صدفة وخلال حملة نظافة ضمن مدينة “بانياس” بداية الشهر الجاري. قرر بعض القائمين على الحملة زيارة نبع “رأس النبع” بجانب خطوط ضخ مياه السن الواصل إلى مدينة “طرطوس”. وذلك للاطلاع عليه والاطمئنان على صحته. “الله يطمنكم على كل غالي”.
سناك سوري – نورس علي
إلا أن الأهالي فوجئوا بأن النبع جاف بينما مجرى النهر سائل وفيه “مياه” وبعد البحث تبين أن مصدر المياه فتحة في الجدار الشرقي للمطعم الموجود في المنطقة. وبالتدقيق ما بعد الجدار بدا أن مصدر المياه من تحت الأرض حيث يمر خط المياه الرئيسي المغذي لشبكة مدينة “بانياس”.
العاملون في المطعم قالوا لـ سناك سوري “إنه نبع قديم”. علماً أنه وكما بدا ظاهراً للعيان يوجد كبل مغلف بشريط لاصق. لم يفصح أحد من العمال عن سبب وجوده. ومن المرجح أنه موصول بغاطسة مياه كهربائية تستخرج المياه لصالح المطعم. ما ينفي حديث العامل عن وجود نبع للمياه. “نبع المطعم المزعوم” الوارد من خط تغذية السن يزيد عن حاجته. لذلك فإن الفائض منه يتم تحويله إلى مجرى النهر الذي يمر بقرب “رأس النبع” حيث يعاني أهالي هذا الحي من شح مياه الشرب (السن) الواردة إلى حيهم. وهو أمر يؤكده رئيس مجلس مدينة بانياس “محمد رسلان” لـ سناك سوري.
مدير مياه بانياس “حبيب أحمد” أكد أنهم قاموا بتحليل المياه ليتبين وجود نسبة من الكلور المستخدم في تعقيم مياه نبع السن داخلها. ما يعني أن تلك المياه من نبع السن وليس نبع آخر كما قال القائمين على المطعم.
وأكد “أحمد” وجود خط مياه خاص بشبكة المدينة يمر من موقع وجود المطعم ما يعني حدوث تهريب للمياه في شبكة المدينة. وهذا أثر على كميات المياه الواصلة للمشتركين ومنهم أهالي حي “رأس النبع” الذين اشتكوا سابقاً مرات عدة لرئيس مجلس المدينة من شح المياه وعدم توافرها بالشكل المطلوب كما بقية الأحياء.
اقرأ أيضاً: هل نحتاج جنيف آخر للمصالحة بين مسؤولي المياه والكهرباء باللاذقية؟!
واضاف “أحمد” في حديثه مع سناك سوري:«يوجد أيضاً كبل إشارة تابع لوحدة الإشارة في المدينة. لذلك تواصلت مع الأخيرة بتاريخ 14 تشرين الثاني بكتاب رقم /1248/ لموافاتنا بمندوب يراقب عمليات الصيانة المتأخرة». والمندوب لم يأت إلى الآن والأهالي ينتظرون الماء والقضية لم تحل بعد والهدر مستمر وكأننا في ثراء مائي ولا يهم إن هدرت مياه الشرب أم لا.
أهالي حي “رأس النبع” حمّلوا صاحب المطعم المسؤولية عن التسريب وشككوا بصدق روايته حول اعتقاده بأنه نبع. متسائلين كيف سمح له بناء سور حجري على حرم خط مياه شبكة المدينة. وهذا أمر ممنوع. كما وجهوا انتقاداتهم اللاذعة لوحدة المياه التي غفلت عن الموضوع كل هذه السنين. ولم تفكر بالبحث عن أسباب ضعف المياه الواردة إلى حيهم. أو حتى التفكير بأنه من الممكن أن يكون هناك تسريب في خط التغذية. سواء كان متعمداً أم غير متعمد.
اقرأ أيضاً: مياه الأمطار تصيب سكان مصياف بالتلوث.. هذا ماحدث
هامش: بعد تجميع المعلومات تفتقت عدة أفكار أولها ترى كم عمر هذا الهدر في المياه. وثانيها ألا تحتاج عمليات الصيانة إلى إرادة أشخاص يهبون لحماية مواطنتهم وحقهم في المال العام. وثالثها وبحسب التقديرات عن حجم تصريف المياه عبر الفتحة الجدارية والتي تقدر بحوالي 2 أنش. ألا يمكن أن يقدر الهدر بمئات أو آلاف الأمتار المكعبة. وهذا ما يعتبر إضعاف ووهن بشعور المواطنة. يجب أن يحاسب عليه المقصرين. لعدم الإسراع في عمليات الصيانة. ولا يستحق هذا الأمر فتح تحقيق لمعرفة من المسؤول وكيف حصل كل ذلك الهدر والمخالفة والتسبب بعطش الناس!؟
هامش2: دمتم ودامت مياهنا التي تنتشر في مختلف وسائل الإعلام إعلانات الترشيد لها. بألف خير.