شُبّان يوزعون اللايكات على منشورات الصبايا ويحجبونها عن نظرائهم
الشب عدو الشب على الفيسبوك؟!
سناك سوري – سناء علي
«بينشرح قلبو الواحد وهو عم يوزع لايكات وقلوب ع بوستات الإناث.. شو بدنا بالذكور»، لا يجد “عصام” حرجاً في قول ذلك، بما يفسر بطريقة ما سبب حصول الإناث على لايكات أكثر في عالم “الفيسبوك” والانستغرام، حتى لو كانت على منشور مؤلف من كلمة “بيست” على سبيل المثال، علماً أن هذه المقدمة لاتتناول موضوع الشخصيات العامة والتفاعل عليها بين الجنسين.
فكما راجت عبارة الأنثى عدوة الأنثى على أرض الواقع، يبدو أن “الذكر عدو الذكر” في غمار الفيسبوك والانستغرام، حيث يعمد نسبة عالية من الشبان إلى “التلييك” والتعليق لصور الإناث ومنشوراتهن مهما كان محتواها.. مع كمية من العبارات “الجزلة” التي لا تخلو من الغزل، حيث ترى “هبة” أن السبب يعود للذكور أنفسهم، فهي نفسها تحصل على لايكات أكثر مما يحصل عليه بعض أصدقائها من الجنس الآخر والذين يكتبون بطريقة جيدة وينشرون أفكاراً مهمة، كما جاء في أحد منشوراتها، فيما علق “سلام” على الفكرة معتبراً أنها تعويض عن حق الأنثى في الميراث.
حاولنا في سناك سوري استطلاع شريحة واسعة من الشبان الذين وضعوا لايكات وتعليقات على عدة منشورات “لإناث” على فيسبوك وانستغرام، كثيرون منهم للحقيقة رفضوا الإجابة على الأسئلة أو بمعنى أدق تهربوا منها، لكننا في نهاية الأمر وصلنا لإجابات 21 ذكراً أعمارهم بين “18” و34″ سنة، قال 18 منهم إنهم لا يهتمون بمحتوى ماتكتبه الإناث، وإنما يهتمون فقط بمن يكتب أو ينشر إذا كان ذكراً أو أنثى. كما أن إجاباتهم حول نسبة المنشورات للذكور والإناث التي يعجبون بها فقد تباينت بين من قال أنه بعد كل 4 أو 5 منشورات نسائية يتفاعل معها، فإنه يتفاعل بعدها مع منشور يعود لذكر، وبين من قال إن الأمر قد يصل إلى 9 أو 10 مقابل واحد.
مثلا “سلام” لايهتم كثيراً بمحتوى ما تنشره صديقاته الإناث عندما يتفاعل مع المنشورات إعجاباً، بينما تنتاب “كرم” مشاعر الفرح عندما تزداد نسبة “اللايكات” على صوره وخاصة من الجنس اللطيف، إلا أنه لا يفكر في هذا الأمر، عندما ينشر فكرة ما، أو يبدي رأيه في موضوع معين، كما أنه لا يهتم بأصحاب المنشورت التي يعجب بها سواء كانوا من الإناث أو الذكور، بل ينظر للمحتوى ومدى اقتناعه به كما قال.
ماذا تقول النساء؟
وعلى المقلب الآخر فقد رأت الدكتورة “غيداء ” أن ذلك لا يحصل دائماً بل يتوقف على نوعية الأصدقاء، ودرجة الوعي، والشريحة العمرية، إضافة أن هناك شريحة تستخدم الفيسبوك هرباً من ضغوط الحياة، فتبتعد عن المنشورات الطويلة، التي تتطلب تركيزاً أكبر، أما “كندة” فهي لا تملك هوساً بأعداد “اللايكات” التي تنالها منشوراتها، بل تنشر ما تحب أن تحتفظ به في مساحتها الزرقاء، بينما تحصد صورتها الشخصية على “الستوري” “لايكات” أكثر من كل ما تكتبه، وبالطبع الفارق يصنعه الذكور، كما تقول، فيما لم تُخفِ “ميرنا” فرحتها بتحصيل الإعجابات الكثيرة، خاصة إذا كانت من الجنس الآخر، مُرجحةً أنها لا تستهدف محتوى المنشور.
اقرأ أيضاً : المرأة الفيسبوكية وأبعاد استبدال لقبها بلقب الزوج بعد الزفاف
التفاعل مع المنشورات النصية النسائية من قبل الذكور لا يساوي شيئاً أمام التفاعل مع الصور، فعلى سبيل المثال انتشرت مؤخراً ظاهرة المودل حيث تحصد الموديل آلاف الإعجابات على صورتها، وقد تنشر المودل 10 صور يومياً، بينما قد تصل متابعات بعد الفتيات الناشطات على انستغرام أكثر من 10 آلاف متابع للايف مباشر كما يحصل مع “إنجي خوري” التي تحصد صورها أكثر من 20 ألف إعجاب غالبيتهم الساحقة من الذكور.
رأي الدكتورة غيداء سعيد
وحول أسباب ذلك اعتبرت الاختصاصية بعلم النفس الدكتورة “غيداء سعيد” في حديث خاص لـ “سناك سوري” أن كلاً من الذكر والأنثى يملكان مستوى من النرجسية، مع فارق التعبير عنها، تبعاً لطبيعة التربية، وثقافة المجتمع والدور الذي يعطيه لكليهما، حيث يحق للذكر اجتماعياً التعبير عن إعجابه، “دون أن تغيب صورة الإيحاء الجنسي للأنثى عنه عند تفاعله مع منشوراتها”، فيما تتريث الأنثى في إبداء إعجابها بمنشورات الذكور تجنباً لسوء فهم من قبلهم، بأن هذا الإعجاب موجه لهم كأشخاص، كما قالت.
“سعيد” رأت أن زر “اللايك” يعتبر وصفة مثالية لزيادة ثقة الفرد بنفسه عندما يشعر أنه محط إعجاب الغير، خاصة في مجتمع يميل للنرجسية وتضخيم الصفات، ما يُفسّر تهافت الكثيرين على “الفيسبوك” الذي يساعد على كسر الحواجز النفسية، كالخوف وعدم القدرة على التعبير، حيث، يرى قانون الأثر في المدرسة السلوكية أنه يتم تعزيز السلوك الذي يستجلب المكافأة، ليصبح سلوكاً ثابتاً، نتيجة الإشباع النفسي الناجم عنه، وهو ما يفسر لجوء البعض لوضع الصور والمنشورات التي تجذب الآخرين.
وأنتم ما رأيكم ؟؟ هل تحصدون ما تستحقونه من لايكات وتفاعلات؟؟ أم أن الفيسبوك مثله مثل الواقع العادي، حافل بالتمييز على مختلف الأصعدة والمستويات ..
اقرأ أيضاً : الفيسبوك.. استثمار جديد فشلت الحكومة في استغلال إيجابياته