الرئيسيةفن

حمص تحيي خميس الحلاوة… سادس خميسات الربيع

هل أكلتم حلاوة هذا العيد؟ خميس الحلاوة إنه واحد من سبع خميسات لها خصوصية في حمص

سناك سوري -حسان ابراهيم 

لم يحمل “خميس الحلاوة” في حمص هذا العام البهجة التي اعتاد عليها أهالي المدينة منذ عقود مضت.. فالعزل المنزلي والإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا يحدان من مظاهر هذا الاحتفال السنوي الذي يصادف 9 نيسان.
لقد اعتاد الجيران في “حمص” كل عام في مثل هذا اليوم، إهداء الحلاوة لبعضهم البعض وخاصة للعائلات الفقيرة منهم، وكانت أسواقهم مثل هذه الأيام تضج بعمليات شراء الحلاوة الخبزية الحمصية تحضيرا لقدوم العيد.

لكن إجراءات الوقاية والعزل لم تمنع أبناء مدينة “حمص” ولو بشكل محدود من تناول الحلاوة التي أحبوها وأصبحت جزءاً من تقليد حياتهم يقول “مروان الشمالي” أحد حرفيي صناعة الحلاوة في حديثه مع سناك سوري، ويشير إلى أن كثيراً من العائلات في المدينة اشتهرت بهذه الصناعة، كما ارتبطت بها عدة أمثال شعبية مثل “روح الله يبليك بمصلحة الحلاوة” كناية عن صعوبة العمل بها عندما كان يتم بشكل يدوي قبل عشرات السنين.

ماهي الحلاوة الحمصية؟

الحلاوة الخبزية “الحمرا والبيضا” منتج خاص تميزت مدينة “حمص” بصناعته منذ مئات السنين، وهي مرتبطة في الاحتفال بعيد خميس الحلاوة “خميس الأموات” كما هي تسميته التاريخية، وهو أحد الخميسات السبع المعروفة في تاريخ المدينة.

خميسات الربيع السبع أساس العيد

خميس الحلاوة يأتي سادساً في ترتيب خميسات الربيع السبع التي ترتبط تواريخها مع بداية فترة الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي والذي يمتد لخمسين يوماً بالتمام والكمال، وفقاً لما قاله “الشمالي” : «حيث يكون الخميس الأول هو خميس ‘‘التايه’’ ويأتي بعد يوم  “إثنين الراهب” الذي يتم فيه التماس الهلال معلناً بداية الصوم الخمسيني، وبعده يكون بالتوالي خميس “الشعنونة، المجنونة، القطط، النبات، الأموات أو الحلاوة، المشايخ” واكتسب خميس الحلاوة شهرته عند أهالي المدينة جراء الاحتفال بخميس الأموات، حيث كانت العائلات تخرج فيه لزيارة المقابر وتوزع الحلويات على الفقراء كنوع من الصدقة، وكانت الحلاوة الخبزية أشهرها».

اقرأ أيضاً:أبو سائر بائع الحظ في زمن الكورونا

حلاوة العيد ماركة حمصية..

أنواع الحلاوة التي يتم صنعها في هذا الخميس تنفرد مدينة “حمص” تاريخياً بصناعتها، بحسب كلام “الشمالي” الذي أضاف: «هذه المهنة أورثها جدي الذي بدأ العمل بها منذ أكثر من مئة عام إلى والدي وبدورها انتقلت لنا، كان العمل بها شاقاً ومتعباً ويدوياً بالكامل وبحاجة لحرفية عالية في إنتاجها، وخاصةً الحلاوة الخبزية والسمسمية، حيث كانت تستلزم منا الجلوس لساعاتٍ دون توقفٍ أمام حرارة النار وخاصة في عملية صناعة الخبز الخاص بها».

عروض سنوية احتفالاَ بالخميس ..

في الاحتفال بعيد خميس الحلاوة تتزين واجهات العرض في المحلات وعلى البسطات بأنواع عديدة من أصناف الحلاوة كما يذكر المعلم “مروان” منها: « الحلاوة السمسمية والبشمينة والقرمشلية وست الكل وبلاط جهنم، وبعض أنواع الراحة الممسكة العادية والمحشية بالفستق، وبالنسبة لنا كصانعين لها ننتظر قدوم هذا الخميس كلَّ عام من أجل تقديم منتجاتنا لزبائننا بأفضل العروض حيث تجد مخاريط الحلاوة منتشرة في جميع شوارع المدينة، كلُّ بيت حمصي يجب عليه شراء أنواع الحلاوة كافةَ وسط أجواء من الفرح والسرور، وهناك أشعار وأغانٍ قديمة قيلت في هذه المناسبة لا تخلو من ظرافة ‘‘الحماصنة’’ ومنها قولٌ للأديب الشيخ ‘‘عبد الهادي الوفائي’’ عن العيد وحلاوته:

ومن بعده يوم تلوح به  حلاوةٌ أكلها عند النسا وجبا

أهل القرى يَنقلون عن جدِّهم خبراً  من لم يذق طعمها في عامهِ جَربا (أي أصابه الجرب)

اقرأ أيضاً:كورونا يمنحنا الوقت.. نماذج من السويداء لاستثماره

مروان الشمالي وشقيقه هيثم

حلاوة البشمينة
حلاوة بلاط جهنم
واجهة أحد محلات الحلاوة في حمص

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى