عجبك عجبك، ماعجب طب الربطة من ايدك وحليق عنا).

أزمة الخبز في حلب أرّقت المواطن الذي بات يمضي نصف يومه على الفرن، حتى أن بعض الأهالي باتوا يجرون مناوبات على الدور بحيث يأتي فرد من العائلة يحجز مكاناً ويقف ساعتين من ثم يأتي آخر من العائلة يبدله بالمكان وهكذا حتى يصل على الطاقة، ويأتي الفرج برغيف خبز سخن، لكن في هذه اللحظة تكون رأسه أكثر سخونة من حرارة الرغيف نظراً لحرارة الشمس الحارقة هذه الأيام.

يذكر أنه قبل أيام حدث إطلاق نار أمام فرن الأكرمية من أجل دور الخبز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى