ربما اعتاد السوريون أن يكون إعلامهم «نيقة عن الخليقة» فلا نجد الكثير من ردود الفعل على دورة منسقى الإعلام في أندية الدوري السوري. والتي أقامها اتحاد الكرة مؤخراً في مقره بالعاصمة دمشق.
سناك سوري – دمشق
فقد بدت الدعوة للمنسقين للمشاركة في الدورة وكأنها ” إعلان توظيف في شركة تجارية، بجريدة إعلانات مبوبة، لا أكثر”. حيث لم يحتج الاتحاد سوى لفرض 3 شروط بسيطة تتيح للراغب التقدم لقطف فرصة التحول لمنسق إعلامي للمنتخب الوطني. وهي: «أن يتجاوز 30 عاماً من عمره، إجادة العمل على الانترنت والحاسوب، وإجادة اللغة الإنكليزية».
وتمثل الشروط السابقة بديهيات في أي فرصة عمل في زمن الـ 2022، باستثناء شرط العمر طبعاً. ولاتحمل أي ميزة مرتبطة بالعمل المهني الصحفي، لدورة يفترض أن تخرج منسقين إعلاميين لمباريات ومسابقات الاتحاد.
اقرأ أيضاً:بعيداً عن الانتخابات .. الاتحاد الرياضي يعيّن إدارتي الساحل وحرجلة
وبموجب الشروط، يمكن لأي نادي ترشيح شخص للدورة لم يدرس الإعلام، ولم يعمل في وسيلة إعلامية. (المهم انو يكون بيعرف رئيس النادي أو موصى فيه داعم النادي، أو بحط لايكات لمدير اللجنة التنفيذية بالمحافظة مثلا).
ويتوجه “مرشح المحبة” للتدرب على آلية عمل المنسقين الإعلاميين، و ربما لاحقاً التحول لمنسق إعلامي للمنتخب، يحل ويعقد، أمام المراسلين والصحفيين. (المهم لما يتعين منسق يكون بيعرف يتهرب من الإجابات ومايرد عالتلفونات وإذا رد يقول لا تذكروا اسمي أنا مابحب الإعلام).
بالمناسبة فإن مساحة الإعلام تُنتهك دائماً ليس في هذه الدورة فقط. وهنا لا بد من ذكر ما قامت به إحدى إدارات الأندية سابقاً. عندما أصر أحد أعضائها على الجلوس في “بنش” الفريق، رغم عدم امتلاكه صفة رسمية فيه. فما كان من القائمين على النادي إلا وضع اسمه كمنسق إعلامي، رغم عدم تفريقه مابين الخبر والتقرير.
وهذا الكلام لا ينتقص من قيمة أي شخص من المشاركين في الدورة ولا يصيب أحدهم. وإنما يصيب العقلية التي تدير الإعلام خصوصاً الرياضي منه. والتي تنتج منسقين لا يقدمون أي معلومة ولا يمارسون أي دور إعلامي. علماً أن من بين المشاركين في الدورة أشخاص لهم تاريخ حافل في الإعلام الرياضي ولهم كل التقدير والاحترام.
بما أن الذكرى ربما تنفع نذكر اتحاد الكرة والأندية، أن دور المنسق الإعلامي كتابة البيانات الصحفية وتنسيق التغطيات الإعلامية وحتى الإدلاء بالتصريحات وتقديم المعلومات للصحفيين. إضافة للصياغة والنشر على الصفحات الرسمية واختيار المحتوى والصور وإعداد الخطط الإعلامية وشكل الظهور وووإلخ. فهل هذه المهام تحتاج شروطاً كالعمر واللغة والكمبيوتر فقط؟.
