ثلاث تأثيرات إيجابية لفيروس كورونا على البيئة في سوريا
كورونا الذي يهدد العالم يحمل لنا فائدة أيضاً
سناك سوري – سها كامل
رغم كل الويلات التي يسببها فيروس كورونا حول العالم، إلا أن له بالمقابل 3 تأثيرات إيجابية على البيئة في “سوريا”، تتمثل بتحسين جودة الهواء، وتعديل الحرارة، ونقاوة المياه، وفق ما تقوله المهندسة الزراعية “جوى حسين”.
“حسين” وهي أخصائية البيئة بالخدمات الفنية في “بانياس” ترى أن «فرض شبه انعدام لحركات السير والنقل سواء برية أو جوية أو بحرية، أدى لتقليل انبعاث الغازات السامة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على طبقات الغلاف الجوي، مايعني تخفيف غازات الدفيئة (الاحتباس)».
تأثير فيروس كورونا الإيجابي على جودة الهواء:«ستبدأ نتائجه بالظهور في المدن الكبرى المزدحمة كدمشق وحلب، لأن توقف حركة النقل سيؤدي إلى تخفيض انبعاث العوادم الناتجة عن احتراق الوقود (بنزين -مازوت -ديزل) بالتالي انخفاض انبعاث الغازات وتحسّن جودة الهواء».
اقرأ أيضاً: “مصياف”.. كل شيء يلوث البيئة والمعالجة بالانتظار (الانتظار براءة اختراع سورية)!
تعديل للحرارة ؟
الحجر المنزلي الذي فرضه كورونا على البشر ساهم وفق حديث “حسن” لـ سناك سوري بالحد من انبعاث «غاز أول أكسيد الكربون CO، وهو غاز سام، وغاز ثاني أكسيد الكربون CO2 وأكاسيد النيتروجين Nox والهيدروكربونات HC). وثاني أكسيد الكبريت SO2 وجزيئات الرصاص السامة، والتي تؤدي إلى تشكيل طبقة الغازات التي حاوطت الغلاف الجوي، وساهمت في ازدياد درجة الحرارة السطحية المتوسطة في العالم، لأنها غازات دفيئة تساهم في تدفئة جو الأرض السطحي، هذا مايسمى بـ “الاحتباس الحراري».
تضيف “حسين”: «معظم المعامل توقفت، كذلك السيارات والباصات ووسائط النقل، ما سيقلل من تأثير الاحتباس، و يؤدي لتعديل درجة حرارة الأرض، فالإشعاع الأرضي لن يُحبس ضمن الغلاف الجوي، بالتالي لا ترتفع الحرارة التي كانت تتسبب بانحسار و ذوبان الثلوج وتغيير المناخ».
رغم عدم تأثيرنا الكبير كدول المنطقة في رفع درجة حرارة الأرض، إلا أن مناخنا تأثّر بالاحتباس الحراري، فقد شهدنا العام الماضي صيفاً حاراً جداً، وتأخراً في دخول الشتاء، كما شهدنا ظاهرة انزياح الفصول وتأخر وصولها في أوانها، وفق حسين.
اقرأ أيضاً: الصحة العالمية.. 5 خطوات تحميك من فايروس كورونا
نقاوة المياه
إغلاق المقاهي والمطاعم أدى بحسب حديث “حسين” إلى «تقليل القمامة والفضلات الناتجة عنها، التي مآل الكثير منها غالباً مايكون البحر أو النهر، بالتالي كان لفيروس “كورونا” الذي فرض “الحجر الصحي” على الإنسان انعكاس إيجابي على مياه البحر في سوريا، خاصة أننا نعاني من أزمة تراكم للقمامة، وعدم قدرتنا على إعادة تدويرها أو استثمارها، ولم يكن أمامنا سوى دفنها في المكبات، ومنها مكب “البصة” بريف اللاذقية الذي يقع على شاطئ البحر».
الطبيعة تستريح من الانسان
إغلاق الدوائر الحكومية قلل من مخلفات الاستهلاك البشري، و العطلة خففت من تعديات الإنسان على الغابات والحدائق العامة، وترى المهندسة “حسين” أن الطبيعة تستريح اليوم من الإنسان، وتضيف: «لطالما ناشدت الطبيعة الانسان أن يرأف بحالها، ويحافظ عليها، لكنه لم يأبه لذلك، المعامل الكبرى والاحتراق المستمر للوقود وغيرها من الأدوات التي يستخدمها الانسان، التي تُعتبر غير صديقة للبيئة، أدت إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، إضافة إلى تراكم القمامة والنفايات وقطع الأشجار، وانخفاض نسبة الأوكسجين أتعب هذه الطبيعة، هي الآن تستريح، لكن هل وصلت رسالة الطبيعة للانسان؟ هل سيحافظ على بيئته ويحميها بعد انحسار فيروس “كورونا” وانتهاء الحجر الصحي؟».
وفرض فيروس كورونا حجراً إلزامياً على الناس من حول العالم، في الوقت الذي انتشرت به الكثير من الصور التي تظهر الحيوانات وهي تجول في الشوارع بكل حرية دون خوف من الفايروس أو الإنسان، أو السيارات، في مشهد غريب من نوعه لم يألفه الإنسان من فترة طويلة.
اقرأ أيضاً: “دير الزور”.. مكب القمامة وسط حي سكني.. جرذان على الارض وتلوث في الهواء