رغم التحسن الذي شهدته الليرة السورية، إلا أن الأمر لم ينعكس إيجاباً على الأسعار، التي شهدت تفاوتاً بين المحافظات، ففي حين انخفضت ببعضها ارتفعت في أخرى. بينما الجامع الوحيد بين المحافظات هو ضعف القدرة الشرائية لدى الغالبية.
سناك سوري-رهان حبيب-هيثم علي-فاروق المضحي-نورس علي
بخلاف عدد من المحافظات التي شهدت ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية، فإن الأسعار في محافظة السويداء شهدت انخفاضاً بسيطاً. مع استمرار التفاوت بين محل وآخر.
وبحسب التاجر “زياد” الذي يمتلك محلاً للجملة في المدينة، فإن سعر السكر انخفض من 6600 إلى 6300 ليرة. والزيت النباتي من 18 ألف إلى 16500 ليرة. لبعض الأنواع. وأضاف لـ”سناك سوري” أن سعر الأرز ثابت عند 8000 ليرة، والسمن النباتي بات 17 بعد أن كان 19 ألف، وعلبة السردين انخفضت من 3500 إلى 3300 ليرة، والتونة من 5500 إلى 4600 ليرة.
بينما انخفض كيلو زعتر المائدة من 15 إلى 11 ألف ليرة، وأنواع أخرى من 13 إلى 9 آلاف ليرة.
ولا تبدو تلك الانخفاضات مشجعة بالنسبة للمواطنين الذين أثقل الفقر كاهلهم، ويقول “عدنان” وهو أحد التجار في المدينة، إن السلة الغذائية للموظف تضاءلت وهي بتراجع مستمر وأخذت تقتصر على الزيت والسكر. وأحيانا بعض الأرز، وأضاف أن هناك فئة من الميسورين بدأوا بالشراء والتخزين، وربما يعود لمخاوف لديهم من انقطاع المواد، وضرب مثالاً على حديثه أحدهم الذي اشترى 4 عبوات زيت من وزن 4 ليتر للعبوة الواحدة.
ارتفاع طفيف في دير الزور
في دير الزور شهدت الأسواق ارتفاعاً طفيفاً على بعض المواد الغذائية منها البيض الذي ارتفع من 18000 ألف إلى 20000 ألف ليرة للطبق. والبندورة تراوحت بين الـ2500 و3000 ليرة فيما بقي اللحم على سعره 32000 ألف والبطاطا 1500/1800 ليرة والبقدونس 1000 والخس 2000 والباذنجان والكوسا 5000 ليرة والجزر 2500. والليمون 2500 ليرة والبرتقال 2500 ليرة والتفاح 3000 ليرة والسكر ارتفع من 6000 آلاف إلى 7000 ليرة.
كما شهدت الأسواق وجود الكمأة الذي تراوحت أسعاره بين 25000 إلى 35000 ليرة للكيلو الواحد.
الارتفاع الطفيف الذي شهدته الأسواق لم يلقَ قبولاً لدى المواطنين الذين انتظروا انخفاضا للأسعار بعد تدخل المصرف المركزي وانخفاض سعر الصرف.
اقرأ أيضاً: أوقفوا زلزال الأسعار.. هاشتاغ السوريين الجديد
شراء الأساسيات في درعا
وفي درعا ارتفعت بعض السلع وانخفضت أخرى، وسط مطالبات شعبية بضبط الأسواق، حيث وصل سعر طبق البيض إلى 23500 ليرة وكان 22600ليرة.
والسكر انخفض إلى 6500 ليرة وكان 7 آلاف، والزيت 19 وكان 21 ألف، والتونة انخفضت من 7 إلى 6 آلاف ليرة، والبرغل من 7500 إلى 7 آلاف، بينما وصل سعر كيلو البصل اليابس إلى 13 ألف ليرة، والبندورة 3000 وكانت 3500، والباذنجان انخفض من 3800 إلى 3300، بينما حافظت بعض المواد على سعرها مثل الكوسا 4500، الخس 2500، البقدونس 400، والكرمنتينا 4000 ليرة.
وقال صاحب محل بقالة، “سعيد أبو عمشة”، إن حركة البيع انخفضت قياساً بالفترات السابقة، نتيجة الأسعار، ويقتصر الشراء على الحاجات الأساسية اليومية، بينما ازدادت الديون المستحقة على المواطنين.
ارتفاع في طرطوس
تأففت ربة المنزل “غرام محمد” /45/ عام من فاتورة بعض حاجيات منزلها ليوم الثلاثاء 14 شباط 2023، نتيجة ارتفاع غالبية أسعارها، وهذا ما دفعها للتفكير بعملية تقنين بكميات الطعام لتحضير وجبة غداء اليوم التالي، فبحسب حديثها ارتفعت أسعار الخضار ما بين /500- 1000/ ليرة منذ بداية الأسبوع وحتى اليوم.
فالحاجات الأساسية لأي وجبة طعام وفق حديث “محمد” لسناك سوري والتي يجب توفرها مهما ارتفع ثمنها كالبندورة ارتفعت حوالي /500/ ليرة. عن نهاية الأسبوع الماضي حيث كان سعرها حوالي /2200- 2300/ بينما الآن سعرها /2800/، وكذلك “الباذنجان” ارتفع سعر الكيلوغرام منه حوالي /1000/ ليرة ليصبح سعره /3000/ ليرة بعد أن كان منتصف الأسبوع حوالي /2000/.
والطامة الكبيرة بحسب حديثها ارتفاع سعر كوسا المحاشي ذات الحبة المتوسطة، حيث قارب سعرها من /5000/ ليرة بعد أن كان حوالي /3500/ ليرة. وهي أكثر أنواع الخضار فيها هدر بالنسبة للأسرة، فوجبة المحاشي تحتاج حوالي /3/ كيلوغرام، وهذه الكمية يهدر منها بعد تجهيزها للحشي أكثر من واحد كيلوغرام، أي أن سعر الكيلوغرام حين الطهي يصبح ضعف السعر الحقيقي لتقلص الكمية. بينما الزهرة ارتفعت فقط /500/ ليرة وأصبح سعرها اليوم /1500/ في حين أنها اشترتها الأسبوع الماضي ما بين /900- 1000/ ليرة.
فالخضار التي تحافظ على وزنها ولا يوجد فيها هدر كما المحاشي، هي الملفوف الذي بدا سعره مستقر تقريباً بحدود /1500/ للكيلوغرام الواحد. وهي وجبة تتمنى “ليلى سليمان” طهيها بشكل دائم لعدم وجود هدر فيها ومحبة جميع أفراد أسرتها لها، وفيما يخص الفواكه فقد اقتصرت فواكه العائلة على التفاح والبرتقال فقط لكونهما حافظا على سعرهما دون ارتفاع أو انخفاض، حيث اشترت /1.5/ كيلوغرام مشكل من التفاح والبرتقال بسعر /4500/ ليرة.
ولكن حاجيات المنزل الأساسية لا تقتصر على الخضار والفواكه فقط، وبعضها يستهلك ثلث راتب الموظفة “منال” /45/ عام التي لديها /7/ بنات أربعة منهن ما بين الفتاة البالغة والشابة الناضجة ويحتجن لحوالي خمس علب محارم نسائية سعر الواحدة منها /6500/ ليرة. أي أن حاجاتهن الخاصة تستهلك من راتبها كموظفة من الفئة الثالثة لا يتجاوز /100/ ألف ليرة حوالي /32500/ ليرة شهرياً.
ومن الحاجات الأخرى التي يجب توفرها بشكل أساسي بحسب “منال” القهوة والشاي، حيث يتم اعتماد نوعية وكمية مختلفة عن التي اعتادت على شرائها لمنزلها في حال جن جنون أسعارها كما يحدث الآن. والهدف المحافظة عليها في المنزل، فقد اعتادت شراء القهوة المعلبة الجاهزة من الأنواع الممتازة وبسعر لا يتجاوز /5000/ ليرة تكفيها حوالي الأسبوع. ولكن عندما ارتفع سعرها لحوالي /6500/ ليرة اضطرت لشراء الأنواع الشعبية بحوالي /4000/ ليرة فقط، تكفيها لسبعة أيام تقريباً.
بينما سعر المتة حافظ على ثباته ولم يتجاوز /6500/ للعبوة وزن /200/ غرام، وهو سعر ثابت منذ حوالي الشهر وأكثر بقليل، وكذلك بالنسبة لبيض المائدة بحسب التاجر “محمد حاتم” استقر سعره على /800/ ليرة للبيضة الواحدة، وأيضاً بالنسبة للمحارم بمختلف أوزانها لم يتغير سعرها منذ حوالي الشهر، واستقر على /7500/ ليرة للعبوة من الوزن /350/ غرام المعروفة بلونها الزهر أو المضغوطة. أما ذات اللون الأخضر فسعرها مستقر على /4700/ ليرة للعبوة الواحدة، وكذلك بالنسبة للسكر المستقر على سعر /7500/ والبرغل المستقر على /7000/، بينما الأرز ارتفع حوالي /500/ ليصبح سعره /8500/ ليرة للكيلوغرام، مما دفعه كتاجر للاعتماد على توفير السلع التي يستقر سعرها لفترة مقبولة، خاصة وأنه خسر مبلغ كبير في الأشهر السابقة نتيجة تقلبات الأسعار.
اقرأ أيضاً: الحلاق: سبب ارتفاع الأسعار زيادة الطلب على المواد جراء الزلزال