حوادث لا تخلو من الغرابة..هل لديكم طرق موت في محافظاتكم… أين هي ماهي الحوادث التي تشهدها؟
سناك سوري – مراسلون
تكاد لا تخلو محافظة سورية من وجود طريق يُطلق عليه بالعرف الشعبي “طريق الموت”، لكثرة الحوادث التي يتعرض لها السائقون والركاب، والتي تتنوع أسبابها ما بين السرعة الزائدة من جهة أو سوء تنفيذ الطريق وعدم مراعاة صيانته وتأهيله من جهة ثانية، لتزيد المعارك من تفاقم المشكلة بعد أن أدت لتخريب الطرقات في كثير من المناطق.
حوادث الطرق تسببت بسقوط عدد من الضحايا، حسب ما بينه البحث الذي قام به مراسلو “سناك سوري” في عدد من المحافظات، في حين لا تلقى مناشدات الأهالي والسائقين للجهات المعنية الاستجابة الفعلية.
ضحايا و15 حادثاً مرورياً على طريق “بانياس القدموس” خلال العام 2019
طرطوس – نورس علي
للمرة الأخيرة عبر الشاب “م عثمان” من أهالي مدينة “بانياس” سنة 2019 طريق عام “بانياس القدموس” على دراجته النارية حيث صدمته سيارة فقد صاحبها السيطرة عليها على الطريق عند منعطف “حليمة” شديد الخطورة في قرية “بارمايا”، ما أدى لوفاة سائق الدراجة.
أخ الضحية “ب عثمان” الذي فضّل عدم ذكر اسمه الأول لأسباب خاصة، أكد في حديثه مع سناك سوري أن أخاه عرف بقيادته الهادئة على دراجته النارية، نافياً أن يكون الحادث قد وقع بسبب السرعة الزائدة، حسب مارواه له حينها شهود عيان من أهالي قرية “بارمايا” التي يمر فيها الطريق.
أهالي من القرية استطلع “سناك سوري” آرائهم، أكدوا أن الطريق بحاجة إلى إعادة دراسة لتحقيق السلامة المرورية، خاصة وأنه يشهد الكثير من الحوادث سنوياً.
في العام 2019 شهد الطريق المعروف شعبياً بطريق الموت، خاصة في الجزء الواقع منه ضمن قرية “بارمايا” التي تبعد عن مركز مدينة “بانياس” حوالي خمسة كيلومترات، والبالغ طوله حوالي /800/ م ما يقارب خمسة عشر حادثاً مرورياً راح ضحيتها ثلاثة مواطنين، و4 مصابين، كما شهد الطريق ذاته وفي المواقع نفسها خلال العام 2018 نحو عشرين حادثاً مرورياً، وصف بعضها بالغريب كون الحادث ذاته يتسبب بحوادث أخرى عند محاولات إنقاذ ضحاياه من قبل الأهالي وعناصر الشرطة والمرور.
أغرب حادث مروري
يروي الشاب “محمد سعود” من سكان القرية أنه في إحدى المرات صدمت شاحنة كبيرة “صهريج” بطول ستة عشرة متر على الطريق وفي مكان يعرف محلياً بمنعطف “حليمة” دراجة نارية أدت إلى وفاة سائقها على الفور، وخلال مرحلة قطر الشاحنة لمركز حجز الشرطة صدمت شاب آخر وأدت لأضرار جسدية بسيطة له، ومن ثم ارتطمت بعمود كهربائي معدني أدت إلى انهياره وخروجها عن مسارها باتجاه الأراضي الزراعية المجاورة للطريق، حيث عادت سيارة القطر لإخراجها من كرم الزيتون المجاور للمنعطف، لكن دون وقوع إصابات هذه المرة، ليكون هذا أغرب حادث مروري شهده الطريق خلال العام 2019.
مشكلة هندسية
“محمد بلول” من سكان القرية أكد أن الطريق عند المنعطفين منحدر جداً وميوله غير مدروس ولا تتم مراعاة السرعات المسموح بها في مثل هكذا طرق منحدرة، حيث شهد منعطف المضخات خلال العام 2019 حادث تصادم سيارتين خاصتين، أدى إلى أضرار مادية كبيرة دون وقوع إصابات جسدية تذكر، وكان هذا الحادث أقرب إلى الطريف لكون السيارتين دارتا حول نفسيهما عدة مرات خلال مرحلة كبح الفرامل والاصطدام حسب شهود عيان.
الانحدار يبدأ من أعلى المنعطف المعروف شعبياً بـ”كوع حليمة” بحوالي /500/ متر فتزداد سرعة المركبة تلقائياً، خاصة السيارات الغريبة عن المدينة، إلى حد لا يمكن لصاحبها السيطرة عليها، حسب ما أكده “بلول” وتصبح مهددة بالخروج إلى الأراضي الزراعية المجاورة ذات الانحدار الكبير، مما يضطر السائق لمحاولة الاصطدام بأي شيء لإيقاف المركبة، فيصطدم بعمود الكهرباء المجاور للمنعطف أو بالمركبات العابرة في تلك اللحظة.
كلام “بلول” أكده مصدر شرطي خاص في القسم الخارجي لمدينة “بانياس” فضل عدم ذكر اسمه لعدم الحصول على موافقة وزارية حين قال أن الطريق بحاجة إلى إعادة الدراسة عند منعطفي حليمة والمضخات/ منوهاً إلى أن عدد الحوادث في عام 2019 على طريق الموت عند المنعطفات الخطيرة بلغ تسعة حوادث لسيارات مدنية منها ستة أضرارها مادية وثلاثة أضرار جسدية بينها حالة وفاة واحدة، وكذلك حوالي ست حوادث على ذات الطريق تمت متابعتها مع وجود وفيات في أغلبها.
اقرأ أيضاً:الباشا: البلدية حفرت الطريق لجعل السائقين يخففون سرعتهم (حل إبداعي)
جسر يمر بجانب نهر … والنهر يفيض بأي لحظة ويتسبب بحوادث
الحسكة – خاص
يشكل الجسر الصغير الواقع على بعد 8 كيلو متر عن الطريق الدولي عند نقطة العبور بين قريتي “الوادي” وقلعة “الهادي” في محافظة الحسكة، عائقاً كبيراً أمام حركة السير على المعبر خاصة خلال فصل الشتاء.
يقول “اسماعيل محمد” أحد أبناء قرية قلعة “الهادي” إن الجسر الواقع على بعد 60 كيلو متراً عن مدينة “القامشلي” يغرق خلال الشتاء بالأمطار ويصبح العبور عليه أمراً شبه مستحيل مهما كان نوع الحافلة سواء كبيرة أو صغيرة، فيما يؤكد “أنور علي” من أهالي قرية “فطومة” وهي إحدى القرى التي يشكل الجسر معبراً للوصول إليها من الطريق الدولي، ضيق عرض الجسر الذي لا يتجاوز 5 متر و قلة ارتفاعه الذي لايتجاوز 7 أمتار ، ويشهد هبوطاً ونزولاً بالذهاب والإياب كما أنه لا يحوي إشارات دلالة ولا شاخصات مرورية.
الأصعب من ذلك حسب حديث الأهالي أن نهراً يمر بجانب الجسر الذي يبقى طوال الشتاء مجرى لمياهه وكثيرة هي المرات التي شهدت غرق سيارات أثناء العبور تحته إضافة للحوادث التي يتسبب بها كون الجسر منفذ بطريقة لاتسمح للسائقين برؤية السيارات المارة عبره سواء في الذهاب أو الإياب، ما يتطلب وعياً من السائقين لتقليل الحوادث التي تقع كل يومين بحسب الأهالي.
الجسر الذي تعبره مئات السيارات يومياً قديم جداً وعمره من عمر المنطقة، ولا يمكن أن يكون له بديل حسب ما أكده الحاج “حسين المحمود” من عمال السكك الحديدية في المنطقة وأضاف لـ”سناك سوري”: «داومت عند هذا الجسر لعشرات السنين، كنت موظف بالسكك الحديدية، قبل التقاعد منذ 15 عاماً، الجسر قديم جداً عمره يعود لأكثر من 100 عام، كانت بعض السيارات تعتمد على طريق ترابي يبعد عن ذلك الجسر بعض الأمتار، لكنه اليوم لم يعد صالحاً للمرور عليه، أما الحل الوحيد فهو تجهيز طريق جديد من فوق الجسر وليس من تحته أو من أي نقطة أخرى بعيداً عن الجسر».
لايوجد إحصائية دقيقة للحواجز عند هذا الجسر، لكن روايات الأهالي تتحدث عن معدل حادثين أسبوعياً.
8 وفيات و88 حادث على طريق ” حلب – خناصر” خلال العام 2019
حلب – بريوان محمد
حصدت حوادث السير على طريق “حلب خناصر” خلال العام 2019 أرواح 8 مواطنين وتسببت بجروح وإصابات مختلفة لـ 35 منهم وهي نتيجة 88 حادث مرور شهده الطريق، الذي تحول من طريق محلية فرعية إلى طريق رئيسية تربط “حلب بدمشق” وباقي المحافظات السورية بعد سيطرة المعارضة على طريق “حلب دمشق” الدولي وفقاً لما ذكره مصدر خاص في قيادة شرطة محافظة “حلب” لـ سناك سوري.
المنعطفات الخطيرة على الطريق تشكل خوفا ورعبا لسالكي الطريق حسب ما أكدته “أصالة بدرة” التي أصبح السفر بالنسبة لها هاجساً مخيفاً عبر الطريق المذكور بعد رؤيتها أحد الحوادث المرورية عليه، في حين يقول “غسان عبد الحق” إن السرعة الزائدة للسائقين والتمازج بين المركبات السياحية والشاحنات بطريق واحد ذهاب وإياب تسببت بحوادث تكاد لا تعد ولا تحص، لكن الأمر الذي سبب الدهشة للمواطنة “لمى الأحمد” هو قرار وزارة النقل بتحويل طريق “أثريا- خناصر- حلب” من طريق محلي إلى مركزي دون أن تعمل على صيانته وتأهيله «وكأنها غير مدركة للكوارث المرورية التي تحدث عليه».
الطريق يبدأ من مفرق “السفيرة” طريق “حلب الرقة” حتى مفرق “أثريا” بطول 125 كيلومتر عرض الزفت 7,5 م من بداية إلى نهاية السفيرة مروراً بتل حاصل وتل عرن، ويبدأ عرض الزفت بالتضيّيق ليصبح 6 م فقط بداية طريق “خناصر” وفيه الكثير من المرتفعات والمنخفضات والمنعطفات المفاجئة والحفر التي تكونت نتيجة الأحوال الجوية وحركة الشاحنات عليه، حسب ما أوضحه مدير فرع “حلب” للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية المهندس “علي خويلد” في حديثه مع سناك سوري.
عوامل كثيرة أدت لزيادة الحوادث على الطريق المذكور، يوضحها “خويلد”: «قلة عرضه في منطقة “خناصر” وعدم فصل حركة السيارات السياحية عن الشاحنات عليه، إضافة لضيق الأكتاف المعبدة على جانبي الطريق والتي تتراوح بين نصف متر ومتر واحد وهذا لاينطبق على مواصفات الطرق من الدرجة الأولى».
اقرأ أيضاً:غرفة عمليات حكومية لمكافحة التهريب.. وعجز عن تزفيت طريق بطول 1 كم في حماة.. عناوين الصباح
إجراءات جديدة تسعى المؤسسة لتنفيذها على الطريق لتفادي الحوادث المرورية عليه، وفق “خويلد”، يضيف: «سيتم البدء بوضع 2000 محدد طرقي عاكس بمسافة 100 متر بين المحدد والأخر، إضافة لوجود عقد قيد التصديق مع مؤسسة الإسكان العسكري يتضمن صيانة وتصليح الطريق بدءاً من السفيرة بمسافة 16 كم أي إلى نهاية “السفيرة” وإصلاح بعض المنعطفات الخطيرة والمفاجئة، كما سيتم أيضاً وضع 200 إشارة دلالية وتحذيرية»، متمنياً من السائقين تخفيف السرعة قدر الإمكان وخاصة خلال الأيام الماطرة وأثناء تشكل الضباب.
6 ضحايا وست إصابات بحوادث على الطرق المؤدية إلى “دير الزور”
دير الزور- فاروق المضحي
بعيداً عن مشاكل الطرق، يقول “عدنان الحسين” سائق بولمان في إحدى الشركات الخاصة إن على السائق أن يكون مستعدا ويقظاً، متحسباً لأي طارىء على طرق السفر البعيدة وأن من واجبه الالتزام بإجراءات السلامة للحفاظ على حياة الركاب كالالتزام بحدود السرعة ومراعاة الأحوال الجوية.
إجراءات “الحسن” تبدو ضرورية على طرقات “دير الزور” التي تربط المحافظة سواء ببعضها البعض أو بباقي زميلاتها، والتي شهدت عدداً من حوادث السير خلال العام 2019 حيث تم رصد 3 حوادث على طريق “دمشق ديرالزور” راح ضحيتها 6 مواطنين وأصيب 6 آخرون، حسب مصادر محلية.
رئيس مجلس المدينة المهندس “رائد منديل” يقول إن هناك إجراءات خاصة يتم العمل عليها في البلدية لتحسين واقع الطرق في المحافظة، يضيف لـ”سناك سوري”: «خلال الفترة الماضية وبالتعاون مع الشركة العامة للطرق والجسور والخدمات الفنية في المحافظة تم العمل على إصلاح وإعادة تأهيل طريق “تدمر دير الزور” ليصبح أكثر أماناً بالنسبة لسيارات النقل القادمة من المحافظات الأخرى».
الحرب والمعارك أدت لتضرر الطرق الفرعية التي تربط ريف المحافظة بالمدينة، وفق “منديل”، يضيف: «كلها بحاجة إلى إعادة تأهيل كطريق “الميادين دير الزور” وطريق “البوكمال ديرالزور” والتي تعتبر الشريان الذي يربط أوصال المدينة لكنها تعرضت للتخريب في أجزاء واسعة منها خلال سنوات الحرب وهي بحاجة لإعادة تأهيل وهو ماسيتم العمل عليه خلال الفترة القادمة».
اقرا أيضاً:دير ما بعد الحرب مقطعة الأوصال.. القارب لا يضمد جرحاً والدموع على الجسر لا تبنيه
طريق “صلخد” حوادث وإصابات وحيوانات شاردة
السويداء – رهان حبيب
يؤكد “أركان خطار” السائق الخمسيني أن طريق “السويداء صلخد” استحق تسمية طريق الموت لكثرة الحوادث التي يشهدها حيث تجاوزت ١٥ حادثا خلال العام الفائت 2019، أدت لإصابات خطرة للأشخاص والمركبات، بالإضافة لحوادث أخرى متفرقة لم ينتج عنها إصابات إنما فقط أضرار مادية وفق إحصاء لمركز الانطلاق في مدينة “صلخد”.
“خطار” الذي عمل سائقاً لعقدين متواصلين على الطريق المذكور نجا هذا الصيف من حادث خطر، عندما اصطدم سرفيسه بعدد من البغال الشاردة قرب “سد العين”.
الطريق التي تعبر قرى “الرحى” و “الكفر” وعدد من القرى بطول ٣٥ كم تعتبر من أخطر الطرق تبعا لاختلاف مناسيب الطريق بين ارتفاع وهبوط وضيق الطريق في مداخل القرى التي يمر منها والمنعطفات الخطرة وغير المخططة أو المدروسة إلى جانب مقطع الطريق من المشفى الوطني إلى بلدة “الرحى” الذي لم يؤهل بالشكل المناسب، ليفاقم وجود الحيوانات الشاردة وغيرها من المشكلة التي لم تجدِ نفعا فيها مناشدة الجهات المعنية، وبقي الطريق على حاله دون تعديلات تذكر منذ أكثر من ١٥ سنة.
اقرأ أيضاً:سوريا: طرقات قرية تتحول إلى مستنقع من الطين
بدوره السائق “زياد دويعر” من مدينة “صلخد” أكد أن الطريق عبارة عن مسافات بصعود وهبوط يرهق العربة، وفيه تكتمل شروط الخطر للأسف كونه ضيق، وهناك مناطق في الطريق بالكاد تتسع لمركبتين إضافة إلى أنها عبارة عن أكواع خطرة، ويقدر “إياد جبور” السائق على ذات الخط عدد الحوادث بالشهر الواحد بأكثر من 4 أو 5 حوادث، وفي الشتاء حكاية أخرى، ويوضح: «على هذه الطريق أكثر من ٤٠ مطباً من قطع معدنية تضرب الإطارات، وتشكل ضرراً كبيراً لها، وقد رفعنا عدة كتب للجهات المعنية وتابعناها لكن لا حياة لمن تنادي وبقي الحال على ماهو دون ردود مقنعة لسائقي الخط الذين يتجاوز عددهم الـ٧٠ سيارة بين سرفيس وميكرو باص».
نقابة عمال النقل البري تلقت العديد من المذكرات والشكاوى، وفق رئيس مكتب النقابة ”سليم العربيد”، يضيف: «الطريق خطر بمقاييس عدة وقد نقلنا مطالب السائقين للجهات المختصة وأخبرونا أن عملية تأشير الطريق ستبدأ خلال العام الحالي، ولدينا طموح أن تتم دراسته بشكل عام لوضع حد للحوادث التي أرهقت السائقين وعرضتهم للأذى الصحي والإصابة وخسائر مالية كبيرة».
هذا غيض من فيض طرق الموت في سوريا، التي تتراوح مشكلاتها بين سوء التنفيذ الهندسي أو الواقع الحالي من جهة والسرعة الزائدة للسائقين من جهة أخرى، لكن ماذا عن مناطقكم هل فيها طرق تعرف بطرق الموت ماهي مشكلتها وأبرز الحوادث التي جرت عليها.
اقرأ أيضاً:نفق “الموت” على طريق “دمشق درعا” يهدد السائقين والركاب ولا حلول واضحة!