ازداد الطلب على شراء الليرة الذهبية في محافظة “طرطوس” مؤخراً، في وقت يعجز غالبية القادرين على شرائها عن إيجادها لدى محال الصاغة بالمدينة.
سناك سوري-نورس علي
الصائغ “عبد اللطيف” 50 عاماً، قال لـ”سناك سوري”، إن عشرات الزبائن يدخلون محله في المدينة يومياً بحثاً عن الليرة الذهبية التي ازداد الإقبال عليها منذ 3 أشهر. وأضاف أنهم لا يرغبون شراء أي مصاغٍ ذهبي آخر، كون أجرة صياغتها أقل من المشغولات الأخرى التي تتراوح أجرة الصياغة فيها بين 35 إلى 50 ألف ليرة للغرام الواحد بحسب العمل اليدوي فيها.
وزن الليرة الذهبية 8 غرامات وهي من عيار 21، وأجرة صياغتها بحسب نشرة الصاغة تتراوح بين 150 إلى 200 ألف ليرة، علماً أن غالبية الصاغة لا يلتزمون بالتسعيرة.
على سبيل المثال اشترت “منال” 29 عاماً ليرة ذهبية من أحد محال الصاغة في مدينة بانياس، ودفعت ثمنها 3 ملايين و100 ألف ليرة. بينما يجب أن يكون ثمنها مليونان و920 ألف ليرة بحال تم وضع 200 ألف ليرة فقط فوق ثمنها وهو الحد الذي تسمح به جمعية الصاغة.
تقول “منال” إن سعرها كان منطقياً تماماً بالنسبة لها، خصوصاً أنها حاولت شرائها من مدينة اللاذقية، لكنها سألت بعشر محال صياغة بسوق الذهب هناك. 4 منهم فقط تواجد لديه ليرة ذهبية وكان ثمنها 3 مليون و300 ألف ليرة وهذا كان سعرها الأسبوع الفائت حين كان سعر الذهب أقل من اليوم.
“نور” 30 عاماً، يمتلك محل صياغة في مدينة “طرطوس”، رأى أن زيادة الطلب على الليرة الذهبية غير مبرر، وسببه جهل البعض. ومن يريد الحفاظ على قيمة ما يمتلكه من نقود يستطيع شراء أي نوع من المصاغ الذهبي خفيف الصياغة أي الذي تكون أجرة صياغته قليلة.
اقرأ أيضاً: سوريا: 750 ألف ليرة أجرة صياغة سنسال ذهب بوزن 16 غرام
بحث عن الليرة الذهبية
على مدى ساعتين من الزمن، حاول الطبيب البيطري “أحمد عبيد”، العثور على محل صاغة يبيع الليرة الذهبية في “بانياس”. ليحافظ من خلالها على قيمة ما جمعه خلال الأشهر الماضية من عمله في الطبابة البيطرية لكن دون جدوى.
وقال “عبيد” لـ”سناك سوري”، إنه وخلال البحث تفاجأ من اختلاف سعرها بين محل وآخر، ففي حين أن سعرها بلغ مليونين و925 ألف ليرة في نشرة الصاغة، عرضها أحد الصاغة بسعر 3 ملايين و50 ألف ليرة، وهو ما جعله يعزف عن فكرة شرائها بعد ما شعر بالاستغلال.
بدوره الستيني “محمد علي” تاجر في ريف مدينة بانياس، اشترى الليرة الذهبية مؤخراً بـ3 ملايين و100 ألف ليرة، لكن دون فاتورة نظامية لكونها أغلى من السعر الرسمي رفض الصائغ منحه الفاتورة.
يذكر أن “بانياس” مدينة زراعية تكثر فيها البيوت البلاستيكية، ويعمد الكثير من الفلاحين لشراء الذهب بعد بيع الموسم، والاحتفاظ به لبيعه حين يحتاجونه لشراء احتياجات المنزل، في محاولة منهم للحفاظ على قيمة أموالهم التي لو بقيت كمال في المنزل ربما ستفقد الكثير من قيمتها.