أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

دمشق تدعو لموقف موحّد في قمة الرياض .. والجيش السوري يشتبك مع الأمريكيين _ بانوراما الأسبوع

هل تكرّر سوريا تحفّظها على بيان القمة؟ وماذا سيقرر العرب بشأن غزة؟

حطت طائرة وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” رحالها الأربعاء في “الرياض” حيث وصل للمشاركة في الاجتماع التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

سناك سوري _ دمشق

ومن المقرر أن تنعقد القمة الطارئة يوم السبت لبحث الأوضاع في “قطاع غزة” والعدوان الإسرائيلي بعد عملية “طوفان الأقصى”. المستمر منذ أكثر من شهر كامل حصد خلاله أكثر من 10 آلاف ضحية معظمهم من الأطفال والنساء.

ولم يتبيّن بشكل رسمي بعد ما إذا كان الرئيس السوري “بشار الأسد” سيحضر في القمة أم أن الوزير “المقداد” سيترأس الوفد السوري المشارك.

وعلى هامش الاجتماع الوزاري. التقى “المقداد” نظيره التونسي “نبيل عمار” حيث أكد الجانبان أهمية تنسيق موقف عربي موحد تجاه العدوان الإسرائيلي.

كما دعا الطرفان إلى الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، والسماح بالدخول العاجل للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منددين بالصمت الأمريكي والغربي جراء استمرار الجرائم الإسرائيلية.

ويأتي ذلك بعد مشاركة “المقداد” الشهر الماضي في اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري.

ورغم ترحيبه بالإدانة العربية الواردة في البيان الختامي للاجتماع. للعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. إلا أن “المقداد” أبدى تحفظاً على بعض العبارات التي تضمّنها البيان والتي قال أن من الممكن أن يفهم منها المساواة بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني.

الأمر ذاته من المتوقع أن يحدث في القمة الطارئة. في حال استخدمت الدول العربية صيغة تساوي بين طرفي النزاع. في وقتٍ تتعرّض فيه “سوريا” بدورها إلى اعتداءات إسرائيلية متكررة منذ بدء العدوان على “قطاع غزة”.

آخر الاعتداءات وقع قرابة الحادية عشرة من مساء الأربعاء. حيث نفذت قوات الاحتلال عدواناً جوياً من اتجاه “بعلبك” في “لبنان” مستهدفة بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية. ما أدى لوقوع بعض الخسائر المادية وفق ما أعلنت وزارة الدفاع السورية.

اختبار المشافي الميدانية

وبموازاة التصعيد الحاصل في المنطقة. أعلنت وزارة الدفاع السورية الأحد عن تنفيذ إدارة الخدمات الطبية “بياناً عملياً” لعمل الطواقم الطبية في المشافي الميدانية.

ونشرت الوزارة عبر صفحتها الرسمية مقطعاً مصوراً للتدريبات على التعامل مع المشافي الميدانية. في ظروف الأعمال القتالية.

وبحسب المصدر فقد حضر التدريبات رئيس الأركان العماد “عبد الكريم محمود إبراهيم”. وتضمنت فتح مشفى ميداني يؤمن للطواقم والجرحى والمرضى جميع الاحتياجات من إطعام ومرافق صحية ومتطلبات العناية الشخصية ويستطيع العمل بشكل مستقل بإمكانياته الذاتية.

التدريبات جاءت في سياق بقاء جميع الاحتمالات مفتوحة في الإقليم. مع استمرار العدوان الإسرائيلي واحتمال توسّعه وغياب أي بوادر حتى الساعة لإيقاف قوات الاحتلال لعملياتها. بينما سبق وأن اختبرت السلطات السورية الأسبوع الماضي صافرات الإنذار في “دمشق” و”اللاذقية” وتبيّن حاجة العديد منها للصيانة. الأمر الذي اعتبره مراقبون إعلاناً عن إبداء الاستعداد لأي طارئ مفاجئ.

الجيش السوري يشتبك مع الأمريكيين

التوتر الإقليمي انعكس تلقائياً على الوضع الميداني. حيث تكررت خلال الأسابيع الماضية الهجمات بالطائرات المسيّرة على القواعد الأمريكية في “سوريا” و”العراق”. والتي أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عنها.

وتبنّت “المقاومة” الأربعاء هجوماً بالطائرات المسيّرة استهدف قاعدة “الشدادي” الأمريكية جنوب “الحسكة” معلنةً إصابتها بشكل مباشر. فيما لم يعلّق الجانب الأمريكي على الحادث.

واستهدف هجوم آخر الثلاثاء قاعدة أمريكية في حقل “كونيكو” للغاز شمالي “دير الزور” بالطائرات المسيّرة أيضاً بينما لم تتبيّن نتائج الهجوم.

اللافت أكثر كان ما نقلته قناة “الميادين” اللبنانية يوم الخميس عن مصدر ميداني لم تسمّه. قال أن اشتباكات وقعت بين القوات الأمريكية بالتعاون مع “قسد” من جهة وبين الجيش السوري وفصائل “المقاومة” من جهة أخرى على ضفتي نهر الفرات.

وأوضح المصدر أن الاشتباكات وقعت بعد استهداف القوات الأمريكية الأحياء الشرقية من “دير الزور”. مبيناً أنه تم استهداف القاعدة الأمريكية في حقل “العمر” شرق “دير الزور” بأكثر من 20 صاروخاً.

وسبق ذلك. إعلان “القيادة المركزية الأمريكية” عن تنفيذ غارة جوية شرق “سوريا”. قالت أنها استهدفت منشأة لتخزين الأسلحة يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني”. بينما قال بيان لـ“البنتاغون” أن الغارة تمت بناءً على توجيهات من الرئيس الأمريكي “جو بايدن” رداً على سلسلة الهجمات التي استهدفت الأمريكيين في “سوريا” و”العراق”. حيث تقول “الولايات المتحدة” أن منفذي الهجمات مدعومون من “إيران” فيما نفى وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” وقوف بلاده خلف استهداف القواعد الأمريكية في “سوريا” و”العراق”.

أفق غامض

لا يبدو أفق المنطقة في المستقبل القريب واضحاً. مع استمرار العدوان الإسرائيلي والدعم الأمريكي المطلق للاحتلال. الذي بدأ باستقدام حاملات الطائرات إلى المنطقة وتوفير الغطاء السياسي في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يوقف العدوان.

ويعيش السوريون على وقع الترقّب فيما يتابعون عبر القنوات التلفزيونية مجازر الاحتلال المستمرة. وتتكرر باطّراد اعتداءات الاحتلال على الأراضي السورية واللبنانية بموازاة الحرب على “قطاع غزة”. ما يجعل من احتمال توسع الحرب خياراً قائماً طالما استمرت ممارسات الاحتلال. فيما لا يعوّل كثيرون على إمكانية خروج القمة العربية في “الرياض” بقرار حاسم وموحّد يمكنه الضغط على الاحتلال وداعميه لوقف الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى