الرئيسيةشخصيات سورية

خالدة سعيد أيقونة النقد العربي: تأملت في نص لأدونيس سنوات طويلة

خالدة سعيد تتلمس خطوط اللقاء بين الحب والبحث وخطأ طبي دفعها لهجر الحياة الإجتماعية

سناك سوري – عمرو مجدح

كتبت في بداياتها بعض المقالات باسم “خزامى صبري” وفي العام 1959 وقعت كتاباتها باسم “خالدة سعيد” لتصبح واحدة من أهم الناقدات في العالم العربي ما دفع صحيفة النهار اللبنانية أن تطلق عليها لقب “أيقونة النقد العربي الحديث في بلادنا” ووصفتها جريدة الحياة اللندنية بـ”«شاعرة» النقد العربي”.

هي خالدة صالح (سعيد) ولدت في مدينة “مصياف” السورية، درست الأدب العربي في “دمشق”، ومن ثمّ في الجامعة اللبنانية في “بيروت”، وحازت شهادة الدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون في “فرنسا”. كان لها دور كبير في مجلة “شعر” البيروتية.

تزوجت الشاعر والمفكر السوري “أدونيس” وأنجبت منه ابنتها الرسامة والفنانة التشكيلية والكاتبة “نينار”، وتنتمي إلى عائلة جمعت بين الأدب والفن فشقيقتاها الممثلة “مها الصالح” والشاعرة “سنية صالح” زوجة الشاعر والكاتب السوري “محمد الماغوط”.

اقرأ أيضاً:الشاعرة عزيزة هارون تزوجت عدة مرات ولم تنجب سوى القصائد

عندما سئلت “سعيد” عن من هي “خالدة سعيد” في حوار مع مجلة الشارقة الثقافية 2018 قالت :« هي إنسان يحب الأرض و الشعر ويستضيء به، إنسان يحب الحب بالمعنى الإنساني الشامل، ولا سيما ما تمثل في الطفولة والصداقة والعدل والشعر، الحب بكل المعاني وأطيافه، هي إنسان تفتنه لحظات البوح التي لا تضفِ لحظات اکتشاف كل فرد لمعنى وجوده الغامض المدهش في هذه الحياة، وحسرة عبوره الخاطف، وشوقه إلى إنتاج أثر يبقى للآتي المجهول، وعلى المستوى المباشر هي إنسان يحب هذه اللغة العربية المجهولة غالبا، اللغة التي نهلت من منابع موغلة في القدم وحاملة لأفكار ومشاعر وتطلعات ورؤى توالت عبر حضارات متعددة عريقة، وتنورت بنصوص وعقائد عمقت مدارك الإنسان، وفي هذا الأفق أنصح بقراءة معجم العلايلي، حتى لو كان غير مكتمل، لأنه أكثر من معجم وأكثر من تاريخ، إنه استكشاف وحفر في عمق تاريخ اللغة العربية وإشعاعها وروافدها ومسارها عبر العهود، وعلى المستوى المباشر، هي إنسان يحب أن يسافر في أسرار الطفولة وأسرار الأعمال الإبداعية ولا سيما الشعرية منها، باختصار كانت إنساناً يبحث، وهي اليوم إنسان يلتمس خطوط اللقاء بين الحب والبحث… فيما يستعد للوداع».

اقرأ أيضاً:بدوي الجبل.. الشاعر الذي أغضب أم كلثوم

وتضيف عن عشقها للغة قائلة :« اللغة هي لغز مواز للغز الحياة ، وهي الحاضن المخصب لمعانيه اللغة هي صوت الحياة وترجمانها، حتى من حرم اللغة لأسباب جسدية سوف يجهد لإبتداع لغته، يوم كنت في السابعة عشرة في “دمشق”، ذهب صفنا للاستماع إلى مُحاضِرة أمريكية هي “هلن کیلر” (1880 – 1968) العمياء الصماء البكماء بالولادة، ولكننا سمعنا تلك المرأة المدهشة تتكلم بضع عبارات وتكمل المحاضرة باللمس أي بلغة الأصابع على وجه مدربتها أو مترجمتها، التي أخرجتها من بئر اللا تواصل حتى إنها درست وأملت أطروحة على مدربتها وحصلت على شهادة الدكتوراه، فالتعبير فعل حياة وحضور، لكن بالطبع، التعبير درجات وآفاق واستقبال التعبير العالي أو الفني واستجلاء مراميه والرحيل في آفاقه، هو بدوره فعل حياة رائع، بل هو أيضاً فعل إبداع وحياتي اليوم تتحرك في أفق القراءة أي في أفق الدهشة».

أدونيس وزوجته خالدة سعيد

تقول “خالدة سعيد” عن كتابها (جرح المعني) الصادر عن دار الساقي 2017 :«هو إشارة إلى القراءة – المعاناة أو القراءة الارتماء في أمواج النص. النص المقصود هنا هو (مفرد بصيغة الجمع) لأدونيس. قرأته في فترات متقطعة، لكنني مستمرة، وتأملت فيه سنوات طويلة، (حوالي ثماني سنوات) كأنها قراءة طقسية، وهي في الواقع القراءة التي أتمنى أن أمارسها أو أعيشها مع كل نص، إنما هذا كان سيعني الاقتصار على دراسة نصوص قليلة، ولا طاقة عندي على مقاومة نصوص عديدة تدعوني، ولا بد من زيارة عوالمها والاستضاءة بها».

إلى جانب مؤلفاتها وأبرزها كتاب “البحث عن الجذور” شاركت زوجها الكاتب والمفكر أدونيس في عدة مؤلفات تناولا فيها عدة شخصيات في الأدب والدين منها “عبد الرحمن الكواكبي”، الشيخ “محمد بن عبد الوهاب”، الإمام “محمد عبده”، الشيخ “محمد رشيد رضا”، الشاعر “جميل صدقي الزهاوي” والشاعر “أحمد شوقي”.

في السنوات الأخيرة ابتعدت “خالدة” عن الأضواء والتواجد في التجمعات الثقافية ومعارض الكتب والندوات الأدبية وكأنها احتجبت عن العالم رغم أن إصداراتها لم تتوقف وعندما سئل “أدونيس” في برنامج “بيت ياسين” عن غيابها قال :«وصفة طبية خاطئة تسببت لها في توتر بالكاحل مما دفعها لهجر الحياة الإجتماعية واكتفت بالكتابة».

اقرأ أيضاً:قراءة في مذكرات فريد الأطرش – عمرو مجدح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى