فايز قزق: البعض يستثمر الخوف فيستغلون الدين لانتزاع الثروات
فايز قزق: برأيي نهاية أي إنسان هي تحلل جسده وانتهى الأمر
رأى الفنان “فايز قزق” أن التلفزيون لا يقمع الممثلين وإنما يقمع الشعوب فلا يمكن مناقشة ما يطرحه، أما في المسرح فالمناقشة مسموحة، مشيراً أن وسائل التواصل هي الخطر الأكبر كونها تستفرد بعقل كل شخص على حدى لغياب الجانب الاجتماعي حينها.
سناك سوري _ دمشق
وفي لقائه عبر برنامج “شو القصة” مع “رابعة الزيات” في تلفزيون “لنا”، أكد أن الوجود في التلفزيون يجب أن يكون بخطوات محسوبة وحكيمة وليست فقط محصورة بمجرد الدخول والنجومية، ووصف المدن بالمجمل أنها “مجنونة” إن خلت من فنون وآداب تعمل بصدق لرفع سوية الشعوب.
تحدث الفنان “فايز قزق” عن مسلسل “كسر عضم” وقال إنه طرح موضوع شيق وخطير ومهم للناس ليس فقط بسوريا وانما على مستويات عالمية، التي لا تخلو من صفقات أسلحة ومخدرات وغيرها وكلها تتجلى بالعبث بأرواح الأبرياء، التي طرحها العمل بلطف على شكل حكايات دون فجاجة كتبت له المتابعة بشغف، معتبرا أن طرح الأحداث جاء بشكل منطقي دون تهييج البشر لموضوع حساس استشرى نتيجة الحرب، مثل “أبو ريان” وأمثاله الذين يحاولون أن يمتطوا على الدولة، والرقابة حاليا دورها بات مهمشاً فلا يمكن إخفاء الحقائق والمشاكل والواجب عرضها بطريقة علمية إنسانية لمصلحة الشعوب والدول من خلال الغوص في البيئات التي أنشات “الحكم”.
استرجع “قزق” مفهوم القوة تاريخياً منذ أيام روما ففي كل فترة تظهر قوة تمنع الآخرين من التقدم والنمو، كحال الولايات المتحدة اليوم التي تنتهج نظاما عالميا باتجاه عدم إيجاد فرصة لأي شعب في المشي بمنحى خاص به، إذا فـ “كسر العضم” جاء نتيجة طبيعية لرواسب تاريخية لايمكن إزالتها، و”الحكم” بدوره يمضي بأهدافه التي يراها تحقيقا لمصلحة أولاده، كنموذج لمن يرى أن القبضة الحديدية هي الحل.
اقرأ أيضاً: فايز قزق: الحكومات نسيت الثقافة والمؤسسات منخورة بالفساد
وعن مشهد انتحار “ريان”، قال “قزق” إنه تعامل معه كظاهرة موت استرجع خلاله ماتعلمه وسط جلوسه في بركة من الدم واستغرق المشهد 45 دقيقة خلال التصوير ليظهر بهذا الشكل، لتتنوع مشاعره لاحقا ما بين محاولات إبقاء طغيان “ابو ريان” على حساب شعور الذنب بأنه من قتل ابنه، وأشار أن طبيعته الخاصة كـ”فايز قزق” غذت شخصية “الحكم” خلال المشهد الذي تكلل بمشاعر مختلطة مابين الأب والجبروت، موضحاً أن دمعته كانت حقيقية لحظة امتناع الشيخ الصلاة على ابنه لأنه عاش شعور أنه من كان السبب ليصل جثمان ابنه إلى هذه الحال.
ويرى أن الجوائز يستحقها جميع القائمين على العمل، وجائزته المحببة هي ما سمعه من اصداء يراها ذات ديمومة أكثر من الجوائز الموزعة وتدفعه لحمل المزيد من المسؤولية، كما يفضل “قزق” أن يطلق عليه لقب “الممثل” كون أن مهمة الممثل هي تمثيل ماحوله وتطويره، بالنسبة له يعود للتطور بين طلابه الذي يدرسهم في المعهد العالي للفنون المسرحية، مستذكراً الفنانة “فيروز” التي يراها سيدة وبرأيه أن السيادة أهم من النجومية.
اقرأ أيضاً: موت ريان يثير حفيظة الجمهور.. وإشادة بأداء فايز قزق ونادين خوري
وعن الدين أوضح “قزق” لطالما الموت موجود فالدين والعقائد موجودة على مستوى الأرض وهناك حالة خوف يستثمرها البعض لانتزاع مالديك من ثروات من خلال استغلال دينك، فالله بالنسبة له لفظ جلالة، ومنذ القدم كان له تسميات تختلف وفقاً للتطورات، ويبتعد “قزق” كل البعد عن التسميات والتفسيرات والأهم هو التصرف كإنسان مع أخيه الإنسان، وأن نهاية كل شخص هي تحلل جسده وانتهى الأمر حسب رأيه الشخصي، وما يشغله فقط الإنسان الذي وعى بذاته ورتب مكنوناته ويتوجب عليه ممارسة حياته دون تعرض للأذى أو قيامه به.
وعن شائعة هجرته إلى السويد قال إنه كان بزيارة لابنه “نور” وقام بالاتصال بإذاعة دمشق ونفى القصة وأكد أن جوازه الوحيد هو “الجواز السوري الحضاري” قاصدا سوريا بحضارتها وليست بجغرافيتها، وكرأي شخصي به قال أن قلة العلم هي من أثارت الوضع السوري ولا علاج لها سوى العلم، ومشددا على فكرته القديمة وإيمانه الراسخ بالقضية الفلسطينية واعتبار وجود الاحتلال الصهيوني سيبقى حجر عثرة أمام كل الشعوب العربية باتجاه طريق النهضة.