الرئيسيةشخصيات سورية

علي كيالي … المهندس والباحث التنويري نفى عذاب القبر فتعرّض للتكفير

مفسّر مجدّد قال أنه حفيد النبي .. وقدّم وصفاً مختلفاً لحجاب المرأة

ارتبط اسم الباحث السوري “علي كيالي” بحالة الجدل التي تثيرها آراؤه الدينية لا سيما وأنه نفى وجود عذاب القبر مستنداً إلى تفسيره للقرآن ورفضه للآراء الشائعة عن عذاب الإنسان في القبر بعد الموت.

سناك سوري _ سدرة نجم

وبحسب “كيالي” فإن حساب الإنسان على أخطائه يكون فقط عند الله. وأن الملائكة لا تقوم بمحاسبة الشخص بعد موته. معتبراً أن فكرة عذاب القبر مجرد بدعة لتخويف الناس.

لكن صاحب الآراء المثيرة لم يبدأ حياته شيخاً ولا فقيهاً. بل كان مهندساً معمارياً تخّرج  من جامعة حلب في عام 1979، حاصلاً قبلها على شهادة في الرياضيات وأُخرى في الفيزياء. قبل أن يتجه للبحث في الدين الإسلامي والإعلان عن تفسيراته وفهمه لآيات القرآن ما جعله عرضةً لانتقادات كثيرة بسبب أفكاره التنويرية الجديدة.

الولادة والنشأة

ولد “علي منصور كيالي” في “حلب” عام 1953. حصل على شهادةٍ في الرياضيات عام 1971 وأخرى في الفيزياء عام 1975 قبل أن يدخل كلية الهندسة المعمارية بجامعة حلب ويتخرج منها عام 1979.

محطات في حياته

عمل الكيالي مدرساً لمادتي الرياضيات والفيزياء لطلاب الشهادة الثانوية، قبل أن يعمل بشهادته الجامعية كمهندس معماري،كما عمل مهندساً استشارياً في دائرة أملاك اليهود في حلب، وفي الثلاثين من عمره ظهر عنده اهتمام واسع بالأمور الفقهية الدينية وشغف لفهم القرآن الكريم وتفسيراته.

طرح علي العديد من القضايا المثيرة للجدل وتناول تفسير القرآن بأسلوب علمي، حيث أقرن العلم بالدين. مستخدماً القواعد العلمية في بناء فهمه لتفسير القرآن.

كما عمل في مجال التأليف حيث أصدر موسوعة دينية تحوي عشرة مجلدات تتضمن شرح لحقائق من القرآن أسماها. “القرآن علم وبيان”. ومن أبرز مؤلفاته الأخرى:”الآخرة بلغة الفيزياء، الألوان في القرآن، علي منصور الكيالي ومسيرة الإنسان والكون في القرآن الكريم، الزمان والمكان حقائق علمية تحدّث عنها القرآن، حقائق القرآن التاريخية وأباطيل الصهيونية”.

نشر “علي كيالي” أفكاره عبر يوتيوب بالدرجة الأولى ضمن برنامج أسماه “فليفرحوا”. تناول فيه تفسير القرآن بطريقة تجديدية تختلف عن الخطاب الديني السائد.

بين مؤيد ومعارض

تعرّض “كيالي” لانتقادات واسعة بسبب مواقفه وآرائه وصلت إلى درجة التكفير واعتباره مخالفاً للشرع والسنة. وكان أبرز معارضيه “محمد بن شمس الدين” و”بسام أبو عماد” و”عثمان الخميس”. فيما رأى فيه مؤيدوه باحثاً ومفكراً تنويرياً يضع تفسيرات للقرآن تراعي العقل والمنطق.

وإلى جانب رأيه في نفي عذاب القبر. فقد وافق الباحث الراحل “محمد شحرور” على اشتراط وجود 4 شهود على علاقة الرجل والمرأة لتسمّى زنا.

آراء مثيرة للجدل

خرج “كيالي” عن الخطاب السائد والتفسير الشائع لمعنى “الصراط المستقيم” وساق الحجج والآيات القرآنية لإثبات تفسيره للمصطلح. حيث اعتبر أن المقصود منه “الدين القيّم” وليس الجسر الذي يمرّ الناس فوقه يوم القيامة ويحدّد مصيرهم من خلاله.

بالإضافة إلى ذلك. فقد حمل “كيالي” آراء مختلفة في نظرته إلى اللباس الإسلامي وحجاب المرأة. حيث اعتبر أن الحجاب الشرعي هو تغطية الرقبة وجيب المرأة. كما أنه شدّد على وجود شروط محدّدة تسمح بتعدّد الزوجات. فضلاً عن آرائه بقضايا أخرى مثل ملك اليمين وزينة النساء وغيرها. بالإضافة إلى نفيه المثير للجدل لوجود أي نوع من التواصل بين الإنسان والجن بعد عهد النبي سليمان. ونفيه وجود السحر ورفضه رواية تعرّض النبي محمد للسحر باعتباره أمر يفتقد للمنطق.

اتهامه بالكفر

واجه “كيالي” حملات انتقاد وتكفير أطلق أصحابها عليه خلالها صفة “القرآني”. إذ اتهموه بأنه يؤمن بالقرآن فقط ولا يقبل الأحاديث الموجود في السنة النبوية. ليرد الباحث السوري بوجود أحاديث مغلوطة ومدسوسة تم نسبها للنبي وأرجع كلّاً منها إلى أصله الذي جاء منه. كما أنه ردّ على اتهامه بالكفر بإظهار بطاقة نسبه التي تقول أنه الحفيد رقم 48 للنبي “محمد”.

في حين. استثمر “كيالي” برنامجه “فليفرحوا” لمناقشة ملفات اجتماعية وفلسفية مرتبطة بالدين وتفسيراته. بالإضافة لحديثه عن العلاج بالقرآن ودوره في التخلص من الاكتئاب. وموقفه من عدد مرات الطلاق وتوزيع الإرث وغيرها من المسائل.

زر الذهاب إلى الأعلى