جدل حول مشاركة المحترفين في دورات الحسكة الكروية الشعبية
إدارات الأندية تتهاون..والظرف الاقتصادي يفرض نفسه
انتشرت الملاعب المغلقة لكرة القدم بشكل واسع في مختلف مناطق وبلدات الجزيرة السورية حيث وجدها رياضيو المنطقة فسحة للترفيه ومساحة مهمة لتغيير الأجواء العامة.
سناك سبورت – عبد العظيم عبد الله
إلا أن بعض الرياضيين باتوا ينظرون إلى تلك الملاعب كمجرد باب للتجارة والربح المادي خاصة أثناء تنظيم بطولات كرويّة، من خلال استقطاب لاعبي الأندية الرسمية للمشاركة مع فرق بطولات الأحياء الشعبية.
ويقول “عبد العزيز عليوي” صاحب أحد الملاعب المغلقة في ريف “القامشلي” في حديث مع “سناك سبورت”: «عند إنشاء هذا الملعب كان الهدف أن يكون بيتاً رياضياً اجتماعياً يتسع للجميع ويقوي العلاقات بين أبناء المنطقة.
يرى “العليوي” أن ملعبه «كان وسيبقى لأبناء المنطقة بالدرجة الأولى وبجهودهم نجحنا باستقطاب رياضيين من مختلف المدن والمناطق الأخرى المحيطة من خلال بطولات الأحياء الشعبية ذائعة الصيت».
تشارك في دورات المنشأة بحسب “العليوي” عشرات الفرق متفاوتة الإمكانيات المادية والفنية وهنا تظهر المشكلة برأيه، فبعض أصحاب الفرق من الميسورين ماديا يسعون لنيل لقب البطولة مهما كلفهم الثمن.
اقرأ أيضاً:موافقة على عودة الجزيرة والجهاد للعب في الحسكة
وفي سبيل ذلك ينفق القائمون على تلك الفرق مبالغ مادية طائلة لجلب لاعبي الخبرة الذين يمثلون أندية الجزيرة والجهاد وعامودا وغيرها، في مواجهة فرق ريفية ينشط في صفوفها لاعبون هواة من أبناء قرى الريف.
يعتقد “العليوي” أن «الأمر يخلق فوارق شاسعة بين الفرق ويفرغ غاية الملاعب الأساسية في التآلف والتسلية من مضمونها في ظل تحولها ميادين للصراع على البطولات فقط واحتكارها من قبل الفرق المدعمة بلاعبي الأندية المحترفين».
يطرح “العليوي” حلاً لتلك المعضلة من خلال دعوة الفرق لاجتماع يجري فيه التصويت على تحديد عدد اللاعبين المحترفين في كل فريق على ألا يتجاوز العدد 2 لكل مشارك في الدورات لإعادة الملعب إلى غايته الأساسية.
عكس الطرح السابق يحب “دلكش جاجان” الداعم لأندية محافظة “الحسكة” الفوز ويعتقد أنه في كل منافسة لابد من رابح وخاسر، لذا يعنى بضم لاعبي الخبرة لإضافة قيمة رياضية مضاعفة لتلك الملاعب بحسب ما قاله لسناك سبورت.
يكمل “جاجان” في حديثه لسناك سبورت: «عند الخسارة أكون اول مبارك للفائز، الأمر اعتيادي وطبيعي وعندما استقطب لاعبو الخبرة لفريقي في الدورات الشعبية فإن ذلك يكون بغاية تعزيز قيمة البطولة وأهميتها وبالتالي حث الناس على المشاركة بها وتعزيز الحالة الاجتماعية».
لدعم “جاجان” بحسب رأيه غاية إنسانية تتمثل في كون استقطاب اللاعبين المميزين من الأندية سواء لفريقه أو لغيره من الفرق، إنما يشكل حالة دعم لأسر أولئك اللاعبين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في المحافظة والكلام “لجاجان”.
“أحمد الشيخ” من لاعبي رجال نادي الجهاد لكرة القدم شارك مؤخرا ضمن بطولة محلية في الملاعب المغلقة لكنه يعترف بأن ذلك ليس أمرا صحيا وقد يعرّض اللاعب لإصابة خطيرة في أي لحظة، وهو ما حصل مع كثير من اللاعبين، ليكون سببا لغيابهم عن مباريات رسمية في الدوري السوري.
“الشيخ” قال لسناك سبورت: «أشارك أحيانا تحت ضغط وإلحاح الأصدقاء وأحياناً أخرى نلعب مقابل مبالغ مالية، لأن الوضع الاقتصادي الصعب يفرض علينا ذلك».
إدارات الأندية في الحسكة كان لها قرار بمنع لاعبيها من اللعب ضمن الملاعب المغلقة وفي بطولات تقام فيها، لكن يبدو أن ذلك القرار غير مفعل حالياً، وهو ما اعترف به رئيس نادي الجهاد “ريبر مسور”.
يقول “مسور” لسناك سبورت: «كان نادينا من بين الأندية الصارمة في تطبيق ذلك القرار لكننا بصراحة نقدر الواقع المعيشي الصعب لجميع لاعبينا، وأحياناً يستفيدون من هذه المباريات مادياً، كما أن العلاقات الاجتماعية تفرض على اللاعبين الالتزام مع بعض الفرق خجلاً لذلك نراعي الأمر».
يذكر أن فريق “الجزيرة” يشارك في الدوري الممتاز هذا الموسم بينما ينشط نادي “الجهاد” في دوري الدرجة الأولى “الثانية تصنيفا”.
اقرأ أيضاً:رئيس نادي الجهاد: لا نملك في صندوقنا ليرة سورية واحدة