الرئيسيةسناك كورونا

زعران الانترنت يتحرشون بالنساء.. أدباء ومشاهير على قائمة المتهمين

التحرش الإلكتروني في زمن الكورونا

سناك سوري- لينا ديوب

تتسع دائرة التحرش عبر الانترنت بعد العزل المنزلي المفروض في ظل الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا فالبعض يرون النساء على صفحات التواصل مشروع صيد لقضاء وقت ممتع، هذا ماقالته الناشطة النسوية “رجاء طنجور” في حديثها مع سناك سوري، وتشير إلى أن من بين المتحرشين على الانترنت شريحة تختلف عن المتحرشين في الشارع الذين يمكن تسميتهم بـ “زعران” أو “طائشين”، وهم أشخاص ُيفترض أنهم خارج دائرة التحرش لكن بعضهم يتحرش بالنساء للتودد وآخر لتمضية الوقت ومنهم بهدف الإساءة للاختلاف بالمواقف.

 قلة الاختلاط ليست كافية للحماية من التحرش.

تقول الناشطة “حنين أحمد” انطلاقاً من تجربة شخصية تعيشها حالياً أنه :«في ظل العزل المنزلي أصبح التحرش الالكتروني موضة، واختراق الخصوصية أكثر انتشاراً، فلا يبرر المجتمع للفتاة أن تضع صورة غير تقليدية على حسابها الخاص بداعي الملل، لكنه يبرر للذكور وبداعي الملل نفسه أن يترجموا تلك الصورة بالطريقة التي يجدونها مناسبة ويتحرشون بصاحبتها في الوقت الذي يناسبهم».

الناشطة حنين أحمد

المعايير المجتمعية نفسها المجحفة بحق النساء في العالم الواقعي، انتقلت الى العالم الافتراضي حسب رؤية “أحمد” لتصبح أكثر تشوهاً وإيذاءاً وانتهاكاً، وبينما يهاجم المتحرشون من الذكور، النساء اللواتي يشتكين من التحرش بأنهن معقدات ويبالغن في تخيل القصص، وأن إطراء من هنا وقلب من هناك وصورة في آخر الليل ليست سوى ملاطفات لا تدعوا الى كل هذه المبالغة ولا ترقى لتكون تحرش، أؤكد أن القبول هو الحاسم هنا، فإذا كانت الفتاة ترفض أي تعليق ولم تقبل أي مداخلة أو كلمة فإن أي تعليق يعتبر تحرشاً وانتهاكاً لخصوصيتها ولمساحتها الشخصية.

اقرأ أيضاً:لا تكفي جريمة التحرش.. حتى يقال أنهن يتمنعن وهن راغبات!؟

“شايف بعيونك لمعة حزن”، “شايف بعيونك لمعة شبق”.

رسائل غير مستحبة من أشخاص لا تربطها بهم أي علاقة صداقة ، أو معرفة شخصية، تصل للناشطة “مروى ملحم” و تحاول التدخل في حياتها وأفكارها التي تنشرها وبالأخص الصور الشخصية، وتضيف في حديثها مع سناك سوري: «يتبرع بعضهم بتحليلات نفسية للصور الشخصية، سابقاً كانوا يقولون “شايف بعيونك لمعة حزن”، لكن يبدو أننا انتقلنا إلى عبارة “شايف بعيونك نظرة شبق” أو ما يعادلها من التخيلات الغرائزية».

في فترة العزل ازداد الأمر سوءاً بسبب أوقات الفراغ على مايبدو وأصبحنا نجد حضوراً أكبر لكبار السن وخاصة في مجال الأدب والثقافة حسب “ملحم” التي تقول إنها أصبحت تشعر بارتياب كلما بادر للتواصل معها أديب أو فنان تجاوز الستين و تقول:«أتوسل في سري ألا يصدمني وينسف صورته في ذهني، بدءاً من رسائل التحيات والمجاملات والأسئلة إلى حشر منشوراتهم في أنفي ثم البدء بمغازلات ثقيلة الدم وتنطوي على مناورات جنسية غبية وسمجة، والمشكلة أنهم عند أول محاولة لصدهم يغضبون وتجرح كرامتهم ويتزلزل كبرياؤهم وقد يغرقونني بالشتائم والإهانات والسخرية مني وطبعا فورا باستخدام جملة “مفكرة حالك الكاتبة العظيمة”، وفي أحد المرات وصل الأمر بأحدهم بعد أن حظرته بكتابة تعليقات على صفحات أصدقائي للسخرية مني».

الناشطة مروى ملحم

تعتبر “ملحم” أن هذه الأفعال الذكورية بمثابة عنف وينجم عنه الكثير من الأذية النفسية والإنسانية التي تحتاج أحياناً وقتاً طويلاً لنسيانها.

عنصرية وليست عنف

التحرش عبر الانترنت ظاهرة تعاني منها “هدى حمادة” قبل العزل وخلاله وتقول:« يأتي من الجميع صديق أو غريب، لكني أجد الشخص المتحرش بمستوى وضيع من الأخلاق والفكر، وهذا النوع سيتحرش بصاحبة الحساب سواء كانت عارية أو منقبة، وغالباً تكون الصور التي تشاركها السيدة أو الفتاة سبب التحرش، وكأنهم يفهمون تلك الصور وكأنها دعوة للتحرش بها، علما أن الرجل المحترم لن يتحرش حتى لو شاركت النساء بصور عراة».

ترى “حمادة” في هذا التعدي على الخصوصية حتى لو كانت بالعالم الافتراضي، “عنصرية الذكور” الذين يعتقدون أن من حقهم فعل ما يحلو لهم، أما الأنثى فلا حق لها بأي شيء، لكنها ترى إيجابية بالعالم الافتراضي وسهولة الرد على هؤلاء وهو زر البلوك.
بالتأكيد ليس التحرش الالكتروني وليد اليوم وإنما ازدادت نسبته بشكل ملحوظ كما تقول النساء خلال فترة العزل المنزلي فهناك من قرر أن يشغل وقته بالتحرش بالأخريات، وهناك تحرش بالذكور أيضاً فلا يقتصر الأمر على جانب لكن مختلف المعطيات تشير إلى أن نسبه محدودة.

اقرأ أيضاً:هل لدينا إجراءات رادعة لوقف العنف ضد النساء؟ – لينا ديوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى