دراسة عن تغطية وسائل الإعلام السوري لجائحة كورونا
الدراسة: الإعلام السوري لم يستطع محاربة الشائعات عن كورونا بفعالية
سناك سوري – دمشق
كشفت نتائج دراسة حديثة أجراها “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، حول تغطية الإعلام في “سوريا” لجائحة كورونا “كوفيد19” أن وسائل الإعلام السورية لم تستطع محاربة فيض الشائعات والمعلومات الخاطئة عن كورونا بطريقة فعالة.
وبحسب “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” فإن تحديات تغطية وباء كورونا أمام الإعلام السوري كانت مضاعفة بشكل أكبر مقارنة مع الإعلام العالمي، لأسباب منها صعوبة وصول الصحفيين إلى معلومات دقيقة حول انتشار الجائحة، والمخاطر التي تحيط بعملهم في مختلف مناطق البلاد.
اقرأ أيضاً: سوريا: بدء عمليات التطعيم ضد كورونا للمسجلين على المنصة
بالإضافة إلى تعدد المرجعيات الصحية في مناطق السيطرة المختلفة والمتوزعة بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة و”الإدارة الذاتية” في الجزيرة السورية، ما أدى إلى عدم وجود مصدر شامل على مستوى البلاد لتوضيح الإجراءات العامة، أو المعلومات المرتبطة بالموضوع بالنسبة للمواطنين، والصحفيين.
وللوصول إلى النتائج رصد المركز 154 مقالاً وأكثر من 136 ساعة بث تلفزيوني وإذاعي في الأسابيع الثلاث الأولى من تموز 2020، للوصول إلى مؤشرات رئيسية حول طريقة تغطية الوباء في “سوريا” وإجراء 5 مقابلات مع هيئات تحرير في مؤسسات سورية في آذار 2021.
نتائج خلصت إليها الدراسة
بيانات الدراسة أظهرت ارتفاع متوسط عدد المواد المرتبطة بكورونا إلى 59.59% بالإعلام المرئي، و67.44% بالإعلام المسموع، بينما الإعلام المقروء لم تتجاوز النسبة 28.4% وهذه النسبة تشمل جميع التوجهات السياسية لوسائل الإعلام الموجودة في “سوريا”، التي تم رصدها.
أما عن التأثير السياسي على تغطية الإعلام للجائحة بـ”سوريا”، بينت الدراسة، أن وسائل الإعلام الحكومي تضمنت تغطيتها النسبة الأكبر من المواد المرتبطة بالجائحة بـ53.71% من إجمالي المواد المرصودة، أما المواد المخصصة بقسم الصحة المرتبطة بكورونا بلغت 8.26% فيما ركزت التغطية على أثار الجائحة السياسية، والاقتصادية المحلية، وحظي القسمان بتغطية بلغت 20.66% للسياسة، و6.61% للاقتصادي.
أما أقسام المنوعات، والاقتصاد، والسياسة الدولية، حظيت بنسبة عالية من التغطية لجائحة كورونا في الإعلام السوري بنسبة بلغت 10.74% للمنوعات، و5.78% للاقتصاد، والسياسي الدوليين.
بالنسبة لتغطية الجائحة إعلامياً في مناطق سيطرة المعارضة، بلغت نسبتها، بحسب الدراسة 36.84% وهي أقل من نسبة التغطية لوسائل الإعلام الحكومي، أما نسبة المواد لقسم الصحة، والمتعلقة بالوباء بلغت 7.23% وهي قريبة من تلك التي لدى الإعلام الحكومي.
في المقابل، فإن وسائل الإعلام في مناطق المعارضة أقل اهتماماً بنشر محتوى ضمن أقسام المنوعات، والسياسة، والاقتصاد الدوليين حول الجائحة، ووصلت نسبة التغطية في هذين القسمين إلى 6.57% للمنوعات و 2.63% للاقتصاد، والسياسة الدوليين.
وبالنسبة لتغطية الإعلام في مناطق المعارضة لآثار الجائحة على الوضع الاقتصادي، والمعيشي فقد حظيت بنسبة تغطية وصلت إلى 7.89% من إجمالي المرصود.
اقرأ أيضاً: احذروا.. الموبايل والأجهزة الذكية تهددكم بعدوى كورونا
فيما يخص وسائل الإعلام في مناطق “الإدارة الذاتية”، فقد وصلت نسبة تغطية الجائحة إلى 39.31% ، أما التغطية ضمن قسم الصحة بلغت حوالي 3% ، كذلك تغطية كورونا في قسمي المنوعات 16%، والاقتصاد، والسياسة الدوليين 3%، في حين بلغت نسبة تغطية آثار الجائحة على الوضع الاقتصادي، والمعيشي 4.27% ونسبة 9% سياسة محلية.
كما أشارت الدراسة، أنه فيما يخص المصدر، فقد التزمت الغالبية العظمى من المواد المنشورة في وسائل الإعلام بـ”سوريا” المقروءة (صحف، مواقع الكترونية، وكالات أنباء) بنقل الأخبار من مصدر أولي، وهي الأخبار التي تعتمد على تصريحات من مسؤولين رسميين لدى السلطات المحلية، أو المؤسسات الدولية العاملة في المنطقة، ومن بينها “منظمة الصحة العالمية”، ومكتبها الإقليمي.
ووصلت نسبة المواد التي تعتمد على مصادر أولية \90% أما المواد التي اعتمدت على مصادر ثانوية أي نقل الخبر من وسيلة إعلام أخرى بلغت 10% من إجمالي المواد الصحفية المخصصة لتغطية الجائحة.
وأوضحت الدراسة أن المواد المتعلقة بنشر الوعي عن كورونا في الإعلام المقروء بلغت 10% فقط، مقارنةً مع المواد الخبرية التي تتعلق بنقل المعلومات عن كورونا والتي بلغت نسبتها 77.5% وهو مايشير إلى أن جزءاً مهماً من دور وسائل الإعلام قد غاب أو كان متراجعاً للمرتبة الأخيرة وهو مايعني عملياً أن التغطية الفعالة للجائحة والدور المفترض أن تلعبه وسائل الإعلام تعرض لنقص واضح في جزء هام منه.
بالنسبة للإعلام المرئي، فإن الأخبار التي قامت بتصحيح معلومات خاطئة عن كورونا بلغت نسبتها 7.14% وتعد قليلة، مقارنةً مع الكم الكبير من المعلومات المغلوطة المنتشرة التي تهدد الحياة، وفقاً للدراسة التي أشارت إلى أن موثوقية المعلومات المقدمة عن كورونا بالاعتماد على مؤشر نوع المصدر بلغت 47.14% من مصادر ثانوية، و52.86% من مصادر أولية تعتمد على التصريحات الرسمية، ومواد يقدمها مراسلون.
وذكرت الدراسة، أن أداء الإعلام المسموع كان مشابها ضمن المؤشرات الخاصة بتدقيق المعلومات لدى المقروء والمرئي، حيث وصلت نسبة تصحيح المعلومات من مجمل الأخبار المرتبطة بكورونا إلى 5.26% في حين بلغت نسبة الأخبار الجديدة عن كورونا 94.74% وهذا يعني أن وسائل الإعلام السورية اعتمدت بجزء كبير منها على الأخبار الجديدة دون أن توجه جزء من مواردها لتصحيح المعلومات الخاطئة.
وبحسب الدراسة، فإن الإذاعات السورية اعتمدت بشكل أكبر على مصادر أولية في مواد كورونا، أكثر من التلفزيون والمواقع والصحف، بنسبة 85.96% أما المصادر الثانوية بلغت 14.04% ورغم ذلك يُلاحظ الضعف لدى الإذاعات في رصد معلومات تتعلق بالوقاية من المرض.
وخلصت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام السورية لم تستطع محاربة فيض الشائعات والمعلومات الخاطئة عن كورونا بطريقة فعالة.
اقرأ أيضاً: تعرفوا على بروتوكول استخدام الكمامة لوقاية أعلى من كورونا
توصيات لوسائل الإعلام السوري
وأوصت الدراسة ، وسائل الإعلام السوري بتخصيص مساحة أكبر لتقديم معلومات صحية من مصادر أولية موثوقة مثل “منظمة الصحة العالمية”، والمنظمات الطبية الدولية، والمحلية، وأن تخصص موارد ومساحة أكبر لتصحيح الشائعات بناء على مصادر طبية دقيقة وخبراء متخصصين.
كما أوصت بإتاحة مجال أكبر لظهور أخصائيين ضمن وسائل الإعلام لتحسين المعلومات المقدمة للجمهور عن الوباء، كذلك يجب على سلطات الواقع في البلاد عدم التدخل في تغطية وسائل الإعلام للجائحة وعلى السلطات أيضاً تقديم معلومات دقيقة حول حجم انتشار الجائحة وعدد ضحاياها.
وأوصت أيضاً بزيادة تدريب الصحفيين على التحقيقات الاستقصائية، وزيادة موارد المؤسسات المعنية بتطوير وسائل الإعلام والتي تعمل على رفع قدرات الصحفيين من جهة، وتأمين التوعية الكافية بالتعاطي المهني مع الأزمات ومحاولة العمل على تأمين الموارد اللازمة جهة أخرى.
تأتي الدراسة في وقت يتواصل فيه ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في مختلف المناطق السورية، ما يشير إلى ضرورة أن يلعب الإعلام دوراً توعوياً في المسائل المتعلقة بالفيروس وطرق الوقاية منه والوسائل العلاجية الصحيحة والحقائق الموثوقة حول اللقاح المضاد للفيروس.
اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من كورونا خلال استلام منتجات عبر خدمة التوصيل؟