صفاء تبيع الفستق في شوارع الشام بحب وحنان
استدانت من أصدقائها مبلغاً لشراء العربة والمواد الأولية وهي اليوم مدينة لعربة الفستق
«مقمر يا فستق .. فستق على فحم..كريم يارب» ترددها السيدة صفاء بأعلى صوتها. بينما تدفع عربة الفستق خاصتها في شوارع الشام بكل ما منحتها الحياة من عزيمة.
سناك سوري- صفاء صلال
منذ زهاء ثمانية أشهر قررت السيدة بمساعدة أحد أصدقائها العمل ببيع الفستق. تقول لسناك سوري: «استدنت من أحد الأصدقاء مبلغا من المال حتى اشتريت العرباية والمواد الأولية اللازمة لها».
تعمل صفاء أكثر من ( 12) ساعة خلال اليوم بلا كلل أو ملل تؤدي وظيفتها التي اختارتها طوعاً بحب. وتقدم «قبوع» الفستق لمشتريه كما تقدم الطعام لأطفالها الثلاثة.
بيع الفستق ليس العمل الوحيد الذي زاولته “صفاء” بل زاولت العديد من الأعمال لكنها «وجدت نفسها ببيع الفستق». وتضيف: «عرباية الفستق فاتحة بيت وساترتني أنا وأولادي».
تعرض أولادها في بادئ الأمر للسخرية والتنمر في المدرسة من قبل بعض الأولاد الذين يقولون لهم والدتكم تبيع فستق مع الاستهزاء. لكن بعد مرور الوقت تقول الأم: «أصبحت مصدر فخر لأولادي فأنا أطعمهم من عرق جبيني برزق حلال».
تعامل “صفاء” العربة كما ابنتها فهي تقضي معها جلّ يومها تسيران في شوارع الشام لتأمين قوت العائلة اليومي. وتحاكي “صفاء” العربة كما ابنتها عندما يتعرقل المسير «شو صرلك وقفتي». لتستدرك الأمر وتعتذر منها تشير السيدة: « أنا ممنونة لعربة الفستق».
وقبل عدة سنوات لم يكن مألوفاً عمل النساء بجر العربة أو البيع عليها. بخلاف اليوم إذ باتت النساء تعملنّ بأي عمل يساعد أسرهنّ وعوائلهنّ في ظل الظروف المعيشية الحالية. ليثبتن أنهن قادرات على خوض غمار أي عمل مهما بدا صعباً.