ذكرى دخول الأمير فيصل إلى دمشق وقيام المملكة السورية
الثورة العربية أنهت 4 قرون من الاحتلال العثماني

بحلول العام 1916 كانت “سوريا” قد أتمّت 4 قرون كاملة تحت الاحتلال العثماني وسط أجواء من التطلعات للاستقلال.
سناك سوري _ دمشق
كان العالم يضج على وقع صخب الحرب العالمية الأولى، بينما كانت الجمعيات القومية العربية في “سوريا” تعمل بصمت وفي الخفاء بعيداً عن أعين الحكّام الأتراك قدر ما استطاعت.
إلا أن تحركات القوميين الطامحين لاستقلال البلاد العربية عن محتلها التركي، لم تنجُ من البطش فكان أن أعدم “جمال باشا السفاح” مجموعة منهم في “دمشق” وأخرى في “بيروت” يوم السادس من أيار الذي سيسمّى عيداً للشهداء.
الحادثة زادت من استياء السوريين ضد الاحتلال العثماني، وقد كانوا يرون في الشريف “حسين بن علي” قائداً مستقبلياً للدولة العربية المستقلة.
في الأثناء، بدأ الأمير “فيصل بن الحسين” تحركاته على الأرض، وأطلق الثورة العربية بدعم من “بريطانيا” التي كانت تقف مع “دول الحلفاء” في وجه الدولة العثمانية المتحالفة مع “ألمانيا”، وقد انطلقت الثورة في الحجاز بدايةً لكن المقصد كان الوصول إلى “سوريا”.
اقرأ أيضاً:عن المرأة السورية وذكرى الاستقلال وثورة البعث
الأمير “فيصل” كان قد زار “دمشق” قبل ذلك بعام والتقى قادة الجمعيات العربية المتطلعين للاستقلال فأدرك أن السوريين كانوا طامحين للثورة العربية وسيكونون من مؤيديها.
ظنون “فيصل” كانت في مكانها، فبعد سلسلة معارك وانتصارات حققها جيشه الوليد الذي بدأ بالنمو كان قد تمكن من السيطرة على “مكة” و”المدينة” ووصل إلى “عمّان” ثم “درعا”.
وفي مثل هذا اليوم 3 تشرين الأول من عام 1918، دخل الجيش العربي بقيادة “فيصل” إلى “دمشق” بعد انسحاب القوات العثمانية منها ومن سائر المدن السورية وانتهت بذلك حقبة الاحتلال العثماني للبلاد.
اقرأ أيضاً:يوسف العظمة … وزير في ساحة في المعركة قاومَ حتى النهاية
أعلن الأمير “فيصل” تأسيس حكومة عربية في “دمشق” برئاسة “علي رضا الركابي” كما عيّن ممثلين عنه في “حلب” و”بيروت”، في وقتٍ كان فيه البريطانيون والفرنسيون يخططون لتقسيم البلاد العربية فيما بينهم واحتلالها بدل العثمانيين.
وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى بانتصار الحلفاء، حضر الأمير “فيصل” مؤتمر “فرساي” عام 1919 لكنه رفض التصديق على المعاهد التي تمنح “فرنسا” و”بريطانيا” حق الانتداب على بلاد الشام و”العراق”.
السوريون بدورهم كانوا رافضين لاحتلال جديد، فأعلنوا عبر المؤتمر السوري العام الذي حضره ممثلون عن دول بلاد الشام، في 8 آذار 1920 استقلال البلاد السورية (حالياً سوريا ولبنان والأردن وفلسطين)، واختيار “فيصل الأول” ملكاً لها تحت اسم المملكة السورية بنظام ملكي دستوري.
لكن عمر المملكة السورية لم يطل إذ باغتها الاحتلال الفرنسي الذي دخل “دمشق” في تموز 1920 بعد معركة “ميسلون” ما أدى لخروج الملك “فيصل” منها وبداية عهد تقسيم الدول العربية.