زيارة الأسد… سياسية في أبو ظبي واقتصادية تنموية في دبي
من الإمارات.. الأسد: سيشهد العالم مدة طويلة من اللا استقرار
من العاصمة الإماراتية “أبو ظبي” قال الرئيس السوري بشار الأسد أن العالم سيشهد فترة طويلة من اللا استقرار، وأنه إذا أراد العرب حماية أنفسهم عليهم التمسك بمبادئهم ومصالح شعوبهم وسيادة دولهم.
سناك سوري – دمشق
زيارة “الأسد” للإمارات تأتي فعلياً في ظل مواجهة عالمية كبرى وانقسام دولي بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي على مايبدو أن الإمارات والسعودية يتخذان موقفاً ليس قريباً من الولايات المتحدة الأميركية وإن بدا أقرب لروسيا فإنه فعلياً أيضاً ليس موقفاً متماهياً معها وإنما هو خيار المصلحة الآنية، فالسعودية والإمارات يريدان تقنيات عسكرية تحميهم من هجمات الحوثيين حلفاء إيران وكذلك يريدون ضمانات حول الاتفاق النووي الإيراني وهو ما لا توفره أميركا حتى الآن.
توجه “الأسد” نحو الإمارات كأول بلد عربي يزوره بعد اندلاع الأحداث وفي هذا الظرف يحمل دلالات عديدة قد يكون أبرزها محاولة إحياء ما أمكن من العلاقات العربية العربية، تخفيف التوتر مع إيران، وتعزيز الاقتصاد، والبحث عن استقرار مستدام، وكذلك بدء الزيارة من “دبي” ربما يأتي في سياق تقدير دور الإمارة خلال سنوات الحرب والتي لم تقطع قنوات تواصلها مع دمشق وكانت حاضناً لشخصيات مقربة ومدعومة من مركز القرار في دمشق وفتحت أبوابها لهم لتنفيذ أعمال بما فيها اقتصادي.
اقرأ أيضاً: سوريا والعالم العربي…. ماخرجت منه دمشق لن تعود إليه
سوريا اليوم ليست كتلك التي كانت عليه قبل 2011 ودورها الإقليمي والدولي لم يعد شديد التأثير في ظل أزماتها الداخلية، لكنها تطمح لإعادة ضبط الدور الإقليمي واستعادة العافية الاقتصادية، بينما قد يعمل العرب من خلالها على ضبط دور إيران في المنطقة وهو ما نجحت سوريا طوال 30 عاماً في ضبطه وتحديد حجم تأثيره قبل أن تندلع الحرب على أراضيها وفقدان دور سوريا في احتواء إيران وتبديد مخاوف العرب منها.
السياسة في “أبو ظبي” والاقتصاد في “دبي”
لا تخفِ تفاصيل الزيارة نفسها، فعلى مايبدو أن السلطات في الإمارات تقاسمت الأدوار وأن دمشق لا تمانع هذا التقاسم أيضاً، فالسياسة تُبحث في أبو ظبي والاقتصاد يبحث في دبي.موقع سناك سوري.
فالنقاشات خلال لقاء نائب حاكم أبو ظبي “محمد بن زايد” تمحورت حول الواقع السياسي العربي والدولي،إضافة لما وصفته وكالة الأنباء الإماراتية بالتنسيق الأخوي المشترك، وكذلك ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وهذا يتطلب “علاقة جيدة مع إيران”، إضافة التأكيد على وحدة أراضي سوريا وهذا أيضاً يتطلب خروج “تركيا” من سوريا وهو ما تم تناوله بشكل غير مباشر من خلال الحديث عن خروج كل القوى الأجنبية غير الشرعية من سوريا.
اقرأ أيضاً: الحل مع “إيران” يمر عبر سوريا
لدى دبي تجربة غنية في مجال التنمية والنهوض الاقتصادي في وقت تكون دمشق فيه بأمس الحاجة لتغيير آلياتها وطرق تعاملها مع مفهوم التنمية غير الناضج بالبلاد وكذلك ضعف أدوات النهوض الاقتصادي، وبالتالي فهي بأمس الحاجة لخبرة دبي، وهذا ما يعكس تركيز الحديث مع حاكم دبي “محمد بن راشد” عن توسيع آفاق التعاون بما يخدم مصالح الشعبين وتحقيق مستهدفات التنمية الشاملة في البلدين، وكذلك اكتشاف مسارات جديدة للتعاون البنّاء مع سوريا، ورصد الفرص التي يمكن من خلالها دفع أوجه التعاون المختلفة. وفق مانقلته وكالة الأنباء الإماراتية.موقع سناك سوري.
قرار الإمارات باستعادة علاقاتها السياسية الثنائية مع سوريا يبدو واضحاً وجلياً لكن منذ فتح السفارة الإماراتية في دمشق قبل 3 أعوام إلى اليوم تبدو هذه العلاقة في إطار التواصل الثنائي وبعض الأدوار الإماراتية المحدودة، أما تطورها على الصعيد الاقتصادي يحتاج خطوات أكبر بكثير ربما تكون الزيارة فاتحتها، وهو ما ستكشفه المرحلة القادمة.
اقرأ أيضاً: الرئيس الأسد في أول زيارة لدولة عربية منذ 2011- محدث