الأهالي سخّروا آلياتهم وعملوا بأيديهم مع ورشات الكهرباء
سناك سوري – هيثم علي
في ساحة بلدة “صيدا” بريف “درعا” الشرقي يمضي “وليد الزعبي” بخطواته على عجل محتضناً سلك كهرباء كبير بينما يسارع ابنه الخطى للحاق به وهو يقول: «رح نرجع التلفزيون».
“وليد” القادم بعد سنوات من التهجير لبلدته من مخيمات اللجوء في “الأردن” مع ثمانية أشخاص من عائلته يقول لمراسل سناك سوري :«عدنا لبلدنا بعد عودة الأمان واليوم الكهرباء تعود لتنير علينا ظلمات سنوات عاشها أهلنا في البلدة».
أهالي البلدة الواقعة على بعد 13 كيلو متراً عن مدينة “درعا” سخروا آلياتهم وجهدهم الخاص وعملوا مع ورشات الحكومة في حفر الجور وتركيب الأعمدة لإعادة تأهيل وصيانة مشاريع الكهرباء، حسب ما أكده “خالد محاميد” أحد سكانها، مؤكداً استعداد الأهالي للقيام بأي عمل يدعم إعادة إعمار البلدة وتأهيل جميع المرافق فيها. بينما قامت “سماهر الحريري” بطهي الطعام لهم وأعدت أكثر من مرة الفطائر الحورانية .
“أحمد الغازي” وزوجته “فاطمة” جلسا في منزلهما يتأملان النور الذي عاد بعد طول غياب ويقدمان المياه الباردة التي وصلت إليهم من مشاريع الحكومة أيضاً للضيوف، وهما يأملان أن تعود الأمور إلى سابق عهدها وتعود كل الخدمات الحكومية إلى بلدتهم.
مدير الكهرباء في محافظة “درعا” المهندس “غسان الزامل” أكد دور المجتمع المحلي في عدد من البلدات بالمساهمة والمساعدة في عمل ورشات الكهرباء حيث تم إعادة الشبكة لأكثر من 100 مدينة وبلدة والعمل مستمر حتى إعادة التيار الكهربائي لكل المحافظة، موضحاً أن المساعدة شملت تقديم اليد العاملة مجاناً والمتخصصين من خارج الشركة إضافة إلى مساهمتهم في نقل المواد الخاصة بأعمال التأهيل وفي كافة أعمال البنى التحتية من أعمال حدادة وصيانة أبراج وصب بيتون وتأمين رافعة على حساب البلدات وتخزين المواد في مستودعات لحين استخدامها، مشيداً بدور أهالي بلدة “صيدا” الذين تعاونوا مع الورشة في حفر الجور ونقل الأحجار وصب الأعمدة و كانوا رديفاً حقيقياً لورشات الكهرباء.
يذكر أن محافظة درعا شهدت معارك ضارية ألحقت ضرراً كبيراً بالبنية التحتية عموماً وبقطاع الكهرباء خصوصاً.
اقرأ أيضاً:عودة الكهرباء لريف درعا بالتوازي مع زيارة رئيس الحكومة
