سوريا: الشرطة تلقي القبض على الشرطة
تلفيق تقرير مزور لمواطن بالتعامل مع المسلحين، يفضح المستور
سناك سوري – ضياء الصحناوي
ألقى قسم فرع “الأمن الجنائي” في مدينة “شهبا” القبض على رئيس مخفر قرية “نمرة” وعنصر آخر معه بعد قيام الأخيرين بابتزاز مواطن، بحجة تعامله مع المسلحين، وتخليص أخيه الآخر المتواجد في الخارج من دعوى سرقة هاتف محمول لا علاقة له بها، وقبض مبالغ مالية منه بالحيلة.
الحادثة النادرة من نوعها في “السويداء”، جرت أمس الأحد بحسب مصدر مسؤول في “مديرية المنطقة” قال لـ سناك سوري: «تقدم المدعو “تمام أبو عساف” القاطن بقرية “أم ضبيب” شرقي “شهبا” ببلاغ رسمي يدعي فيه قيام الشرطي “ش . ص” بزيارته إلى منزله، وإبلاغه بوجود تقرير ضده يدعي كاتبه أنه يتعامل مع المسلحين، وينقل لهم السلاح والذخيرة والمخدرات، مقابل منفعة مادية. واعداً بحل الموضوع عن طريق رئيس مخفر “نمرة” الذي له قريب (واصل) في فرع “الأمن السياسي” مقابل 200 دولار أمريكي. حيث طلب رئيس المخفر من “تمام” تصوير الهوية الشخصية للبدء بالإجراءات».
القضية لم تنتهي هنا، حيث أكد المصدر أن هناك كتاب صادر عن “فرع الاتصالات” يتعلق بهاتف مسروق كان شقيق “تمام” قد اشتراه لجدته قبل سفره إلى “لبنان”، ليتبين لاحقاً أنه مسروق لشرطي آخر من “فرع الأمن الجنائي” في “دمشق”، وتم معرفة مكانه بعد أن وضعت شريحة الاتصال به. وقام الشرطيان باطلاع “أبو عساف” عليه، وإخباره أنهما يريدان 80 ألف ليرة سورية من أجل لفلفة الموضوع ودفنه في أرضه، كخدمة شخصية له، حيث يحصل الشرطي صاحب الهاتف المحمول على 65 ألف، والباقي ثمناً للطوابع والحق العام. فاستلما المبلغ المذكور على دفعتين دون أي إجراء قانوني أو إعلام رؤسائهم بالواقعة أو كتابة ضبط رسمي بكل ما جرى».
اقرأ أيضاً “سوريا”.. الشرطة تدخلت فتم إلقاء القبض عليها!
وأكد مصدر آخر لـ سناك سوري: «أن قاضي التحقيق جمع الأشخاص الثلاثة وجهاً لوجه، حيث أنكر الشرطيان أي علاقة أو معرفة بقصة التقرير التي أوردها المدعي، وأن قضية “الاتصالات” تمت بشكل نظامي كون هناك كتاب رسمي بالواقعة، وأن الشرطي “ش. ص” لم يبلغ رؤساءه بشكل رسمي حتى ينتهي من إجراءاته. ولكن المدعي تمسك بأقواله حرفياً».
مختار، وأمين فرقة “حزب البعث” في القرية المذكورة أكدا في شهادتهما عن موضوع التقرير، واتهام “أبو عساف” بالتعامل مع المسلحين : «أن سائقي سيارات النقل في القرية قد عملوا على نقل خيام البدو في المنطقة، وما تحتويه من أثاث ومعدات وحتى أغنام –بناء على طلبهم- من ريف المحافظة الشرقي إلى أماكن متفرقة، كما فعل باقي سائقي القرى الأخرى، وبأجرتهم، وليس هناك أي شيء يتعلق بالتهريب».
التحقيقات ما زالت مستمرة مع الموقوفين الذين ما زالا ينكران كل ادعاءات الشاكي، فهل يكشف المستقبل قصة التقارير الكيدية التي تستخدم ضد المواطنين لابتزازهم وبالتعامل مع المسلحين، والتي باتت موضة العصر هذه الأيام، خاصة أن المتهم فيها قد يقضي حياته في السجن دون أن يكون قد ارتكب أي جرم، بينما المجرمون الحقيقيون طلقاء.
اقرأ أيضاً سيارة إسعاف في قبضة الشرطة .. تعرف على السبب