بعض الأقساط يزيد عن مجموع رواتب موظف خلال عام…. وروضات تريد زيادة تصل إلى 300%
سناك سوري – دمشق وحلب والسويداء
سجلت أقساط رياض الأطفال للعام 2020 -2021 ارتفاعاً وصل إلى 30 ألف ليرة شهرياً في بعضها، بينما التكلفة الإجمالية السنوية لبعض الروضات تصل إلى 575 ألف ليرة سورية وهو أعلى من مجموع رواتب موظف حكومي على مدى عام كامل.
في “دمشق” بدأت روضة “الم…” في “ضاحية الأسد” السكنية التسجيل بقسط سنوي مقداره 450 ألف يضاف لها مبلغ 125 ألف تكاليف نقل، ليصل المجموع إلى 575 ألف ليرة، مقابل اللباس والكتب وأنشطة منوعة تعليمية وترفيهية، عمدت إدارة الروضة على تقسيم القسط ريثما تأتي الموافقة من وزارة التربية على اقتراح الأقساط الجديدة من قبل بعض الرياض، أي أنها بدأت التسجيل وأخبرت زبائنها بقيمة قسطها قبل أن تحدد الأسعار بشكل رسمي في التربية.
في نفس الضاحية السكنية نقلت “يونا ونوس” العاملة في الإخبارية السورية ابنها ذو العامين من روضة (كي .. ه..) التي اختارتها بسبب قربها من عملها في قلب “دمشق” إلى روضة “الج..” في الضاحية مضيفة: «كنت أدفع حتى نهاية العام الدراسي الماضي قسطاً قدره 64 ألف ليرة شهرياً، على خدمات لا أنكر أنها جيدة لكنها لا تتجاوز بعض اللعب والأنشطة، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لما يقدم ولدخلنا أنا وزوجي، في الروضة الجديدة نحصل على نفس الخدمات والقسط الشهري 25 ألف مع أجرة الباص، ولم يرتفع السعر حتى اليوم، بينما في الروضة التي نقلت طفلي منها ارتفع القسط ليصل 75 ألف شهريا وهذا برأيي مبلغ كبير جدا بالنسبة لمرحلة ال kj1.»,
في قلب “دمشق” أيضا روضة (الحد… الإيط…) تقدم خدمات من فطور ولباس مع كتب وقصص، لغات وألعاب للصغار بقسط سنوي 240 ألف يضاف إليها 100 ألف للباص.
ارتفاع الأسعار هذا يأتي بينما لا تتطابق غالبية الروضات التي زارها سناك سوري مع شروط إنشاء رياض أطفال فهي عبارة عن شقق سكنية وليست مصممة على أساس روضة أطفال.
اقرأ أيضاً:أصحاب رياض الأطفال يتربصون بزيادة الراتب التي يحلم بها المواطن
السويداء بدء التسجيل دون تحديد القسط النهائي
تنخفض الأسعار في السويداء عن المعدل الطبيعي لروضات دمشق حيث يتراوح القسط الشهري بين 8 و20 ألف ليرة سورية وفق رصد مراسلتنا في المحافظة التي تواصلت مع عدة روضات وكونت صورة مبدئية عن الأسعار.
إلا أن هذه الاقساط ليست محسومة وهي قابلة للتعديل نظراً لكون الروضات قد تقدمت بطلب زيادة أقساطها لوزارة التربية، تقول “غنوة حمايل” موظفة في القطاع الحكومي إنها سجلت طفلها في روضة بقسط شهري مقداره 8 آلاف ليرة سورية من دون اشتراك النقل بالباص، وهو سعر مقبول بالنسبة لها مقارنة مع أقساط روضات أخرى بلغت 20 ألف ليرة سورية.
ولا يقتصر قسط الروضة على التعليم فقط فكما أشرنا أعلاه هناك قسط الباص، وهناك تكاليف كبيرة أخرى تذهب لتنفيذ نشاطات وحفلات وتوزيع كتب وثمن قصص وغيرها تحدد من خارج القسط وبشكل مستقل، حيث يمكن للروضة الالتزام بالسعر الذي وضعته الوزارة كقسط، لكنها تضع تكاليف مرتفعة للأنشطة والكتب مثلاً.
في مواجهة ارتفاع الأقساط تبحث الممرضة “إيمان الزرعوني” عن طريقة تمكنها من التفرغ لرعاية طفلتها وعمرها ثلاث سنوات بأيام محددة أسبوعياً يساعدها زوجها بالأيام الباقية حيث تقول:«أحاول أن يكون دوامي على شكل مناوبات أي يوم كامل 24 ساعة يقابله عطلة ثلاثة أيام حتى نستغني عن قسط الروضة الذي يستهلك ثلث الراتب»، في حين لم تتمكن الموظفة في القطاع العام “سمر حسون” من الاستفادة من تجربة “الزرعوني” فدوامها لاسبيل فيه للمناوبة فاضطرت لتسجيل ولديها في روضة متوسطة بقسط شهري قدره 15 ألف ليرة سورية علماً أنه لايمكن لها الاستفادة من تجربة رياض الأطفال التابعة لوزارة التربية التي بدأت في عدد من مدارس القرى والريف وبشكل مجاني لمساعدة الأهالي وتخفيف الأعباء المالية كون أطفالها بعمر أقل من خمس سنوات.
حلب… محمود لن يضع ابنته في الروضة
وفي “حلب” لن يتمكن “محمود العاصي” موظف في مؤسسة الإسكان من تسجيل ابنته في الروضة فالأقساط تتراوح بين 120 و 500 ألف ليرة سورية سنوياً، وهو ينتظر أن تكبر لكي يسجلها في المدارس الحكومية المجانية.
أقساط رياض الأطفال في “حلب” تختلف حسب منطقة السكن ومدى توفر الخدمات فيها وفقاً لما رصده مراسل سناك سوري حيث يبلغ القسط السنوي لروضة “الإب…” 500 ألف ليرة سورية يتضمن تقديم كتب إثرائية ومواصلات ونشاطات ترفيهية، كما يبلغ قسط روضة “ما… مي….” في حي “الموغامبو” 400 ألف ليرة سورية عدا الباص الذي يبلغ قسطه الشهري 7 آلاف ليرة سورية، في حين تتقاضى روضة “الأز… الخ…” قسطاً سنوياً قدره 120 ألف ليرة سورية.
اقرأ أيضاً:مراعاةً للظروف الاقتصادية التربية تفتتح صف تحضيري للأطفال في مدارسها
الروضات تريد زيادة الأسعار
تقول “قمر زينب” مديرة روضة في دمشق أنه قدموا اقتراحاً للتربية من أجل رفع التعرفة السنوية وهي 350 ألف لوزارة التربية وننتظر رد الوزارة بالموافقة أو عدمها.
الروضات ترى أن هذه الزيادة حق ولكنها تتخوف في الوقت ذاته من عدم قدرة المواطنين على التسجيل، تقول “مجد حاتم” مديرة روضة في السويداء: « هناك صعوبة بتحديد المبلغ فنحن نقدم خدمات نوعية مختلفة للطفل تتطلب تكاليف كبيرة وكادر كبير و مع ذلك لابد أن نفكر بالقدرة المالية لدى الأهالي لهذا العام».
التربية لم ترد على اقتراح الروضات بعد
رغم أن معظم الروضات في مختلف المحافظات بدأت التسجيل بأسعار جديدة ترتفع في بعضها إلى ضعف ماكانت عليه في العام الماضي، إلا أن التربية إلى الآن لم تحدد أسعار الروضات للعام 2020/2021، وهو مايؤكده “سعد دارس” من التعليم الخاص في وزارة التربية، “دارس” قال في حديثه مع سناك سوري:«تطلب الروضات زيادة تصل إلى 300% أحياناً وهذا مانرفضه كوزارة، بينما ترى الوزارة أن الزيادة يجب أن تكون 35% فقط».
التربية تصدر بلاغات لكن هل تراقب الروضات فعلياً
سناك سوري تواصل مع المكتب الصحفي في وزارة التربية للحصول على إجابات على بعض الأسئلة، خصوصاً حول الأسعار التي حددتها الوزارة لهذا العام، حيث جاء في الرد أن هناك بلاغ واضح صادر بتاريخ 7 أيار 2020 إلى المؤسسات التعليمية يعلمها فيه بعدم زيادة الأقساط قبل الحصول على موافقة التربية أصولاً تحت طائلة الغرامة.
وعن كيفية مراقبة التزام رياض الأطفال جاء الرد؟
قضى المرسوم التشريعي رقم/55/لعام 2004 وتعليماته التنفيذية بأن تتولى وزارة التربية أعمال الإشراف التربوي والإداري على المؤسسات التعليمية الخاصة وذلك من تعيين مديرين مثبتين من موظفي التربية الأصلاء ويتقاضون رواتبهم من وزارة التربية وتوزيع نصاب الموجهين التربويين والاختصاصيين بالتساوي على المؤسسات التعليمية الخاصة والعامة للقيام بالإشراف التربوي والإداري والتحقق من مدى التزامهم بالأنظمة المعينة وتحميلهم المسؤولية في حال عدم الإبلاغ عن أي مخالفة.
موضوع الأنشطة الإثرائية والكتب كان أحد الهوامش الذي اعتمدت عليه بعض الروضات في زيادة أقساطها، حيث حافظ بعضها على قسط العام الماضي كما هو، لكنه ضاعف تكاليف هذه الأنشطة الأخرى وأسعار الكتب، وهو على مايبدو موضوع لا يمكن وضع حد له من قبل التربية وفقاً لردها على سؤالنا كيف يتم احتساب موضوع النشاطات الإثرائية والكتب؟ بأنه يجب التقيد بأحكام المادة/37/من التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي رقم/55/لعام 2004 بالنسبة لأجور الخدمات الأخرى والميزات الإضافية بما فيها أجور نقل الطلبة وثمن الألبسة والكتب الإثرائية فعلى المؤسسة إعلام المديرية وأولياء الأمور بها سنوياً قبل التسجيل ويعد حجب هذه المعلومات مخالفة صريحة توجب المساءلة في ضوء المواد ذات الصلة.
المراسلون: لينا ديوب- رهان حبيب
ملاحظة: تم تمويه أسماء الروضات حتى لا تكون دعايات لها.
اقرأ أيضاً:أقساط الروضات في دمشق أعلى من قسط التعليم الموازي!