الرئيسيةتقارير

جيل المساواة.. الرجال أيضاً يبكون – لينا ديوب

ناشط نسوي: نحن الشباب الذكور نعاني أيضاً من العنف في المجتمع!

سناك سوري – لينا ديوب

“جيل المساواة”… هي الجملة الوحيدة التي اخترت اقتطاعها من شعار حملة الستة عشر يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة لهذه السنة، للسؤال هل بدأت أفكار العدالة والمساواة بين الجنسين بالانتشار بين الأجيال الجديدة، وهل بدأوا يحملون موقفاً من التمييز والعنف القائم على النوع؟.

مجتمع يقاوم أفكار المساواة… وأفكار أخرى تلقى رواجاً

بين الكبار، ومابين المزح والجد، وفي أماكن كثيرة نسمع عبارات التهكم عند الحديث عن العنف القائم على النوع، لكن بين اليافعين واليافعات والشباب يبدو وكأن الأمر مختلف، رغم مقاومة المجتمع لهذه الأفكار، لكن على مايبدو أننا أمام جيل قادم محمل بأفكار عن التحرر والنسوية ومبدأ التساوي وعن تبادل وتنسيق الأدوار الاجتماعية، وفقاً لحديث طالب هندسة الطاقة الكهربائية والناشط “يزن زوال” مع سناك سوري.

“يزن زوال”

يؤكد “زوال” من ملاحظاته كمدرب وميسر على العنف القائم على النوع، بأن هذه الأفكار تلقى رواجاً واسعاً بين أطياف اليافعين والشباب على حد سواء، إلا أنه يتساءل عن مقاومة التربية في المجتمع والمبنية على أساس العادات والتقاليد وما يؤثر بها من رواسب الموروث الديني؟ رغم ملاحظته أثناء التدريبات أن نظرة أغلبية الشباب للعنف القائم على النوع الاجتماعي أصبحت أكثر قابلية للنقاش وهذا يبدو واضحاً بين أوساطهم.

اقرأ أيضاً:رجال ضد “العنف والتنميط” ويحاولون الخروج على الدور الذي رسمه لهم المجتمع

يضيف: «على صعيد آخر نرى أغلب الذكور يعاني من ضغط شديد مكبوت، فعلى الرغم من إقرار أغلبهم بدور المرأة بالعمل وبمشاركة الرجل بكل نواحي الحياة الاجتماعية منها والاقتصادية وحتى في اتخاذ القرار، إلا أنهم أيضاً يعانون من معاملة المجتمع القاسية لهم، حيث أن نظرة المجتمع للرجل وما يجب أن يفعله وما لا يجب تحد من حريته وتجعله مقيدا مكبلا بقيود الكرامة والرجولة وكبرياءها المصطنعة اجتماعياً وفي أوساطهم المختلفة، فماذا ستقدم العضلات المفتولة أو الذقن الذكورية أو المكانة الاجتماعية في مواجهة صفاتهم الإنسانية البشرية كالتعب والإرهاق واليأس والحزن وحتى البكاء كنوع من التفريغ النفسي».

هل يتقبلنا المجتمع كناشطين نساند النسوية؟

يتساءل “زوال”: «كيف يمكن أن يفهم هذا المجتمع أن للرجل الحق في البكاء والحق أن يكون لجسده حرمته التي يبتغيها وشكلاً يستطيع أن يتناغم معه دون التلفت والنظر لمن حوله، كيف يمكن له تقبلنا كناشطين نناصر النسوية ونطالب بحق التساوي دون أن نكون في خانة المغرر بهم والمنقادين وراء أهواء لا يتصورها سوى مريضٍ نفسي».

يرى “زوال” أننا بحاجة إلى نهج تربوي مبدأه حقوق الإنسان وتقبل الآخر، متجاوزين نهج الاعتماد على رواسب الموروث الديني وعادات وتقاليد بالية، علينا أن نستهدف كل أوساط المجتمع على اختلاف فئاته، فكيف لنا أن نعيش في وسط لا عنف فيه متحررين من أنواع التنميط المختلفة إذا كانت السلطة العليا للمجتمع مشوهةً.

لا يدركون أنه عنف مبني على النوع

لا زلنا نواجه أشخاصاً لا يعترفون بوجود هذا العنف عند الطرفين، أو أنهم يلاحظون الممارسات لكن لا يعرفون أنه عنف قائم على النوع الاجتماعي، حسب حديث “سارة خضر” من راديو “سوريات”، تضيف: «نحن في الراديو نعمل على تسليط الضوء على العنف والتمييز بمختلف مجالات الحياة».

تقدم “خضر” مثالا عن التدريب مع الأطباء والطبيبات، ففي بداية التدريب لا يلاحظون، ما تحمله ممارسات كثيرة من عنف، لكن بعد تحليلها أثناء التدريب يعودوا ليحللوا المواقف والممارسات من منظور النوع، وانعكس ذلك في عملهم وأخذوا يقومون بالتوعية فيها ومن أماكن عملهم.

الذكور يعترفون

عندما نفذنا فيلم لتسليط الضوء على العنف على الرجل، كانت إجابات من استطلعنا آرائهم من الذكور: «نعم نحن نتعرض للعنف ، و أن السبب ما يفرضه عليهم المجتمع والقانون»، وهنا ترى “سارة” أن «غياب قوانين وبرامج تأخذ بمنظور النوع وتراعي الجنسين وتوزع الحقوق والواجبات بشكل عادل، هو السبب في وجود هذا العنف واستمراره، والراديو يسلط الضوء على أهمية إيجابيات إنهاء هذا العنف والتمييز، على الرجال والنساء ليست لأنها مجرد مطالب للمساواة والعدل وإنما هي حاجة مجتمعية حقيقية».

من تدريبات فريق نحل مجتمعي

داخل وخارج المركز

في مركز “نحل مجتمعي” يتم تركيز العمل مع الأطفال واليافعين على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحفيزهم أكثر للمشاركة في التمارين الجماعية التي تكون على شكل، تقسيم اليافعين والأطفال إلى مجموعات ودفعهم للمشاركة بالأنشطة سوية، هذا ما يخبرنا به “عباس سلمان” المدرب بالمركز.

يضيف: «تلقائياً نجد أن خيارهم العمل معاً وسيتخذون من هذه العملية نمط عمل مع التكرار مما يعزز عملية التشارك والإنتاج الجماعي بعيداً عن التفرقة والتمييز بكل أنواعه، لكن وفي تجربتنا في مشروع خاص للعمل مع الأطفال خارج المركز ضمن أحيائهم والساحات العامة، لنحقق وصول وأثر أكبر وجدنا أن كسر الحواجز أصعب، وذلك بسبب عدم وجود تعارف سابق فيما بينهم، ونحن مستمرون بالتشارك مع المجتمع المحلي بالقضايا المتعلقة بالنوع الاجتماعي والتمييز بجميع أنواعه، مع تقديم الاحترام الكامل لقيم المجتمع وأفكاره وذلك من خلال الأنشطة والمبادرات، لأننا نجد أن العمل المجتمعي الهادف وسيلة حقيقية فعالة للتخلص من أنماط التفكير القائم على التفرقة والتمييز، وسيلة فعالة للتقارب والاندماج الفعال المنتج».

اقرأ أيضاً:واقع النساء.. مجتمع يعارض التغيير وقوانين تكرس الطائفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى