قال المخرج “عمرو حاتم علي” أن النجمة “إغراء” بطلة فيلمه الجديد “أزمة قلبية”. وتؤدي فيه دور الأم التي تنتظر زيارة عائلة ابنها صباح يوم العيد لتسير الأمور باتجاه مختلف.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
وأضاف”علي” لسناك سوري أن “أزمة قلبية” يعتبر من الأفلام الروائية القصيرة. ويروي حادثة بسيطة، تكشف عن تردي العلاقات الاجتماعية بعصرنا الحالي.
وفضّل “علي” أن يترك الأمر الجديد فيه للجمهور بعد عرضه، لاكتشاف مدى الاختلاف في المعالجة و أسلوب الإخراج من عدمه.
اقرأ أيضاً:عبد اللطيف عبد الحميد: الأزمة أثرت إيجاباً على صناعة السينما
لم يستغرق التحضير لأزمة قلبية مدة زمنية طويلة، نتيجة بساطة فكرته وباعتباره من أفلام المكان الواحد. يقول ويضيف أن اختيار موقع التصوير الملائم هو المعضلة الوحيدة التي واجهت أسرة العمل، قبل الوصول للموقع المناسب.
«على اعتبار أن المكان بطل رئيسي في الفيلم لا تقلّ أهميته إطلاقاً عن أهمية الممثلين و غيرهم من العناصر الرئيسية في صناعة الفيلم». حسب ما ذكر “عمرو علي”.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً:3 سوريين ضمن القائمة الذهبية للأكثر تأثيراً في صناعة السينما بمهرجان كان
“إغراء” بطلة الفيلم صاحبة الأثر الكبير بالسينما السورية، نجح “عمرو” بإعادتها لعالم السينما خلال “أزمة قلبية” بعد انقطاع سنوات طويلة. وتحدث لسناك سوري عن علاقة الصداقة التي تجمعه بها.
وقال: «تربطني بالفنانة إغراء صداقة إنسانية عمرها أكثر من سبع سنوات حيث كان من المُفَترض أن تحلّ ضيفة على فيلمي الروائي الطويل الأول “مرور”. عبر شخصية طبيبة نسائية و لكن سرعان ما توقّف الفيلم بسبب عجز في التمويل».
اقرأ أيضاً:السينما السورية تعود من لبنان بجائزتي إبداع
وتابع “عمرو” أنه بعد الاتفاق على سيناريو “أزمة قلبية” الذي كتبه بالشراكة مع المخرج والكاتب “هوزان عبدو”، كانت “إغراء” هي الخيار الأول. ويبدو أنها وجدت في السيناريو و ظروف الإنتاج ما يناسب شروطها للعمل. لتعلن موافقتها والوصول للنتيجة النهائية.
حصدت “إغراء” خلال مسيرتها أصداء واسعة، ويعتبر “عمرو” أن وجودها خلاله يُشكّل إضافة كبيرة بالنسبة له كمخرج.
وأشاد “عمرو علي” بأدائها غير المفتعل وقال «أنها و رغم نجوميتها السينمائية الكبيرة لا تزال تحافظ على أداء عفوي غير مُفتَعل. إضافة إلى طزاجة مُلفتة و سرعة بديهة و قدرة احترافية على التعاطي مع الشخصية المكتوبة و تحويلها إلى إنسان من لحم و دّم». إضافة لحفاظها على شكلها الطبيعي حتى اليوم.موقع سناك سوري.
اقرأ أيضاً:نبيل المالح.. حالم منذ الطفولة صنع هوية السينما السورية
وشبّه “عمرو” عودتها بعد الانقطاع الطويل، بمثابة اكتشاف نجمة سينمائية خاصّة و مختلفة. ونوه لحاجة العمل السينمائي لمثل تلك الاكتشافات التي تضفي على الأفلام بأنواعها رونقاً من نوع مختلف.
لا سيما بتوجه غالبية النجوم للدراما التلفزيونية. التي استنفذت قدراتهم وجعلتهم يميلون «إلى التكرار و التنميط في الأداء و هذا ينعكس سلباً على النتيجة النهائية للفيلم. و يجعله أحياناً يبدو و كأنه نسخة مكرّرة من أعمال سبق و أن علقت في ذاكرة الجمهور المحلّي و العربي». حسب قوله.
وأكد أن اختياره لإغراء، استجابة لشروط وآلية تعاطيه مع الفيلم القصير، «الهادفة إلى تميّزه قدر الإمكان و إكسابه قيماً مُضافة في مختلف العناصر الداخلة في صناعته».
اقرأ أيضاً:السينما السورية تصل برحلتها إلى المغرب العربي
وبالنسبة للعمل مع قامة فنية مثل “إغراء” قال “علي” لسناك سوري، أنها من الجيل الذي يمتلك تقاليد و أعراف مهنية، ربما غاب جزء كبير منها ضمن آلية العمل السائدة حالياً.
