عربة نقل الخضار بسوق الهال في دمشق.. مستثمر وحيد وعمال متعبون
يتقاضى عمال عربة نقل الخضار أجرهم حسب أهواء الزبون
يعمل “عمر عبد الرزاق” 45 عاما في نقل الخضار عبر عربة معدة لهذا الغرض في سوق هال مدينة “دمشق” “الزبلطاني”، حيث يمسك طرفا العربة بيديه أو يضع حبلا مربوطا بالعربة حول كتفيه ويبدأ بجرها ناقلا خضار الزبون إلى سيارته المصفوفة خارجا.
سناك سوري-بشار صارم
يصف “عبد الرزاق”، مهنته بالشاقة والمتعبة، ويضيف لـ”سناك سوري”: «نقوم باستئجار العربة من مستثمر يملك الكثير منها وهنالك نوعين احداها صغيرة أجارها يتراوح حسب أهواء المستثمر بين 3 إلى 4 آلاف وأخرى كبيرة يتراوح أجارها بين 5 و6 آلاف لمدة محدودة بين الساعة السادسة مساء والرابعة صباحا، بعد استئجار العربة نقوم بالتجوال في السوق لالتقاط زبون يحتاج عربة لنقل خضاره».
“عبد الرزاق” النازح من محافظة “الحسكة”، ويعيش حالياً في “دمشق” بعيداً عن مدينته وأهله، يتنهد تنهيدة طويلة، فيها مزيج من التعب النفسي والجسدي، ويقول إن غالبية من يعمل بهذا العمل، ربما سيصابون بالديسك مع التقدم بالعمر، بسبب ثني الظهر اثناء جر العربة، «بالإضافة إلى أنه لا يوجد أجر ثابت فالاجر يعتمد على كرم الزبون وأحيانا نجر العربة السوق كله مقابل خمسمئة ليرة فقط وفي بعض الأيام لا يعوض العمل أجار العربة وفي أيام أخرى قد يصل اجر اليوم إلى 20 ألف ليرة».
ينهي الرجل الملقب “أبو فارس”، حديثه متمنياً، أن يعود إلى مدينته والعمل بالزراعة، عوضا عن هذه المهنة الشاقة.
اقرأ أيضاً: سوريون لا أمل لهم بالتقاعد.. أعمال مجهدة بعمر السبعين
على بعد قليل من مكان “ابو فارس”، يقف “احمد ابو حسن” الرجل السبعيني متكئ على عربته وهي واقفة ويشعل سيجارة منتظرا رزقه وهو ينادي عليه، اقتربنا منه للحديث، وافق ولكنه رفض تصوير وجهه، يقول لـ”سناك سوري”: «أستأجر عربة صغيرة يوميا منذ الساعة السادسة مساء حتى الرابعة صباحا بمبلغ 3500 وهو مبلغ مرتفع بالنسبة لعربة صغيرة يحتكرها مستثمر وحيد، وكأننا نعمل طوال اليوم لأجله وليس لأجلنا فقد تمضي فترة الإجار دون الحصول على ربح اضافي مما يجبرنا على تمديد الاجار فترة أخرى صباحية ودفع تكاليف إضافية».
“أبو حسن” القادم من “القنيطرة” إلى “دمشق”، ينام في سوق الهال، لدى أصدقائه من أصحاب المحلات، ويعود إلى مدينته وعائلته يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، كما يقول ويضيف: «يوجد الكثير من الصعوبات في هذه المهنة أولها سوء الطرق ضمن سوق الهال وعدم وجود اجر ثابت بالإضافة لتحكم المستثمر بالعربات واجارها ولكن تبقى أفضل من اللجوء للشحادة»، على حد تعبيره.
في إحدى زوايا السوق، يقف “معتز المصري”، 24 عاماً قادم من “حلب” منذ فترة قصيرة، يقول لـ”سناك سوري” وهو ممسك عربته الصغيرة، إن «نقل الخضار مهنة متعبة لكنها أفضل من مهن أخرى قد لا تكفي إعالة العائلة لبضعة أيام ورغم التعب والجهد إلا أنه يمكن أن تصل أجرة اليوم إلى 15 أو 20 الف حسب الضغط في السوق وتبقى الصعوبة في وعورة الطريق ضمن السوق وسوء العربات بالنسبة لاجارها المرتفع، إضافة إلى أن أجرنا يعتمد على أهواء الزبون ويبدأ من 500 ليرة وربما يصل إلى 3000 للنقلة الواحدة».
مهنة نقل الخضار كغيرها من المهن التي يلجأ إليها السوريون كعمل اضافي لمجابهة ظروف الحياة القاسية والارتفاع الكبير للاسعار في الأسواق.
يذكر أن عربات نقل الخضار تعود بملكيتها لمستثمر السوق، وتختلف مسافات نقل الخضار عبر العربات حسب مكان تواجدها داخل السوق، وبعد سيارات الزبائن عن مكان الشراء.
اقرأ أيضاً: سوريون على طريق الهجرة… يبيعون أغراضهم الشخصية في سوق الجمعة