الرئيسيةفن

بعد غيابهن عن التمثيل.. كيف كان الجسد جسراً والصوت بديلاً للصورة؟

فنانات اخترنّ الابتعاد وأخريات عدنّ بطرق جديدة

تلخص الفنانة “إغراء” مفهوم التضحية لأجل الفن بمعناه الحقيقي، بعد المشهد الذي قدمته في فيلم “الفهد” مع الفنان أديب قدورة ووابل الانتقادات التي انهالت عليها بمجمل أعمالها التي اتصفت بالجرأة في بيئة لا تعتاد على مثل هذه المشاهدات علناً.

سناك سوري – خاص

لم تبد إغراء ندمها يوماً وكمدافعة من الطراز الأول انطلقت تدافع عن أعمالها إيماناً منها بمبادئها الفنية على حد قولها، وتصريحها الواضح “ليكن جسدي جسراً تعبره السينما السورية”، حيث قدمت “إغراء” ما يقارب الأربعين فيلماً خلال ستينات و سبعينات القرن الفائت كنجمة أولى في السينما السورية والعربية، وشاركت في كتابة سيناريوهات بعض الأفلام التي مثلت فيها كفيلم “الصحفية الحسناء”، “راقصة على الجراح”، “عاريات بلا خطيئة”، إضافة للمشاركة في أفلام أخرى كـ”عروس من دمشق”، “فتيات حائرات”، “مطلوب رجل واحد”.

ليكون الظهور الأخير لها في عام 1992 في فيلم “المكوك”، واختفت بعده “إغراء” عن الشاشات و الوسط الفني لمدة ثمانية وعشرين عاماً ليعاود اسمها السطوع، بعد إعلان مشاركتها في مسلسل “شارع شيكاغو” للمخرج محمد عبد العزيز، الذي ما لبثت الاعتذار عنه لأسباب تتعلق بالأجر غير المنصف حسب تصريح لها.

في حين اعتبرت “إغراء” من أول الجريئات في عالم التمثيل السينمائي، فمن هي الطفلة الأولى التي أعتلت خشبة المسرح؟.

لنكون مع الفنانة “ثراء دبسي” كأول طفلة عينت عضوا في المسرح القومي في دمشق، بعد حصولها على استثناء نتيجة صغر سنها، فمن خلال عمل مسرحي من على خشبة مسرح “دار الكتب الوطنية “في حلب عام 1957 ومشاركتها في مسرحية “غداً تشرق الشمس” لمع اسمها بدايةً لتمضي بعدها في مسيرة مسرحية طويلة ضمت قرابة 75 عرضاً منها “البرجوازي النبيل”، و”أبطال بلدنا”.

اقرأ أيضاً: فنانات سوريات بدأن رحلتهن الفنية منذ الطفولة

تغيبت “دبسي” عن المسرح متفرغة للعمل التلفزيوني و الإذاعي، إلا أن عام 2009 أعادها للخشبة في عرض “الساعة الأخيرة من حياة السيدة حكمت”، فالمسرح عشق أبدي نقلته للإذاعة في برنامجها “إذا روى المسرح” في محاول نقل المسرح عن طريق المايكروفون، كما تعتبر “دبسي” من أوائل العاملات في الإذاعة السورية حيث قدمت العديد من البرامج والمسلسلات الإذاعية كــ”ظواهر مدهشة” العمل الذي ارتبط باسمها ارتباطاً وثيقاً، ساعدها صوتها المميز في تجربة الدوبلاج التي بدأت منذ بدء بث القناة الثانية السورية في جلب الأفلام الأميركية لتتم دبلجتها وتوزيعها.

كما تابعت الدوبلاج من خلال المسلسلات التركية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وأمام الكاميرات حديث آخر شاركت بدورها في أول عمل تلفزيوني قدم على الهواء مباشرة وهو تمثيلية “الغريب” للمخرج سليم قطايا، وأعطت التمثيل حقه الكامل من خلال عدة أعمال كـ “حي المزار”، “خان الحرير”، “أيامنا الحلوة”، فها هي “دبسي” مثال للطاقات المتجددة ما بين المسرح والتلفزيون والإذاعة، لتطلق العنان مؤخراً لحنجرتها فقط بطريقة يشعر من يسمعها أنه أمام شخص يتكلم ويتحرك.

لكل شخص حريته في اختيار طريقة تغييب صورته، إلا أن بعض الوجوه وإن غابت يبقى ذكر اسمها محط إعجاب الجميع، كحال الفنانة “نورمان أسعد” التي أعلنت اعتزالها في عام2007 في أوج عطائها، بمحاولة حفاظ على عائلتها والاهتمام بحياتها الأسرية بعد زواجها من السياسي العراقي “نهرو محمد عبدالكريم الكسنزاني”، حيث كان قرارها صدمة كبيرة تلقاها جمهورها كفنانة مميزة جذبت الجميع بإطلالتها و أدائها المقنع تاركة أثراً طيباً عندهم، قدمت “أسعد” الكثير من الأعمال الدرامية المهمة في تاريخ الدراما، ورغم دراستها للحقوق إلا أنها رأت الفن قضيتها والسبيل الوحيد للتعبير عن ما تحمله من جمال ومواهب في داخلها، انتشر اسمها عربياُ ومحلياً و باتت من نجمات الصف الأول لنذكر من أعمالها، “طوق الريح” مع الراحل “خالد تاجا” الذي كان الدور الأول لها وهي في سن 16 عاماً، إضافة لمسلسل”جميل وهنا”، “هوى بحري”، “عيلة سبع نجوم” والكثير غيرها.

في حالة غياب أخرى ولكنها لم تدم طويلا، تعاود الفنانة “جيانا عيد” الظهور في مسلسل “بيروت 303″، بعد أن توقفت عن التمثيل عام 2018 بعد عملها الأخير “رائحة الروح”، غياب بررته “عيد” في أحد لقاءاتها الصحفية بأن العروض التي قدمت لها في الفترة الأخيرة لم تكن ملائمة وتشبه ما قدمته سابقاً، ناهيك عن بعض الظروف العائلية، والأزمة الصحية التي تعرض لها زوجها الممثل “زياد سعد”، والتزامها تجاه عملها في المعهد العالي للفنون المسرحية التي شغلت منصب العميد فيه.

تعتبر “عيد” من أبرز فنانات سوريا بعد إثبات جدارتها في عالم التمثيل و مشاركتها في مختلف الأعمال الكوميدية منها و التراجيدية و التاريخية و غيرها، كما شاركت في السينما في فيلم “حادثة النصف متر” أثناء دراستها في المعهد واعتبر بمثابة الانطلاقة الفعلية لها، وفيلم “رسائل الكرز”، لم يخلُ طريق “عيد” من المسرح لنذكر مسرحية “عزيزي مارات”، و”حلاق بيروت”، وفي الدراما لا أحد يستطيع نسيان “مها” الشخصية التي قدمتها في مسلسل “الدغري” لتتابع في سلسلة من الأعمال منها “القبضاي بهلول”، “دكان الدنيا”، “انتظار الياسمين”، و”درب التبان” والكثير من الأعمال التي كللت بها مسيرتها الفنية.

اقرأ أيضاً: فنانات تعرّضنَ للخيانة العاطفية ونَهضن من جديد

زر الذهاب إلى الأعلى