وتوسع “علي” بشرح الأعراف المهنية، التي تدور حول «التحضير الجيَّد و القراءة المُعمّقة للسيناريو وتحليله مشهداً وراء مشهد و النقاش الجادّ و الموضوعي حول الفعل و الحوار و حتى المونتاج».
اقرأ أيضاً:بين صالة مفروشات وركن سيارات .. دُور السينما السورية تغيب عن روادها
وحول ظروف التحضير والتصوير، تحدث “علي” عن اجتماعاتهم المطولة التي تم من خلالها إجراء بعض التعديلات للوصول لفيلم أكثر رشاقة. وأظهرت “إغراء” خلالها مدى حماستها وشغفها بمهنتها. رغم مسيرتها الطويلة، والتي قد تسبب عند بعض الفنانين حالة من الملل.
ونوه “علي” أن “إغراء” صاحبة تجربة طويلة في الإخراج والإنتاج مع التمثيل، ما يجعل منها «فنانة سينمائية شاملة و مُلمّة بكافة عناصر صناعة الفيلم. و يُقرّب المسافة بينها و بين المخرج و يحوّلها إلى شريك حقيقي و على دراية كاملة بإحتياجات الفيلم و مُتطلباته».
اقرأ أيضاً:سوريا تعود من قرطاج بـ3 جوائز سينمائية
أما خلال التصوير فكان الجميع أمام ممثلة شديدة الإلتزام و التقيّد بالتوجيهات. لقناعاتها بوجوب التوقف عن النقاش خلال مرحلة التخصير. والمباشرة بالتنفيذ وفق تصورات المخرج.
و روى “علي” لسناك سوري عن الحادثة البسيطة التي تعرضت لها “إغراء” خلال التصوير، ما استلزم نقلها للمستشفى للاطمئنان على صحتها. إلا أنها أصرت العودة لمتابعة التصوير حرصاً منها على إتمام عملها للنهاية.
اقرأ أيضاً:لوتس مسعود حاضرة في مهرجان الإسماعيلية السينمائي بمصر
وبذلك كانت تجربة “علي” مع “إغراء” خلال “أزمة قلبية”، وما صادفاه من مواقف خلاله، بمثابة أمثلة حيّة حول شغف السينمائي بمهنته، «وهذه حالات استثنائية قلّما نشهدها اليوم و لهذا أعتبر نفسي محظوظاً في العمل مع ممثلة من هذا الطراز». حسب ما قال.
فيلم مهرجانات
وكشف “علي” عن عدم موافقته على مصطلح “فيلم مهرجانات”، فالفيلم يبقى فيلماً أينما تم عرضه، متأسفاً على صناعة الأفلام القصيرة في البلاد. حتى في جميع أنحاء العالم فهي بعيدة عن العروض في صالات السينما والتلفزيون و عروض المنّصات «نظراً لأسباب كثيرة و متشعّبة لا مجال لذكرها حالياً» كما قال “علي”.
وأشار أن الفرصة شبه الوحيدة المتاحة للأفلام القصيرة، هي المهرجانات السينمائية العربية و الدولية.
اقرأ أيضاً:إغراء الفنانة التي أرادت أن يكون جسدها جسرا لعبور السينما السورية
الواقع السينمائي في سوريا
ثم تحدث “علي”، عن نظرته لواقع الإنتاج السينمائي في “سوريا”، ومدى تشجيعه لجيل الشباب السينمائي ليقدموا أفضل ما لديهم. مؤكداً أن لا أحد يستطيع إنكار مراوحة الواقع السينمائي في بلادنا مكانه إذا ما تم النظر له من زاوية الصناعة السينمائية. «و هو ما ينعكس على الإنتاج السينمائي للقطَّاع الخاصّ و يحدّ من كمّيته و هذه أزمة قديمة كَثُرَ الحديث حولها».
وحسب اعتقاده الخاص، أنه لا يمكن الحديث عن نهوض متوقع للسينما المحلية، بظل غياب البنية التحتية لصناعة سينمائية متكاملة.
اقرأ أيضاً:بينهم إغراء.. ممثلون وممثلات سوريات دخلوا عالم الكتابة الدرامية والإخراج
وذكر “علي” أن قوامها هو إنشاء عدد كافٍ من دُور العرض بمختلف المناطق السورية، لتتمكن من استيعاب الفيلم السوري. وتوزيعه في نطاق سوق محلية. تغطي تكاليف الإنتاج. «و هذه الخطوة تحتاج إلى تكامل مجموعة من العوامل التي تشجّع الاستثمار في قطَّاع السينما».
ويرى “علي” أن قرارات الإعفاء الضريبي التي خصَّت التجهيزات السينمائية المُستَوردة للصالات تُمثّل جزءاً من الحل حسب اعتقاده. إلا أنه «لا بدَّ من توفير بيئة و مناخ يُشجّع الإستثمار في هذا المجال أكثر ويكفل إعادة الجمهور إلى الصالات و يجد آلية متطورة لتوزيع الأفلام العربية و العالمية في السوق المحلّية».