تمهلوا قليلاً.. النجاح لا يعني الكثير من البذخ في الدروس الخصوصية!
قصة حقيقية.. حصل على 197 علامة بعد أن كلف أهله مليون ليرة دروس خصوصية، وحصلت على 235 علامة بدون أن تخضع لأي درس خصوصي فظروف أهلها المادية لا تسمح بالأمر
سناك سوري-رحاب تامر
قفزت زميلتي في العمل نحو مترين وربما أكثر، حين حصلت على نتيجة ابنها الناجح في الثانوية العامة بمجموع قدره 197 من أصل 240 درجة، ورغم كل فرحتها لم تنسّ أن تتصل هاتفياً بأحد أشهر وأغلى محال الشوكولا في المدينة، وبدأت بتوزيع الشوكولا على الزملاء وغير الزملاء وكل العاملين في المديرية.
زميلتي تلك أمضت شتاء قاسياً جداً، حمّى، إجازات، وجع رأس، إغماء، دروس خصوصية، معاهد تعليمية، بتكلفة مادية تجاوزت المليون ليرة، ما يجعل ثمن كل علامة من علامات ابنها تساوي ما يقارب الـ5000 ليرة سورية، وهي نتيجة لن تؤهله لدراسة الفرع الذي يرغبه، ولكن «ألف الحمد لله نتيجته بتأهله يدرس صيدلة بجامعة خاصة»، تقول زميلتي غير عابئة بتكلفة الجامعات الخاصة الخيالية، وتضيف: «يؤبر قلبي أبوه ئوصلو مخزنين ومن فرحتو مابدو يوقف».
ذهولي بهذا المشهد اشتد سخونةً، وأنا أتصفح الفيسبوك لأرى إخوتي يباركون لابنة جارنا الذي يمتلك محل سمانة صغير جداً أقل بكثير من ماركت أو ميني ماركت، والتي نجحت بمجموع قدره 235 علامة ولا ينقصها سوى 5 علامات عن المجموع العام، تلك الصبية الجميلة لم تحصل على أي درس خصوصي، ربما على دورات صيفية في الرياضيات والكيمياء فقط، ما يجعل ثمن كل علامة حصلت عليها عدة قطرات من العرق، وهذا بعرف الطبيعة ثمن غالٍ جداً، الطبيعة لا تعني “نحن البشر” للأسف.
والد الصبية التي حصلت على 235 علامة كاملة، لن يتمكن من شراء الشوكولا الفاخرة، لكنه رفض أن يمر هذا الحدث الذي أسقط دموع فرحه الحبيسة طوال سنين حياته بغزارة، فقام بفتح علب البسكويت في محله ووزعها على المارة في شوارع القرية، كما أنه لم يطلق طلقة واحدة فكل الطلقات التي رآها في حياته كانت في جعبة ابنه المقاتل الذي سقط ضحية الحرب السورية العام الفائت.
اقرأ أيضاً: طلاب سوريون جاؤوا من دول اللجوء لتقديم امتحاناتهم في بلادهم