بين الولادة الطبيعية والقيصرية .. ماذا تفضّل النساء؟
طبيبة نسائية: واحدة فقط من كل 20 سيدة تختار الولادة الطبيعية
عاشت “هنادي” 29 عام آلام الولادة مرتين وبشكليها. فجربت طلق الولادة الطبيعية لكن عسر خروج الجنين فرض عليها أن تنجب طفلها الثاني بعملية قيصرية جربت فيها آلام ما بعد الولادة.
سناك سوري_ ناديا سوقية
تفضل “هنادي” الولادة الطبيعية أكثر من الجراحة لشعورها بولادة طفلها أكثر. لكنها تعرف أن القيصرية كانت حلاً إسعافياً لتكون مع جنينها بخير. حيث تقول لـ سناك سوري «بدأت مضاعفات الولادة القيصرية لديَّ بعد غياب البنج “التخدير”. بظهور ألم الجرح ومكان التخدير. ولا أزال أعاني من ألم إبرة التخدير القطني حتى بعد 5 سنوات من العملية كلما تعبت أشعر بمكانها» .
الولادة الطبيعية أقل تكلفة
اختارت “نجاح” 29 عاماً الولادة الطبيعية وفي المنزل بمساعدة قابلة قانونية لجأت إليها كونها “موثوقة” لصلة القرابة التي تربطها بزوجها. ولقلة التكاليف المادية المترتبة على ذلك، مقارنةً بالمستشفيات وأيضاً لتوفر عناء السفر والانتقال بين المنزل والمستشفى خصوصاً أنها تسكن في ريف درعا.
لم أشعر أني ذاهبة للولادة بقدر ما شعرت أني داخلة لغرفه عمليات جراحية وخفت كثيراً هناء 35 عاماً
تشير “نجاح” إلى أنها راقبت حملها خلال تسعة أشهر عند أطباء والذين لم يمانعوا بدورهم ولادتها عند قابلة، لكنهم فضلوا الولادة في المستشفى تخوفاً من مضاعفات مع الجنين.
جربت الولادتين .. والقيصرية هي الأصعب
جمعت “هناء” 35 عاماً بين طريقتي الولادة. فولدت أول طفلين ولادة طبيعية إلا أن آخر العنقود كانت ولادته القيصرية. وأوضحت في حديثها لـ سناك سوري بالقول «لم أشعر أني ذاهبة للولادة بقدر ما شعرت أني داخلة لغرفه عمليات جراحية وخفت كثيراً».
وصفت “هناء” ألم القيصرية «بالصعب» والتعافي منه «بالأصعب». وتقارن بين الولادتين بأن الطبيعية تمنح الأم شعوراً غريباً خصوصاً خروج الطفل منها حتى رغم الألم فهو إحساس جميل. أما القيصرية فلم تجد “هناء” لها إيجابيات فهي ألم ومعاناة للأم في حمل طفلها وإرضاعه والمشي بحذر مداراةً للجرح وغيرها.
الولادة الطبيعية التي تتفق النساء أجمع على آلامها العظيمة بالطلق والانقباضات لم تجد لها “هناء” سلبيات مقارنة مع آلام العملية القيصرية فالأم بعد الولادة تستطيع حمل طفلها وتغسيله وإرضاعه براحة تامة.
أي الولادتين أختار؟
تقول طبيبة النسائية “ضحى دوه جي” أن الولادة الطبيعية أي الفيزيولوجية تتمثل بأن الطفل يولد بشكل طبيعي عن طريق المهبل. أما القيصرية فتكون بفتح شق أسفل البطن وبعدها فتح طبقات البطن للوصول للرحم أي عمليه جراحية تحت التخدير.
وفي سؤال لـ سناك سوري على عدد من المستشفيات تبين أن تكلفة أقل عملية قيصرية تبدأ من مليون ليرة سورية وتصل لأكثر من 4 مليون تقريباً. أما الطبيعية في المستشفيات الخاصة فتبدأ من 400 ألف ليرة وتصل 900 ألف ليرة .
وتعد كلفة العملية القيصرية أعلى أكثر لأن صرف الأدوية فيها أكثر وتأخذ جهداً من الطبيب/ة أكثر لكن بوقتٍ أقل للعملية بالنسبة للطبيب/ة.
وتتطلب عملية القيصرية تخديراً إما عاماً كلياً أو قطنياً (جزئي) ولكن معظم السيدات الشابات تختار التخدير العام بدل القطني لما يسببه من صداع قوي بعد زواله .
ومن إيجابيات التخدير القطني بحسب الطبيبة أن الأم تكون يقظة أثناء الولادة.
النسبة الأكبر لاختيار القيصرية
وبحسب د.”دوه جي” فإن نسبة كبيرة من المريضات يفضلن العملية القيصرية فمن بين كل 20 امرأة حامل، واحدة فقط تختار الولادة الطبيعية.
وتقول الطبيبة أن إيجابيات الولادة الطبيعية تكمن بأنها لا تحتاج للاستشفاء بعدها ولا للجراحة ولا التخدير. أما إيجابيات القيصرية فبقاء الطريق المهبلي بدون جروح ولا هبوطات بالمستقبل.
في المقابل هناك حالات معينة تفرض تدخل العمل الجراحي. أكثرها شيوعاً وفق الطبيبة وضعية الجنين المقعدي أي غير المتوجه للأسفل. وعدم تقدم المخاض وأيضاً ارتكاز المشيمة المعيب. وانفكاك المشيمة والجنين حي، وغيرها.
وتنصح الطبيبة بتثقيف الأزواج قبل الإنجاب عن الولادة وزيارة الطبيب بشكل متكرر للمساعدة. وتؤكد أنه يجب على الأم التي تختار الولادة الطبيعية أن تجريها في المشفى خوفاً من أي مضاعفات قد تحدث خلال الولادة. والتي ربما لا تستطيع القابلة القانونية التعامل معها. إضافة لحاجة الطفل الوليد إلى فحوصات للتأكد من سلامته.