الرئيسيةشباب ومجتمع

تطريز مناديل الرأس.. مهنة تراثية تحتاج لدقة وفن وصبر

سمر الأشقر تحاول إنقاذ مهنة تطريز مناديل الرأس من الاندثار

تحتاج طقوس تزيين غطاء الرأس التراثي في “السويداء”، إلى الكثير من الدقة والصبر خلال عملية تطريز أطراف المنديل. والتي لا بد أن تقوم بها سيدة فنانة تحترف عملها وتحبه.

سناك سوري-رهان حبيب

“سمر الأشقر” في عقدها الخامس احترفت العمل بهذه الحرفة منذ ثلاثين عاماً. وسعت لتعليم عددٍ من السيدات والشابات، بهدف الحفاظ عليها لكونها تختلف عن كثير من المهن الأخرى، كما ذكرت لـ”سناك سوري”.

تقول “سمر”، إن من يشاهد إطار المنديل المحبوك بدقة متناهية، ربما لن يصدق أن العملية نتاج إبرة وخيط، وأضافت أن كثر يعتقدون أن هذا الحبك المنتظم ناتج عن صنارة رفيعة.

تروي “سمر” لـ”سناك سوري”، كيف تستخدم إبرة رفيعة جداً وخيط “الدي أم سي” المعروف. وتختاره باللون الأبيض أو السمني بجودة عالية. لتطريز “نقشات” كما كانت تسميها الجدات،  أي رسمات على الإطار بعمل يستهلك الكثير من الوقت والتعب.

مقالات ذات صلة

لا يزيد عدد العاملات بهذه الحرفة عن أربعة مع من دربتهم “سمر” من شابات وسيدات، كما أخبرت سناك سوري أن أمها في عقدها الثامن، وتقيم في إحدى قرى لبنان لغاية هذا التاريخ تتقن الحرفة التي تطلبها النساء بشكل واسع وورثت عنها “سمر” حرفية العمل. الذي تلبي من خلاله حاجة السيدات.

سمر الأشقر وحرقة تطريز المناديل
اقرأ أيضاً: الزواج بالربيع.. سر حذاء العريس.. ماذا تعلم عن طقوس الأعراس بسوريا؟

وتضيف: «لاكتمال أناقة الثوب العربي أو الزي المدني وزي مواقف العزاء. تحتاج النساء لارتداء المناديل البيضاء المزينة بتطريز رسمي راقي. ينسجم مع عمر السيدة وحضورها، ونعد مجموعة كبيرة من الرسمات التي تناسب كل سيدة وذوقها وجرت العادة أن تخبرني الزبونة. أنها تريد هذه الرسمة أو تلك أو تقول مثل منديل فلانة وطبعاً أطرزها وفق ذوقها».

“سمر” التي تتقن الطريقة المتعارف عليها تجد متعة كبيرة في عملها. وهي خريجة معهد زراعي لم ترغب بالوظيفة واشتغلت بالإبرة والخيط للتسلية، ومن بعدها احترفت العمل بعد أن أخذت المهنة تغيبت عن الساحة وفق حديثها.

أول منديل استغرق من “سمر” نصف شهر لإكماله كما تقول، مضيفةً لـ سناك سوري، أنه عمل دقيق ومرهق للعيون لكنه ممتع وجميل ولم تملّ منه يوماً.

“سمر” تخبرنا أنها تزين مناديل الشابات مع الخرز ولكبيرات السن طريقة أكثر وقاراً. لكن الخيط ذاته وبقياس محدد مع العلم أن كلف العمل ارتفعت والقماش يتم استيراده من الخليج وكلفة التطريز لا تعوض صعوبة العمل.

“أميرة مكارم” من السويداء، تعلمت الحرفة من “سمر” بعد أن بحثت كثيراً عن من يعلمها. كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «التعامل بالإبرة والخيط فن تراثي أتقنته سمر. وعلمتني التطريز ليصبح المنديل أجمل وأنا بدوري علّمت بناتي فالحرفة يجب أن تستمر لتلبي حاجة السيدات. وأناقة المناديل برسومات نحاول تطويرها بشكل مستمر».

يذكر أن لكل منطقة سورية عاداتها وتقاليدها وزيها الشعبي، ورغم أن الزي الشعبي لم يعد منتشراً كالسابق، إلا أن الكثير من المناطق تستخدمه في بعض مناسباتها كالزفاف مثلا.

اقرأ أيضاً: أكياس قماشية في السويداء… مشروع خيري وصديق للبيئة

 

زر الذهاب إلى الأعلى