المسرحيّون هجروا “غرفة المسرح القومي”.. وغابوا عن مقاهيهم
سناك سوري -يوسف شرقاوي
ترى “سهير برهوم” مديرة المسرح القومي في “دمشق”، أنّ أماكنَ أخرى غير “غرفة المسرح القومي” في مديرية المسارح، قد جذبت المسرحيّين إليها، فالمسرحيّون صاروا في استديوهات الدوبلاج ومواقع التصوير، وذلك بالتأكيد بفعل العامل الاقتصادي، ولتأمين متطلبات الحياة.
وتضيف خلال حديثها مع سناك سوري :«يعاني القائمون على المسرح كثيراً بلمّ شمل مجموعة من المسرحيين في عملٍ واحد، لسبب أو لآخر، وهنا أقترح أن تقوم نقابة الفنانين بهذا الدور، كالدعوة إلى مؤتمر خاص بالمسرحيين في “سوريا”، فهم إن وجدوا أنّ هناك جهة تنتبه إليهم وتتعامل بجديّة معهم سيتحفزون للعمل المسرحي كما كانوا سابقاً».
تستذكر “برهوم” الغرفة في مديرية المسارح التي كانت تشهد أهم اللقاءات والشراكات والحوارات، وتقول : «لقد هجر المسرحيون هذه الغرفة وتحولت لغرفة مسافرين، حتى المقاهي التي كانوا يقصدونها والتي كانت بمثابة منتديات رائعة هجروها».
اقرأ أيضاً:وزارة الثقافة ترد على كاتب شاب: اتصل لاحقاً!
حسب الهيكلية الإدارية فإن مديرية المسارح غير معنية بتشجيع الكتّاب الشباب على الرغم من ثقة “برهوم” بوجود العديد من الجيدين بينهم، بل هي مسؤولية اتحاد الكتاب العرب ومجلة الحياة المسرحية وهناك مسابقات في مجال الكتابة المسرحية للأطفال والكبار، لكنها تلاحظ أنّ غالبية المخرجين الشباب يلجؤون إلى الكتابة بأنفسم، في حين يفضل المخرجون الكبار النصوص المُترجمة، وهذا يرجع إلى مدى إيمانهم بالكتّاب المحليين، ويعود ذلك حسب رأيها كون تعاملهم مع النصوص المترجمة يضمن لهم الأمان إن جاز التعبير، لاسم وأهمية المؤلف الذي يقتبسون عنه، ومكانته لدى الجمهور، وتؤكد أنه لايمكن لأي مؤسسة أن تفرض نصوصاً بعينها على المخرجين، ويجب التفكير في آلية وصول النص المحلّي الجيد إلى المخرج، إلا أن المخرجين يأتون وقد اختاروا نصوصهم سلفاً”.
أما عن مشروع مسرح دعم الشباب الذي أطلقته المديرية فتقول: «المشروع حتى الآن معني بالمخرج تحديداً، ربما في مرحلة لاحقة يكون هناك حيّز للمؤلفين الشباب، وسأشجع هذا الأمر».
كعضو في لجنة القراءة تؤكد “برهوم” أن عدد النصوص المقبولة منها والجيدة لا يتجاوز أصابع اليد، هناك استسهال مزعج، والكتابة المسرحية لها أصول، تُقدَّم إلينا أعمالٌ مكتوبة باستمرار، وليس هناك مدّة محددة لاستقبال النصوص، وكل كاتب يعتقد أنه يستحق الحصول على الموافقة.
ليس لأعضاء لجنة القراءة مشاكل شخصية مع أحد حيث تؤكد “برهوم” أن الحكم على النص يتم من منطلق مسرحي مختص، بوصلتنا دائماً الجمهور وذائقته، وعن نفسي فلن أمرر أي نص ليس بالمستوى المطلوب، علماً أنّ لجنة القراءة مؤلفة من عدة أعضاء، والقرار النهائي بالموافقة أو عدمها يسير حسب الأغلبيّة.
اقرأ أيضاً:“اللاذقية”.. توقيف مخرج مسرحي بسبب نقده لمسرحية بـ”بوست فيسبوك”!