ترنيمة الموت.. عرض مسرحي يحاكي الواقع السوري في حمص
ترنيمة الموت تجمع بين “تشيخوف” و”شكسبير”
سناك سوري – حسان إبراهيم
عاد المسرح القومي في مدينة “حمص” لملاقاة جمهور المسرح من خلال العرض المسرحي “ترنيمة الموت”، الذي أعدَّ السيناريو له “محمد ياسين زكريا”، مقتبساً بعض أحداثه من رواية “كلخاس” للكاتب الروسي “أنطون تشيخوف”، والبعض الآخر من رواية “الملك لير” لمؤلفها “ويليام شكسبير”، وافتتح عرضه الأول مساء يوم الأحد 7 شباط على خشبة مسرح قصر الثقافة في مدينة “حمص” ومايزال مستمراً.
العمل في فكرته يقارب ما عشناه من أحداث خلال سنوات الحرب وما زلنا نعيشه من تبعاتها بحسب ما قال الفنان “محمد خير الكيلاني، في حديثه مع سناك سوري.
الممثل المسرحي الذي بدأ رحلته على الخشبة منذ ما يقارب 50 عاماً عاد إليها بعد انقطاع دام 10 سنوات، يضيف أنه يؤدي شخصية “نيكيتا” «الذي يعمل ملقِّناً في المسرح وعاصر كبار الممثلين فيه، والذي اتخذ منه ملجأً ومبيتاً له، بعدما هجرته الحرب من بيته، وهنا انعكاس لواقع حال ملايين الناس التي خرجت من بيوتها في زمننا هذا»،
وفي القسم الآخر من العمل يلعب “الكيلاني”، شخصية “ماكبيث” والشخصيتان رغم اختلافهما إلاَّ أنهما «متشابهتان في معاناتهما من حالات الغدر والخيانة التي باتت شائعة في المجتمع من أقرب الناس، إضافة لمأساة النزوح التي عاشها الملايين وأنا منهم، عدا عن اختفاء الحب من المجتمع، كتصوير لواقعنا الحالي المعاش والتي كثرت فيه كل تلك الحالات».
اقرأ أيضاً: عالواقف حضر جمهور حمص مهرجان الثقافة الموسيقية العائد بعد انقطاع
بطل المسرحية الآخر الفنان والإعلامي “خالد الطالب” أطلَّ على الجمهور في دور “فاسينكا” الممثل المسرحي المتقاعد من عمله، والذي يشعر بمرارة فقد الجمهور والمسرح تارةً، والحزن على ما فقد خلال مسيرة عمله من مشاعر إنسانية حميلة، في حين كان هدفه الوحيد هو إسعاد المشاهدين له، كما يؤدي شخصية “الملك لير” في القسم الثاني للمسرحية، يرى أنَّ المسرح له الكثير من محبيه الذين يبحثون عن قصة ذات معنى وقيمة كما ذكر في لقاء سناك سوري معه بعد انتهاء العرض، وأنَّ للمسرح جمهوره الخاص الباحث عن الذائقة الفنِّية، وأهمية المسرح تكمن في أن الممثل يكون قريباً من ملامسة أحاسيس الجمهور.
“الطالب”، رأى أنه لا يوجد نصوص مسرحية حالية تعبر عن حالة المواطن السوري في ظل ظروف الحرب، وأضاف: «ومن هنا كان اختيار هذا العمل ليكون متنفساً له من حالة اليأس والحزن التي يعيشها، ومحرضاً للصبر على آلامه»، وعن متابعي المسرح أضاف قائلاً: «هو لكل الناس واختيار النص يكون الهدف منه جذب أيَّاً كان من عامة الناس الذين يدخلونه للمرة الأولى، ويبقى تقييم العمل تابع لمدى تأثيره في أحاسيس الحضور، وتلقي الفكرة المرجوة منه، وأداء الممثلين أو الديكور المرافق قد يكون سبباً في نيل العمل إعجاب الجمهور».
يذكر أن هذا العمل الذي قدَّمه الفنانان ‘‘الطالب’’ و‘‘الكيلاني’’ يأتي إهداءاً لروح الفنان المسرحي والموسيقي “محمد بري العواني” الذي توفي العام الفائت، تقديراً لما قدَّمه من عطاء وجهد للمسرح في مدينة “حمص” وعربون وفاء منهما.
اقرأ أيضاً: مهرجان حمص الثقافي الفني… الفاعل مجرور وأبو عبدو مسرور