الرئيسيةرأي وتحليل

بوصلة المصطلحات (أنا مع مين؟؟؟)

سناك سوري – عهد مراد

بين داخل هدفه تمييع القضايا الكبرى وتسخيف العمل الحقوقي والانساني وخارج لا يفكر إلا بالكرسي والمنصب، صار الوطن كعكتهم، وصرنا المائدة.

بلاد أغرقها الفساد وتغييب العمل السياسي، يضيع فيها حتى (النشطاء) في التوصيفات والتسميات وحتى القضايا، في سوريا فقط تجد أن السياسة لا تعترف بموازين القوى، في سوريا فقط تجد أن القوى لا تقيم وزناً للإنسان (الإنسان المحلي ، ابن الجغرافية المحكومة بالصراع )،في سوريا فقط الانتصار  بموت خيرة الشباب، وتدمير البنية التحتية ،(لأن الهدف هو المختار مو الكرم) هذه السورية القادمة من ضيعة تشرين ، ليست مؤهلة للدخول في المشهد الأخير الذي (أُحرج كتاب النص في إدخاله ليمر العرض)حيث ينتصر المختار ويعود الكرم ..

لا أحد يعنيه الكرم إلا بوصفه عقاراً قابل للمقايضة على مبدأ (خذوه واتركوني بحالي، أو حطونا زعماء ونحنا منعطيكم الكرم) في سوريا المعركة هي على من هو اللاعب الصالح للعب أكثر، من يستطيع أن يوفر مصالح الغرب أكثر ،المعركة بين من يفترضون نفسهم ملاك البلد، ومقدار ما يستطيعون إرضاء الخارج به ..

أصحاب القضايا الوطنية يندبون الآن حظهم ويبكون بلدهم، وهم يشاهدون عرساً وطنياً هنا ومحكمة دولية هناك، ويسمعون المصطلحات على ألسن قادة المجتمع المدني وغير المدني و(يلطمون على رؤوسهم).

في سوريا فقط المسؤول (من أي طرف) غير مسؤول عما يحدث (لأن لو بيعرف ماقبل، هو ما دخلو كم واحد حواليه زعران، كمان (شغلتو) يراقب الحواجز ؟؟؟) هذا الخطاب هو خطاب الشارع الموالي للمسؤول، لأن هذا الشارع المغيب عن معاني المصطلحات لا يريد أن يقبل أننا كلنا بهذا المعنى مسؤولين، المسؤول بالمعنى السياسي ليس من يتحمل مسؤولية تصرفه الشخصي، بل من يتحمل مسؤولية تصرفات مرؤوسيه (واذا ما بيعرف ،بدنا حدا بيعرف)

في العالم المتحضر، إذا حصل حادث تصادم قطارين وذهب ضحايا، فإن الوزير المعني يقدم استقالته على الفور (ليس لأنه سائق القطار بطبيعة الحال ) بل لأنه مسؤول؟؟؟!!!

أما نحن الشعوب المقهورة، الملفوفة بغشاوة العبودية فما علينا إلا أن نشتم أم وأخت السائق الذي تسبب بالكارثة ونشكر المسؤول الذي زار مكان الحادث وغضب عندما رأى (السكة محفرة) .

ومن هذا المثل خذ كثيراً : معارضة مسؤولة عن حضور المؤتمرات وزيارة الفنادق وعدم فهم ميزان القوى والتحالف مع الشيطان وخذلان الشيطان لها ، وعند أول قطعة من الكعكة(وينك ياحضن الوطن).

في سوريا لا نريد أن نفرق بين المعارضين والمعارضة (على فرض أن هذا الجسم الرث الحاضر في جنيف هو المعارضة)، في سوريا لا نريد أن نفرق بين من هم موالاة ومن هم شبيحة، في سوريا فقط لا نريد أن نعترف أن نصف الشعب هو معارض للمعارضة والنظام على حد سواء، في سوريا فقط أنا (مابعرف مع مين لأنني معارض بس مو معارضة ).

في سوريا فقط لا تفرق الناس بين النظام والدولة ولم يتوانى النظام بترويج فكرة قطيعية بأن من يستخدم كلمة نظام هو خائن (شو بدي استخدم يا حبيب) ؟؟؟

لنحاول أن نبحث عن المعنى، تستخدم المعارضة في خطابها دائماً كلمة النظام السوري عندما تريد الحديث عن الطرف الآخر، في حين اعتاد أنصار هذا الطرف تكرار خطابهم حول الدولة السورية والحفاظ على مؤسساتها، والمضحك هنا أن لا تعارض بين الموقفين، بالعكس تماماً إن استخدام كلمة نظام هي التعبير المناسب لشخص يريد أن يقول أن لا مشكلة لديه مع الدولة بل مشكلته مع منظومة الحكم.

وهنا قد يقول قائل إن كلمة الحكومة أنسب من كلمة نظام وهذا أيضاً غير صحيح لأن المشكلة تكمن في النظام الذي أنتج حكومة لاحول لها ولا قوة ولا تستطيع فعل شيء سيادي دونه (الأجهزة الأمنية).

النظام يا أخي النظام، هذا الجسم اسمه نظام وذاك الجسم اسمه ائتلاف وليس معارضة ، ارحموا الناس (من يمثلني في جنيف؟ ، أنا لا نظام ولا ائتلاف، أنا ابن ضيعة فقير بكره الحرب والظلم والاستبداد والتكفير والعسكرة/يقول الفلاح)

نحتاج لمسؤول (بيعرف انو الي حواليه زعران) لمسؤول يتحمل المسؤولية ، نحتاج لمعارض (يعرف أن موازين القوى لها دور والمراهنة على الإمبريالية هي هفوة للتاريخ تزيد من دمار البلد ) نحتاج لخطاب لا يفرح فيه القائل (للنصر ) بل يبكي للدمار، نحتاج لخجل من الدماء والحجر والبشر وخفض للرأس قليلا والتوقف عن العنجهية ، نحتاج ببساطة لنتذكر أن2017 ليست 2011 وأن النظام ليس الدولة وأن الموالين ليسوا النظام وأن الائتلاف ليس المعارضة وأن المعارضين ليسوا الائتلاف ونحتاج أخيراً لدولة تحمل معنى اسمها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى