الرئيسيةيوميات مواطن

حصاد الكمأة في دير الزور.. رحلة الموت بحثاً عن لقمة العيش

الموسم وفير هذا العام.. لكن أعداد الضحايا بين الباحثين عن الكمأة ارتفع إلى 57 خلال شباط

لم تمنعهم حوداث الموت في الأعوام السابقة من الخروج مجددا في رحلة الموت كما يطلق عليها “الچماية” الذين ينتشرون في هذه الأيام بحثاً عن فطر الكمأة في البادية. ربما السعر المرتفع وقلة سبل العيش هي من تجعل الباحثين عنها يغامرون بأنفسهم في سبيل الحصول على القليل من الكمأة وبيعه في الأسواق .

سناك سوري-فاروق المضحي

“مؤيد الحميد” من أهالي “دير الزور”، يقول لـ”سناك سوري”، إنهم ينتظرون هذه الأيام كل عام للخروج إلى البادية والبحث عن هذا النوع من الفطر. مضيفاً أن الموسم جيد هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لكن المعاناة الحقيقية بالمخاطر التي تحيط بالخارجين بحثاً عنه.

فهناك وفق “الحميد”، ألغام من بقايا الحرب في البادية، وهذا ما منع كثر من الخروج بحثاً عن الكمأة، إضافة إلى احتمالية التعرض لهجمات مسلحة من قبل فلول داعش في البادية.

وأُعلن يوم الجمعة، عن وفاة 53 مواطناً في مدينة “السخنة” بريف “حمص” الشرقي، كانوا خرجوا للبحث عن الكمأة فتعرضوا لهجوم من “داعش”. في مثال حي ومباشر على معنى عبارة “رحلة الموت”.

اقرأ أيضاً: لغم يقتل خمسة مدنيين يبحثون عن الكمأة وسط سوريا
الرعد والبرق دليل وفرة

يقول الحاج “علي القاسم” من أبناء بلدة العشارة في الدير، إن الرعد والبرق دليل موسم وافر للكمأة، ويضيف أن الكمأة هدية السماء. وهي عبارة عن فطر بري ينمو في الصحراء عقب هطول الأمطار، بعمق يتراوح بين 5 إلى 15 سم في الأرض. ويتراوح وزن الحبة بين 30 إلى 300 غرام، وتنتشر في بادية دير الزور بعدة مناطق، بينها الشولا والبشري والميادين والبوكمال.

ولحجم الكمأة ونوعه الدور الأكبر في تحديد سعره والأعلى سعراً هو الأسمر أو الحرقة حيث تميل الحبة إلى اللون الغامق وله طعم مختلف. وقد وصل سعره في بداية الموسم هذا العام لـ175 ألف ليرة للكيلو أما اليوم ومع وجود كميات كبيرة في الأسواق فقد بلغ سعره 50 ألف ليرة .

ولا يوجد ثبات في سعر الكمأة فعند توفر كميات كبيرة منه في الأسواق يبدأ السعر بالهبوط وتتراوح أسعاره حاليا بين 25 و35 و 50 ألف ليرة للكيلو حسب جودته ونوعه. وعلى الرغم من هذا الانخفاض إلا أنه مازال بعيد عن موائد الديريين مع ضعف القدرة الشرائية لهم الأمر الذي يدفع العاملين في جني الكمأة للبحث عن تجار يقومون بتصديره إلى دول الجوار وبسعر أعلى.

وراح ضحية الكمأة خلال شباط الجاري، 57 شخصاً، بينهم 53 في بادية السخنة يوم الجمعة، وقبلهم 4 أشخاص في بادية تدمر تعرضوا لهجوم مسلح، بينما أصيب أكثر من 10 آخرين.

اقرأ أيضاً: الراوي يروي تفاصيل رحلة الموت في سبيل الحصول على الكمأة

 

زر الذهاب إلى الأعلى