عبد الستار ملك الفستق المحمص.. باع القبوع بربع وبخمسمية ليرة
عبد الستار العلي .. 40 عاماً من تجارة الفستق
“مدخن يا فستق.. عالسخن يا فستق ..مقمر يا فستق” تعبيرات اعتاد سماعها سكان منطقتي “البرامكة” و”الفحامة” صباح مساء، متجولاً بين دهاليز تلك الأحياء وشوارعها الرئيسية، حفظت قدما الرجل وعجلات عربته كل شبر منها ظهراً عن قلب.
سناك سوري – صفاء صلال
يستيقظ “عبد الستار العلي” مع بزوغ فجر كل يوم، ليتسنى له بيع الفستق المدخن فهو لم يغب ولا عربته عن قلب العاصمة منذ أكثر من أربعين عاماً إلا في حالات نادرة، يتحدث الرجل لسناك سوري عن عمله :« لم يسجلني سكان الحي غياباً ولا يوم حتى في أشد أيام الحرب وعند سقوط القذائف كنت وعربتي وفستقاتي نسمع صوتها و ما تفعله بالناس ولم نتوقف عن التجول ضمن الشوارع».
اقرأ أيضاً: ميادة عبيد.. أم موظفة وبائعة أجبان وألبان وناشطة مدنية
“ظلمتني الحياة و تعترت كتير” يقول أبو محمد لسناك سوري:«بس الحمدلله على كل حال مستورة»، يحمل “العلي” لقب “أبو محمد” بدون أن يكون له محمد حتى أنه لم يتزوج، ويرى أن أغنية “يا ظالمني” لأم كلثوم تختصر حياته.
لم ينج “أبو محمد” في إكمال جميع المراحل الدراسية من تعليمه المدرسي بسبب ظروفه العائلية، ليقرر في عامه العشرين، العمل على عربة الفستق بدلاً عن والده “أبوكاسم” لمساندة العائلة وتأمين قوتها.
يحمل “العلي” بيديه ورقة ملفوفة يملأ الفستق فيها وقد تغير سعرها بشكل كبير بين بداياته بالعمل وأيامه هذه:« بوري الفستق الواحد بـ 1979 كان سعره ربع ليرة ثم ارتفع تباعاً حتى وصل مع بداية الحرب إلى 100 ثم 200 حتى صرت أبيعه اليوم بـ500 ليرة سورية». ” يضيف الرجل : «ما كنت متوقع بيوم أنه يصير سعر كمشة الفستق بهل سعر على أيامنا كانت 500 تشتري بيت بس حالياً ما بتشتري غير ربطة خبز».
طلاب المدارس والجامعات هم أكثر زبائنه شراءاً للفستق المدخن، وفئة من منتظري وسائل النقل الذين يشترون منه الفستق لتعبئة وقت انتظارهم ريثما يفوزون بمقعد للوصول إلى منازلهم يقول “العلي”.
يحظى “أبو محمد” بشعبية بين أهالي المنطقة، إذ أن رؤيته وعربته وتنفس رائحة الفستق خاصته أصبحا طقساً صباحياً لهم.
اقرأ أيضاً: بائع المرشم: الفوارق الطبقية هائلة بين الزبائن