إقرأ أيضاالرئيسيةفن

عن برامج الأطفال التي شكلت وجدان طفولتنا

تعالوا نستعيد ذكريات طفولتنا …. موجة حنين!!

سناك سوري – عمرو مجدح

في واحدة من موجات الحنين إلى الطفولة، عدت إلى “اليوتيوب” باحثاً عن بعض “مسلسلات الكرتون” التي تابعتها من التسعينيات إلى الألفية الجديدة، معتقداً أنني وحدي من يعاني من نزلة الحنين هذه. لأفاجئ بتعليقات كثيرة لحالات مشابهة وأعمار مختلفة مصابة بنفس المرض!. فمثلاً كتبت إحداهن أنها أصبحت في الخامسة والثلاثين، ومازالت تتابع “ماروكو الصغيرة”، وجعلت بناتها الصغيرات يتابعنها، وأصبحن متعلقات بالشخصية مثلها تماماً.
هذا الشعف الذي وجدته في عدد كبير من التعليقات، جعلني أقف كثيراً عند تلك المرحلة التي سترافقني بصماتها مدى حياتي. فكما قال أحد الحكماء قديماً: «العلم في الصغر كالنقش على الحجر». ومن هذا المنطلق يجب أن ندرك أهمية ما يقدم للطفل والرسائل والقيم التي نغرسها فيه، وللأسف رغم وجود عدة قنوات مهتمة بالطفل لا توجد مسلسلات صناعها عرب، وأغلب هذه الأعمال هي بالأصل يابانية أو أميركية تعرب عن طريق “الدوبلاج”.
وفي مرحلة ما كان هناك اختيار دقيق للمادة التي تقدم للطفل مهما كانت بيئته، وهناك تجارب عربية كانت إلى حد ما ناجحة مثل “إفتح يا سمسم” في ثمانينيات القرن الماضي، أو “مدينة المعلومات” في العام 2006 الذي عرض على قناة “سبيس تون”، وقام ببطولته مجموعة من الممثلين السوريين مثل “قصي خولي”.
وفي 2016 قدم فيلم “أنميشن” عربي بمواصفات عالمية عن “بلال ابن رباح” المعروف بمؤذن الرسول، يحكي قصة طفولته والسبي والعبودية إلى مرحلة الشباب، وهو واحد من الأفلام المهمة والمبشرة خيراً في هذا المجال، وتقدم نموذجاً مميزاً للأطفال.

إقرأ أيضاً: التلفزيون السوري يقول إن “المدرسة مقرفة”!

ومن الأشياء الراسخة في الذاكرة، شارات أغاني الأطفال التي كانت تحترم عقل الطفل، وتخاطبه وكأنه كبير. فمن لم يغني لأمه: “أنت الأمان أنت الحنان من تحت قدميك لنا الجنان”، أو “وصية الأم” بصوت “هالة الصباغ”، و”رشا رزق” (لا تنسى أخاك ترعاه يداك). ولا نستطيع تجاهل ما قدمه “طارق العربي طرقان” وعائلته في مجال شارات مسلسلات الأطفال كتابة وتلحيناً، مثل “كابتن ماجد”، “ماوكلي”، “مدينة النخيل”، “باص المدرسة”، “هزيم الرعد”، و”اللؤلؤة السوداء”، وغيرهم.
ونذكر على سبيل المثال شارة “سيمبا”، مع التدقيق في الكلمات:
“هل شاهدتم ذئباً في البراري يأكل أخاه
هل شاهدتم كلباً عض يدا ترعاه
هل شاهدتم فيلاً يكذب .. يسرق.. يشهد زوراً .. ينكر حقاً .. يفشي سراً.. يمشي مغروراً بأداه”.
أو شارة “صقور الأرض” التي تقول:
“شرف الوطن أغلى منا ومن
ما قد يجول بفكرنا في أي زمن
شرف الوطن … هو أرضي
شرف الوطن قبلي وبعدي”.
هذه الكلمات وغيرها هي من كونت شخصيات ووجدان ذلك الجيل.
فماذا يتابع أبناؤنا اليوم؟. ومن سيشكل وجدانهم، ويزرع القيم في شباب المستقبل، في ظل التكنولوجيا والفضاء المفتوح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى