سهام قاسم… الأم التي لا تتقاعد

ماما “سهام” أقامت معرضها الفردي الأول بعمر الستين
سناك سوري- نورس علي
على مدى عقود مضت واءمت الأم العاملة والموهوبة في مجال الأعمال اليدوية ابنة مدينة “طرطوس” الحرفية “سهام قاسم” بين أمومتها لأربعة أبناء وموظفة عاملة في إحدى الدوائر الحكومية وحرفية تمتلك موهبة العمل اليدوي الذي تحول لمصدر دخل إضافي لأسرتها وتوجته بمعرضها الفردي الأول الذي حمل عنوان “شغف وعطاء” عندما أتمت عامها الستين.
“ماما سهام” هو اللقب الأحب لقلبها الذي تتمنى أن يناديها به أي شخص تلتقيه فالأمومة بالنسبة لها نبع عطاء لاينضب وحب لاحدود له، لكنها تعتبر أن عطاءها اكتمل بعد التقاعد من خلال معرضها الذي تفرغت للتحضير له لتعلن بذلك ولادة جديدة لها في مجال الحرف اليدوية.
تقول في حديثها مع سناك سوري:«كأي أم عاملة سعيت لتنظيم وقتي بين المنزل والعمل والهواية وأعتقد أني أعطيت كلاً منها حقه حيث واظبت خلال سنوات عملي الوظيفي في حقول النفط بمنطقة “الرميلان” على نمط الحياة المنظمة يبدأ عملي المنزلي بعد عودتي من الوظيفة بتحضير الطعام ومتابعة شؤون أبنائي وسماع أخبارهم المدرسية، ومن ثم يأتي دور هوايتي في حياكة الكنفا والكروشيه والإكسسوارات والمشغولات الصوفية وبعض الأعمال التي تعتمد على السنارة، التي طورت عملها إلى حياكة أسلاك النحاس».
اقرأ أيضاً:“سمعانة شيخ سليمان” أم تتحدى آلامها الجسدية وتعمل لتؤمن لقمة عيش أسرتها
حرصت الأم العاملة والحرفية “سهام” على أن تكون سنداً لأسرتها حين احتاج زوجها لعمل جراحي حيث عرضت لأول مرة أعمالها اليدوية للبيع والتي كانت تخصصها سابقاً لأفراد أسرتها وحققت ربحاً جيداً ساعدها في تأمين جزء من حاجة العائلة في ذلك الظرف الصعب، وهي ماتزال إلى اليوم تحيك لبناتها المتزوجات ولأبنائهن مشغولات يدوية مميزة يتباهين بها أمام زملاءهم وجيرانهم.
اليوم وبالرغم من بلوغها عامها الستين ترى “ماما سهام” أن ماتنفذه من أعمال يدوية بروح إبداعية تحاكي العصر وتلبي متطلبات الزبائن من أبناء الجيل الحالي هو تفريغ لطاقاتها الكامنة التي ماتزال تشعر بها وتتجلى في كل عمل تنجزه بشكل يومي تقريباً.
لزوجها المتفهم والراعي لموهبتها دور في إتمام مهمتها على أكمل وجه حيث ساعدها على التحضير لمعرضها الفردي الأول بعد التقاعد وزواج الأبناء لكنها وعلى الرغم من مشاركاتها المتنوعة في معارض داخلية بمحافظات مختلفة باسم اتحاد الحرفيين أو باسم هيئة تنمية المشروعات الصغيرة إلا أنها تسعى لإقامة معرض خارج “سوريا” يمكنها من نشر إبداعها على نطاق أوسع.
تحاول”قاسم” أن تثبت للنساء أن سن التقاعد الوظيفي هو ولادة جديدة للمرأة، و في عيد الأم توجه رسالة لكل أم بلغت الستين بأن الحياة والعطاء لم ينتهِ بعد.
اقرأ أيضاً:المرأة الريفية… زراعة وحصاد وطبخ وجلي وغسيل وتسوق
