حملة ضد اللاجئين السوريين في لبنان .. عنصرية وترحيل قسري
موجة مداهمات واعتقالات .. والحكومة اللبنانية تطالب بالتشدد ضد السوريين
واصلت السلطات اللبنانية حملات الاعتقال والمداهمات بحق اللاجئين السوريين في ظل موجة متصاعدة من التحريض العنصري. حيث رحّلت العشرات منهم قسراً.
سناك سوري _ متابعات
وأصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريراً قالت فيه إن السلطات اللبنانية قامت بإعادة 168 لاجئ سوري قسراً إلى بلادهم منذ بداية نيسان الجاري.
وأوضح التقرير الذي حمل عنوان “الحكومة اللبنانية تنتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين”. أن الجيش اللبناني داهم منذ 17 نيسان مناطق تواجد اللاجئين السوريين مثل “برج حمود” وبعض أحياء “بيروت” ومناطق “رشميا” و”حمانا” و”صوفر”. حيث نفّذ عمليات احتجاز جماعي طالت العشرات.
وأشارت المنظمة إلى أن قرابة ثلث المرحّلين من النساء والأطفال. وتعرضت الغالبية منهم للضرب المبرح والإهانة أثناء المداهمات ومنعوا من أخذ أغراضهم الشخصية.
اقرأ أيضاً:تعميم عنصري من بلدية لبنانية ضد السوريين يهددهم بالترحيل
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية “نجيب ميقاتي” أجرى أمس اجتماعين مع وزراء حكومته ومسؤولين معنيين بملف اللاجئين. حيث تم التأكيد على متابعة تنفيذ الإجراءات التي يتخذها الجيش وقوى الأمن بحق المخالفين. خاصة لجهة الداخلين بصورة غير شرعية وغير الحائزين على الوثائق القانونية.
كما دعت الحكومة إلى متابعة العودة الطوعية للاجئين. والطلب من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تزويد وزارة الداخلية خلال مدة أقصاها أسبوع بالداتا الخاصة باللاجئين السوريين. وطلبت من الأجهزة الأمنية التشدد في منع دخول السوريين بطرق غير شرعية. والطلب من وزارة العمل التشدد في مراقبة العمالة ضمن القطاعات المسموح بها. كما طلبت من وزير العدل بحث إمكانية تسليم الموقوفين والمحكومين بشكل فوري للدولة السورية.
اقرأ أيضاً:القضاء يتهم أمن الدولة اللبناني بتعذيب مواطن سوري حتى الموت
المداهمات الأمنية لم تتوقف. حيث واصل الجيش اللبناني عملياته اليوم ودخل مخيماً للاجئين السوريين في بلدة “القرعون” في “البقاع الغربي”. وأوقف 120 شخصاً بتهمة عدم حيازة أوراق ثبوتية وفق ما نقلت جريدة “اللواء“. في حين قالت مصادر أخرى أن التوقيفات لم تفرّق بين الداخلين إلى “لبنان” عبر التهريب. وبين اللاجئين المسجّلين.
في حين قالت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية أمس. أن دوريات الجيش داهمت مخيم “برج الخوخ” للاجئين السوريين في “إبل السقي”. ومخيمات “الوزاني”، حيث تم توقيف عدد من السوريين لدخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية. دون أن تحدد عدد الموقوفين بوضوح.
بينما لم يصدر أي تعليق سوري من المصادر الرسمية حول الانتهاكات التي ترتكب بحق اللاجئين السوريين في “لبنان”. لا سيما التوقيفات العشوائية والاعتداءات بالضرب والترحيل القسري.
بدورها. أكّدت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان “ليزا أبو خالد”. تلقّي المفوضية تقارير عن احتجاز سوريين في “لبنان” بهدف ترحيلهم قسراً إلى بلادهم.
وأضافت “أبو خالد” في حديثها لتلفزيون “سوريا” المعارض. أن بعض اللاجئين المعتقلين معروفون لدى المفوضية ومسجلون لديها. داعية السلطات اللبنانية إلى احترام القانون الدولي وحماية اللاجئين السوريين من الإعادة القسرية.
تزايد حملات التحريض العنصري ضد اللاجئين السوريين يتزامن مع ما يمر به “لبنان” من انهيار اقتصادي غير مسبوق. حيث تحاول بعض القوى السياسية اللبنانية تحميل وجود اللاجئين مسؤولية ما آلت إلى الأوضاع. فضلاً عن حديث قوىً أخرى عن خطر ديمغرافي يهدد “لبنان” بسبب وجود اللاجئين وما قد يسببه من خلل في التركيبة الطائفية للبلاد التي يقوم نظامها السياسي على أساس طائفي.