الرئيسيةفن

هل نجحت أعمال البيئة الشامية بإظهار جديد خلال أجزائها الأخرى؟

استمرار سياسة "الأجزاء" في أعمال البيئة الشامية.. هل أضافت أي جديد؟

شهدت دراما رمضان 2022، العديد من أعمال البيئة الشامية، وهي “باب الحارة 12″، “الكندوش”، “بروكار”، “حارة القبة”، وكلها تعتبر أجزاء ثانية للأعمال ذاتها التي عرضت الموسم الرمضاني الفائت، في استمرارية للأحداث السابقة مع تغيير ملحوظ عند البعض منها وظهور مستجدات تناسب الموقف، فإلى أي حد خدمت سياسة الأجزاء هذه الأعمال في متابعة الفكرة بشكل مختلف والابتعاد عن الإعادة.

سناك سوري-خاص

انقسمت الآراء حول فكرة تعدد أجزاء أعمال البيئة الشامية، بين مؤيد لاستمراريتها، وبين قائل بضرورة التوقف عند الجزء الأول، كونها تعيد نفسها وتبتعد عن الحقائق في الحقب الزمنية التي تتناولها، وفق مؤيدي هذا الرأي.

على سبيل المثال، مسلسل “باب الحارة 12″، يعتبر العمل الأطول في تاريخ البيئة الشامية تماشياً مع تصريح منتجه “محمد قبنض” الذي أكد أن المسلسل سيستمر حتى يحمل الأبطال الهواتف المحمولة.

ورغم أن “باب الحارة” لم يعد يحظى بشعبية كبيرة كما كان عند بداياته، إلا أن مشهد خطبة الشيخ “عبد العليم” لـ”أم بشير”، أعاد العمل إلى الواجهة مجدداً، ليظهر النقد الجديد وهو الإساءة إلى رجال الدين حسب رأي بعض المتابعين كإضافة للآراء المتعلقة بتغيير الوجوه والشخصيات التي ساهمت في إضعافه مع مطالبات بضرورة إيقافه، بعد خفض نسبة مشاهداته مع تسريبات لحلقاته أفقدت المتابع شغف الانتظار، بدوره أكد مدير عام شركة قنبض “وسيم شبلي” أن العمل مستمر مادام هناك جمهور يتابعه، ويرى كاتب العمل “مروان قاووق” أن هذه الانتقادات نتيجة طبيعية لاختلاف الأذواق والاهتمامات.

مقالات ذات صلة

شارك في هذا الجزء كل من “قاسم ملحو”، “سلمى المصري”، “نجاح سفكوني”، “علي كريم”، و”ناظلي الرواس” وغيرهم وهو من إخراج “محمد زهير رجب”. (موقع سناك سوري)

اقرأ أيضاً: مدير شركة قبنض: 25 قناة طلبت باب الحارة وندرس بدائل أبو جودت

من جهة أخرى حاول مسلسل “بروكار 2” الاستمرار بالخروج عن المألوف في تحرير المرأة من تبعيتها للرجل وإظهارها بشكل مختلف أثناء فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، مستكملاً قصة الجزء الأول الذي طالته بعض الانتقادات منها الإساءة لصنعة “البروكار” وتصويرها على أنها عبارة عن خيوط ومواد، والعاملين فيها بسطاء لا يملكون خبرة تنهضهم بالصنعة، حيث تم طرح ذات الفكرة عن صناعة البروكار بعد قيام أحد المهندسين الفرنسيين بسرقة الصناعة وإظهار المواجهات الحاصلة مع المحتل الفرنسي.

العمل من  إخراج “محمد زهير رجب” وتأليف “سمير هزيم” الذي أشار أن الجزء الثاني يسير في خط لا يشبه الأول منه، ونذكر من أبطاله “جمال قبش”، “زهير رمضان”، “فاديا خطاب”، “لينا حوارنة”، “ينال منصور”.

