أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

زارها قبل شهر من الأزمة .. ميشال عون في دمشق بغياب جبران باسيل

زيارة مار مارون حوّلت عون من عدوّ إلى حليف .. وتحرّره من الرئاسة أعاده إلى سوريا

وصل الرئيس اللبناني السابق “ميشال عون” اليوم إلى “دمشق” والتقى بالرئيس السوري “بشار الأسد” في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 12 عاماً.

سناك سوري _ دمشق

وبحسب بيان رئاسة الجمهورية السورية فقد اعتبر الرئيس “الأسد” أن قوة “لبنان” في استقراره السياسي والاقتصادي. وأن اللبنانيين قادرون على صنع الاستقرار بالتوافق والحوار والأهم التمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات.

وأشار الرئيس “الأسد” إلى أن استقرار “لبنان” يصب لصالح “سوريا” والمنطقة عموماً. مؤكداً أن “عون” لعب دوراً في صون العلاقة الأخوية لما فيه خير البلدين. مبيناً أنه لا يمكن لـ “سوريا” و”لبنان” النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما. وأضاف أن التقارب العربي الذي ظهر في قمة “جدة” سيترك أثره الإيجابي على “سوريا” و”لبنان”.

بدوره قال “عون”. إن اللبنانيين متمسكون بوحدتهم الوطنية برغم كل شيء. واعتبر أن “سوريا” تجاوزت المرحلة الصعبة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته. وأكّد أن نهوض “سوريا” وازدهارها سينعكس خيراً على “لبنان” واللبنانيين.

باسيل يغيب عن الزيارة

زيارة “عون” جاءت بالتزامن مع احتدام المعركة الرئاسية في “لبنان” دون نجاح أطرافها في حسم النتيجة لصالح أيٍّ منهم. رغم مرور 6 أشهر على الفراغ الرئاسي عقب انتهاء ولاية “عون” الرئاسية في 30 تشرين الثاني 2022.

وقد كان لافتاً غياب رئيس التيار الوطني الحر “جبران باسيل” عن مرافقة “عون” إلى العاصمة السورية. حيث اكتفى الرئيس السابق بالنائب والوزير السابق “طارق الخطيب” لمرافقته في زيارته. علماً أن “الخطيب” كان قد ترأس وفداً من التيار في كانون الثاني الماضي لزيارة “سوريا”.

والتقى “الخطيب” حينها بوزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” الذي أعرب له عن محبة “سوريا” لشخص الرئيس “ميشال عون” ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق. إلى جانب محبتها لرئيس التيار النائب “جبران باسيل”.

ومع الحديث عن إمكانية قرب انعقاد جلسة انتخابية في البرلمان اللبناني لاختيار رئيس جديد للبلاد. فإن الانقسام اللبناني لا يزال قائماً دون أن يحقق أي طرف أغلبية تمكّنه من إيصال مرشحّه.

وبالتوازي مع ملامح جفاء بين “التيار” و”حزب الله” منذ نحو عام. فإن ثنائي “حزب الله ، حركة أمل” واصلا إعلان التمسّك بترشيح رئيس تيار “المردة” “سليمان فرنجية” المعروف بقربه من “سوريا” وعلاقة عائلته التاريخية مع “دمشق” على مرّ عقود.

في المقابل. فإن “التيار” ومع إدراكه الرفض العام لترشيح رئيسه “جبران باسيل” للمنصب. فقد أعلن رفض ترشيح “فرنجية” وبدأ البحث عن اسم آخر إلى أن وصل إلى ترشيح “جهاد أزعور” بوجه “فرنجية”. على أن زيارة “عون” اليوم لن تمرّ دون بحث الملف الرئاسي الشائك أملاً في الوصول إلى حلٍّ لخلاف الحلفاء.

علاقة عون مع دمشق

لقد حكمت علاقة “ميشال عون” مع “دمشق” تاريخه السياسي منذ بداية تحوّله من عسكريٍّ يقود الجيش. إلى رئيس حكومة عسكرية أواخر الثمانينيات بوجود حكومة مدنية أخرى في “بيروت”. الأمر الذي كان بوابة لصراعٍ دامٍ مع القوات السورية انتهى بخروج “عون” من القصر الرئاسي في “بعبدا” ملتجئاً إلى السفارة الفرنسية ومنها إلى “باريس” التي بقي فيها حتى خروج الجيش السوري من “لبنان” عام 2005.

ولدى عودته إلى “لبنان”. بدأ “عون” يدعو إلى أفضل العلاقات مع “سوريا” معتبراً أنه تم طيّ صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة من العلاقات. وقد توّج “عون” هذا المسار بزيارة تاريخية أواخر العام 2008 التقى خلالها بالرئيس “الأسد” وزار بلدة “براد” بريف “حلب” حيث دفن القدّيس “مار مارون” الأب الروحي للطائفة المارونية.

أما آخر زيارات “عون” إلى “سوريا” فتعود إلى شباط 2011 قبيل اندلاع الأزمة في البلاد. وقد كانت أيضاً في إطار إحياء اليوبيل الـ 1600 على وفاة “مار مارون”.

وقد ساهم تحالف “عون” مع “دمشق” و”حزب الله” في وصوله إلى الرئاسة عام 2016. لكنه لم يقم خلال ولايته بزيارة “سوريا” لكن مراقبين يرون أن ذلك تم بالتوافق بين الطرفين وبرضا سوريٍّ عن ذلك لتجنيب “عون” أي إشكالات مع الغرب الذي استخدم سلاح العقوبات يمنةً ويسرة حتى طال “باسيل” نفسه. في حين بدا أن تحرّر “عون” اليوم من قيود الكرسي الرئاسي دفعه لزيارة معلنة إلى “سوريا” بعد طول غياب تأكيداً على موقفه وموقعه السياسي للداخل والخارج.

زر الذهاب إلى الأعلى