يبدو واضحاً من ردود الفنان “عدنان أبو الشامات” عبر صفحته في فيسبوك، أنه يتمتع بقدرة كبيرة على التعامل بكلماته بشكل منطقي وذكي دون مبالغة أو تجريح تجاه المنتقدين له بشكل شخصي.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
حال “أبو الشامات”، كحال عدد من الفنانين الذين يتعرضون بشكل دائم للتعليقات السلبية التي تصل حد الإساءة في بعض الأحيان، لهم و لحياتهم بالمجمل.
فمنهم من اتبع سياسة عدم الرد والتجاهل بعد أن كان بدايةً متأثراً بما يقرأ، مستفزاً إياه ويجبره على الرد فوراً. وقسم قاطع تلك الوسائل بشكل كامل لتجنب هذا الجو، الذي لم يعد مقبولاً بالنسبة له.
إلا أن “أبو الشامات” كمثال وخلال منشور له اليوم على حسابه الشخصي كتب فيه «صدقني لما بتفوت على صفحتي وبتشتمني، لا بتفاجئني ولا بتهز أصغر شعيرة بجسمي. أنا بعرف أنك موجود بهالعالم الافتراضي لحتى تفرغ حقدك وكرهك لحالك بغيرك».
اقرأ أيضاً: عدنان أبو الشامات متضامن مع تولين البكري
وأضاف “أبو الشامات” أنه يعامل تلك الحالات كما يعامل أي مريض نفسي، أو شخص غير مدرك لكلامه الذي يكتبه. كما علق ضاحكاً «وإذا لاقيتلك عندي حبة أو تحميلة تهديك أو تريحك، صدقني ما بقصّر».
فمنذ أيام قام ” عدنان أبو الشامات” بنشر صورة له مع تمثال “شامبانزي”، مرفقاً إياها بعبارة «أنا يلي عاليمين»، فهو كأي شخص عادي يود مشاركة أصدقائه صورة له عبر حسابه.
إلا أن البعض من المتابعين، يواظبون على توجيه التعليقات المسيئة والتي يعتبرونها “دعابة” ولربما فعلاً كتبت لهذا القصد، وجاءهم الرد بما يلائم تعليقاتهم ولكن بشكل مهذب.
في متابعة للأمر، نجد أن رد الفنان في نظر البعض، بات فرصة لتتصدر ردوده التريند وتتحول لأخبار بماذا ردّ هنا أو هناك، والتي يراها البعض ردوداً مسيئة. دون التفكير أنه إنسان يحق له التعبير أيضاً وليس شخصية مشهورة فقط محرومة من التعبير عن نفسها.
اقرأ أيضاً:تماضر غانم.. ستقاضي صفحات قادت حملات التنمر بحقها
فكلنا نملك حسابات على وسائل التواصل ونتعرض لمثل تلك المواقف، وقد نرد بطرق أقسى، ولكن على اعتبارنا خارج نطاق الشهرة لن نظهر كما يظهر الفنان، الذي يجب أن يكون حذراً.
و الأكثر واقعية وبعيداً عن الهجوم والدفاع، أن نتصالح نحن كجمهور مع ذاتنا، و نسلخ عن الشخص الذي نوجه له التعليقات “الساخرة عأساس” كل صفة ومنصب. ونناقش الموضوع كما لو وقع علينا؟. حينها سندرك أن “عدنان أبو الشامات” أو أي ممثل آخر، يتعامل بمنتهى اللطف إلى هذه اللحظة. ولا يمكننا أن نضع أي ملاحظة حول ردهم الذي غالباً ما يأتي كما يشاع “قصف جبهة”، يضع المتابع في حالة حرج من نفسه لما كتبه.
الأمر يستدعي أن يكون أفق التعامل أوسع مع أي فنان يشارك جمهوره لحظاته، فهو بالمحصلة وليد محبتهم وتشجيعهم، ومن الأجدر التقييم لا الاستهزاء. فوسائل التواصل مليئة بآلاف المواضيع والقصص التي يمكن أن نشغل أنفسنا بها، عوضاً عن ملاحقة فنانينا والتقاط الفرص لتداول الأخبار الخالية من أي منطق يفيد ساحتنا الفنية، والتي تعاني كأي مجال سوري من أزمة دمرت أغلب مكوناته.