ورغم الفشل وتبادل الاتهامات بين القائمين عليه بعد الجزء الأول، إلا أن مسلسل “الكندوش 2” تم عرضه في محاولة لعلاج أخطاء سابقة متمثلة بالحبكة الدرامية وتقديم الشخصيات ومعالجة المشاهد التي عرضت بطريقة تخالف النص حسب رأي “تحسين بيك” مؤلف العمل، ما استدعى البحث عن حل لتلك المشكلات الفنية بإشراك الكاتب “محمد العاص” الذي أضاف محاور درامية مشوقة وحيوية دون أي تعديل على شخصياته.

لتدور أحداثه حول المجتمع الدمشقي في فترة الاحتلال العثماني، بتفاصيل تظهر حقيقته وتركيزه على إظهار القيم النبيلة التي سادت المجتمع من كرم وشهامة، مع التطرق للأشخاص الساعيين لتحقيق مصالحهم الشخصية، محوره أحد الرجال الأثرياء الذي يحظى باحترام كبير في الحارة وبين أفراد عائلته، وعرض التغييرات التي طرأت على حياته عندما تبدأ قصة إعجابه بجارته الأرملة رغم أنه متزوج، وهو من إخراج “سمير حسين” وبطولة نخبة من الفنانين مثل “أيمن زيدان”، “حسام تحسين بيك”، “سامية الجزائري”، “سلاف فواخرجي”، و”همام رضا”.

اقرأ أيضاً: زهير عبد الكريم: عرفت بفشل الكندوش سابقاً .. وأقدّم دور الشيخ باختلاف

وفي محاولة الخروج من نطاق الحارة ودمجها مع منطقة أخرى استطاع “حارة القبة2” تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن دور المرأة في تلك الحقبة وبدت المرأة صاحبة قرار تناقش الرجال في الشؤون المفصلية، وتم وصل أحداث الحارة مع منطقة جبلية في دمشق ليقدم شكلاً مختلفاً لمدينة دمشق ضمن بيئتين مختلفتين مع التطرق لأحداثهما  أيام السفربلك وخلق جو درامي ميزه دون غيره. (موقع سناك سوري).

يذكر أن العمل سيتضمن خمسة أجزاء دون خشية من الوقوع في فخ تكرار الأحداث كما قال كاتبه “أسامة كوكش”، مضيفا أنه وزّع شخصياته على كل منها ولكل جزء جوه الخاص الذي سيتضمن خروج ودخول شخصيات جديدة ما ينجم عنه تنوع وأحداث متغيرة، وهو من إخراج “رشا شربتجي” وشارك في بطولته “عباس النوري”، “سلاف معمار”، “عبد الهادي صباغ”، “نادين تحسين بيك”، “محمد حداقي” والكثير من نجوم الساحة الفنية السورية، ولم يلحظ أي نقد تعدى مفهوم النقد العام الذي يطال كل الأعمال الشامية وهو التشابه أحياناً بالنمط عند البعض من المتابعين.

يذكر أن المؤرخ والناقد السوري “محمد منصور” سبق وأن صرح لـ”الشرق”، أن أسباب ارتفاع نسب مشاهدة مسلسلات البيئة الشامية يعود إلى قدرتها على تحريك وجدان المشاهد من خلال مواقف المروءة، وأن السوريين بالمجمل يفضلونها لأنها تخلق لديهم شعورا بالاطمئنان على عكس واقعهم الحالي، إلا أنها تحولت لموجة تجارية رديئة تعتمد النمط ذاته وتقدم حكايا مكررة. ليلخص من خلال تصريحه الحالة الواقعية عند المشاهد، إضافة إلى أن تهافت المنتجين عليها لأنها الأضمن في الوصول من ناحية الرقابة خلافاً للأعمال التي تتناول قضايا معاصرة، وميل التوجهات نحوها باعتبارها مضمونة وتزيد من الأرباح.

اقرأ أيضاً: باسل الخطيب: أعمال البيئة الشامية بدأت تفقد محتواها

زر الذهاب إلى الأعلى