أجمع غالبية المعلقين على خبر رفع سعر المازوت الصناعي إلى 5400 ليرة أمس الثلاثاء، على أن توقيت صدور القرار خاطئ. كونه يتزامن مع نكبة شهدتها البلاد نتيجة زلزال الـ6 من شباط وإعلان مناطق حلب واللاذقية وحماة منكوبة. فيما يبدو وكأن السوريين كانوا ينتظرون المواساة من حكومتهم ولجنتها الاقتصادية، لا رفع سعر جديد.
سناك سوري-دمشق
القرار جاء بناءً على توصية اللجنة الاقتصادية، بتوحيد سعر شركة BS، وسعر شركة محروقات الذي كان 3000 ل.س، ليصبح 5400 للشركتين. وبررت التجارة الداخلية القرار وقالت إن أي من الشركتين لم تكونا قادرتين على تغطية كل الفعاليات بشكل منفرد. ما خلق فوضى كبيرة نتيجة شراء مصنع بسعر أقل من مصنع آخر، ما يستدعى توحيد السعر عند الحد الأعلى. كونه سعر الكلفة، وفق الوزارة.
رفع سعر المازوت الصناعي سينعكس وبالاً على الأسعار التي بدأت بالتحليق جراء زيادة الطلب على المواد نتيجة نكبة الزلزال. التي مايزال السوريون يعيشون تفاصيلها المؤلمة، وهذا ما دفع “هيثم” للقول بأن القرار خطأ جاء بالظرف الأصعب والأدق وهو ما وافقه عليه غالبية المعلقين.
اقرأ أيضاً: أوقفوا زلزال الأسعار.. هاشتاغ السوريين الجديد
مثل “زهرة” التي قالت إنه من المعيب رفع السعر بهذا الوقت، فكل الدول تسعى بالكوارث والأزمات لتأمين كل مستلزمات الإنتاج. مطالبة بإقالة الوزير واللجنة الاقتصادية.
ولم ينسَ البعض التذكير بالرواتب المتدنية، مثل “عمار” الذي أعلن أنه ليس ضد تحرير الأسعار، لكن في ظل القدرة الشرائية الحالية ورواتب الموظفين لن تستقيم الأمور قبل إصلاح الأجور. على حد تعبيره، مضيفاً أن الدولة ليست فقط حكومة وتجار وأصحاب مهن.
أما “غسان” فقد رأى أن أعذار رفع الأسعار موجودة دائماً، والحلقة الأضعف هو المواطن المنهك، متسائلاً ما الذي تفعله الـ100 ألف وهي راتب الموظف. أمام تسونامي الأسعار الحالي.
رفع السعر كان صفعة قاسية جداً على وجه المواطن بأحرج أوقات حياته، تقول “زهرة” وتضيف أن الجميع ينظر إلى امتلاء الخزائن لكن لا أحد ينظر لفراغ جيب المستهلك. الذي دفع ثمن الحرب والزلزال دون أي تعويض سوى رفع الأسعار.
“يوسف” يراه قراراً فاشلاً، لا يدعم الاقتصاد ويقول إنه كان من الأجدى توحيده عند 3000 ليرة، متسائلاً من المستفيد من هذه الزيادة. بينما لا يلمس المواطن لا تحسناً في الخدمات ولا أجور العمال ولا في الأسعار.
ويرى الكثير من السوريين، أنه كان من الأفضل تأجيل القرار حتى تستفيق البلاد من آثار نكبة الزلزال الذي لم يمضِ عليه سوى 8 أيام. على الأقل كان أفضل من الناحية النفسية. وأمام حجم الكارثة يبدو أن على اللجنة الاقتصادية البت بسرعة بمنح منحة مالية عاجلة للموظفين، الذين يواجهون هذا الارتفاع الكبير بالأسعار دون حول أو قوة.
اقرأ أيضاً: عائلة محمد أمضت ليلة الزلزال تحت المطر .. لم نملك إلا رحمة الله