الرئيسيةسوريا الجميلة

عربة حلويات أبو شادية تحدّت الحرب وهزمتها

“أبو شادية” تنهض من ركام الدمار لتبيع الكليجة والشعيبيات

سناك سوري – فاروق المضحي

على أحد البسطات في شارع “الحوض” بمدينة “دير الزور”، تقف عربة حلويات “أبو شادية”، والتي باتت علامة مسجلة في ذاكرة أبناء المدينة، تحيي في نفوسهم ذكرى واحدة من الصناعات التي لم تتمكن منها آلة الحرب، رغم كل الدمار الذي خلفته في المدينة خلال 10 سنوات.

يرتبط اسم “عربة الحلويات”، باسم الرجل الذي أسس المهنة للعائلة، “محمود ابراهيم الشاوي” الذي لقب “أبو شادية”، كونها كانت أول أولاده، على الرغم من أن لديه خمسة أبناء ذكور (العادة أن يكنى الأب باسم أول أولاده من الذكور)، والذين تعلموا منه صناعة الحلويات وهم يعملون حتى اليوم باسمه الذي نجح في بنائه بهذا المجال عبر عشرات السنين.

أبو شادية

من دوار التموين ابتدأت الحكاية

بدأ “أبو شادية” بعربة صغيرة عام 1965، واستمرت عربة الحلويات ترافقه طيلة 30 عاماً، ينتظره الأهالي لشراء ما يصنع، يقول “عبد الوهاب الشاوي”، أحد أبنائه الخمسة، ويضيف لـ”سناك سوري”: «بقي على هذا الحال حتى افتتحنا في منتصف التسعينات من القرن الماضي، محلاً بالقرب من دوار “التموين” وبقيت العربة أمام المحل كدلالة له ولأنها صاحبة الفضل فيما وصلنا إليه، وتوسع عملنا في تلك الأعوام حيث افتتحنا معمل في شارع “ستة إلا ربع” وفرع آخر في سوق “الجبيلة” لتأتي الحرب وتدمر كل ما تم بناؤه خلال عشرات السنوات، والدي توفي قبل الحرب، لم يعش ليرى الدمار».

اقرأ أيضاً: أحلام أهالي دير الزور بدأت تتحقق بعد عامين على استعادة مدينتهم

لم تتوقف العائلة عن صنع الحلويات، رغم دمار كل ما بنته خلال سنوات، يقول “الشاوي”، ويضيف:«بقينا محافظين على عملنا حيث بدأنا بالإنتاج والبيع من المنزل وبقينا على هذا الحال لأعوام، وقبل حوالي شهرين قررت أن افتتح بسطة صغيرة لبيع الحلويات في “حي القصور” وهي اليوم تعمل فقد عاد إلينا معظم الزبائن الذين كانوا يرتادون المحل القديم».

الشعيبيات والكليجة والهريسة هي أبرز المنتجات

عربة حلويات أبو شادية

تصنع العائلة مختلف أنواع الحلويات، لاسيما الحلويات الشعبية التي تمتاز بها الدير، مثل الكليجة، والأقراص والشعيبيات بأنواعها المختلفة، بحسب “الشاوي”، كذلك هريسة الجبن، وكل ما يطلبه الزبائن، يصنعونه في المنزل ثم يبيعونه في البسطة الصغيرة.

طعم حلويات “أبوشادية” له مذاق خاص، لدى “علي السلمان” من أبناء حي “الحميدية”، ومثله “عبدالكريم الحسين” من أبناء “حي الجبيلة”، مؤكدان أنها تشكل جزءاً من ذكرياتهم التي بقيت لهم من مدينتهم ما قبل الحرب، فاسم محل “أبو شادية” من المعالم والأسماء التي ترتبط بتاريخ المدينة وجمال الحياة فيها قبل الحرب.

لا يعرف أهالي المدينة الاستسلام أبداً، ما يجعلك تشعر أن أسطورة طائر العنقاء المنبثق من رماده حياً، ليست مجرد كلمات تساعدك على التحفيز، فهناك من يجسدها على أرض الواقع، حلويات “أبو شادية” مثلاً.

اقرأ أيضاً:ستة إلا ربع أشهر شوارع دير الزور صار مهجوراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى