خطيب جامع وسط دمشق يعلن تكفير دعاة العلمانية .. يريدون شعباً بلا دين
محمد الشيخ عبد الله: المطالبين بالفيدرالية يهود .. وإذا صدرت الفتوى ستطير الرقاب

خرج خطيب مسجد الخياط في حي “المهاجرين” بـ”دمشق” “محمد الشيخ عبد الله” بخطبةٍ هاجم فيها دعاة الدولة العلمانية واعتبر أن كل من يؤيد العلمانية كافر، في فتوى تهدّد حياة كثيرين وتبيح دماءهم.
سناك سوري _ دمشق
ورغم إشارته في البداية إلى الحذر من الفتنة، إلا أن “عبد الله” كان متحمّساً في تكفير المطالبين بدولة علمانية، وعمد إلى الخلط بين الدعوة لدولة علمانية وبين مؤيدي نظام “البعث” السابق، وفق ما ظهر في مقطع مصور للخطبة نشره عبر صفحته على فيسبوك.
يبدأ “عبد الله” هجومه على دعاة “الفيدرالية” حيث يقول “كنتو خدوها من زمان وحلّو عنا”، مبدياً سخريته من شعار “الشعب السوري واحد” معتبراً أن مردّديه كاذبون، ورأى أن الشعب السوري لو كان واحداً لما دمّرت “جوبر” و”القابون” و”داريا” وغيرها، في خلطٍ واضح بتحميل المسؤولية للشعب وليس لنظام الأسد.
ثم ينتقل لمهاجمة المطالبين بدولة “علمانية” ليفسّر ذلك بأن دعاة “العلمانية” يريدون شعباً بلا دين، في وقتٍ لا تتدخل فيه الدولة “العلمانية” بأديان الأفراد وحرية ممارساتهم لعباداتهم وحرية معتقداتهم، بل تحمي تلك الحريات لكنها لا تفرض ديناً لـ”الدولة” كمؤسسة، وتعتبر أن الدولة لجميع مواطنيها دون النظر لأديانهم وطوائفهم، إلا أن خطيب المسجد فسّرها كما أراد لخدمة نظريته، ليتابع أن 80% من السوريين مسلمون، وأن البقية لهم حرية “الكفر” و”شرب الخمر” و”الزنا”، في تشويه مباشر لمسألة الدعوة لدولة علمانية.
يتابع “عبد الله” بحماسٍ قائلاً “هؤلاء يهود وحكمهم حكم اليهود”، دون أن يوضح ما حكم اليهود في الإسلام؟ وهل يدعو الإسلام لقتلهم عموماً دون سبب؟ أم أنه يمنع قتال اليهود وأصحاب الديانات الأخرى إن لم يبدأوا هم بالقتال؟.
ويتحسّر خطيب المسجد على عدم القدرة على الإفتاء حالياً خوفاً من الفتنة، مضيفاً أنه إذا صدرت الفتوى ستطير الرقاب، ليدخل من هنا إلى ملف آخر دون فواصل، حيث أشار إلى من كانوا يكتبون التقارير للأفرع الأمنية في عهد النظام.
صحيفة الثورة تصوّر دعاة الدولة المدنية كفئران .. إساءة مباشرة أم نقد بنّاء؟
ينتقل سريعاً دون تمهيد إلى معرفته بضابط سابق في المخابرات السورية كتب كتاباً عن سقوط “الجولان” دفع ثمنه 28 عاماً في السجن، ويضيف أن حزب “البعث” عميل لليهود وأن من يؤيد العلمانية ويقول أنها تحكم المجتمع بشكل أفضل من الأنظمة الإسلامية فهو كافر، بعبارة تكفيرية صريحة ومباشرة على منبر مسجد وسط “دمشق”، رغم تأكيد “عبد الله” أنه ليس تكفيري وأن مذهبه شافعي صوفي أشعري، وختم بسؤال “بدكن علمانية؟” ليعيد التذكير بسؤال النظام السابق للمتظاهرين ضده “بدكن حرية؟”.
تتجلّى خطورة هذا الخطاب من انطلاقه من منابع دينية، وتصنيف المواقف السياسية “حلال وحرام”، وهو جوهر الخلط بين الديني والسياسي، وصولاً إلى تكفير من يخالف الموقف السياسي لصاحب الفتوى، دون الأخذ بعين الاعتبار خطورة هذا “التكفير” وما يحمله من إباحة للدماء، وترسيخ الشرخ بين أبناء المجتمع الواحد وتعزيز انقسامهم، ما يستدعي موقفاً واضحاً من الحكومة عموماً ووزارة الأوقاف خصوصاً تجاه الخطاب الديني ودوره، ومنع إصدار فتاوى التكفير وإبداء المواقف السياسية للخطباء على المنابر وتدعيمها بشواهد دينية لإثبات صحتها ليتحول الموقف في السياسة إلى حكمٍ ديني.








