بعد بن زايد والحميدان .. ما مواقف العرب من العودة لدمشق؟
هل تتبدّل المواقف العربية رسمياً وما المطلوب من سوريا؟
سناك سوري _ خاص
بدأت الدول العربية تغيير سياساتها تجاه “سوريا” وإن بشكل تدريجي بعد أن قطعت معظمها علاقاتها مع “دمشق” مع اندلاع الأزمة قبل 10 سنوات.
ولكن الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الإماراتي “عبد الله بن زايد” إلى “دمشق” ولقائه بالرئيس السوري “بشار الأسد” أعادت ملف العلاقات العربية مع “سوريا” إلى الواجهة وأثارت جدلاً حول إمكانية انضمام دول أخرى إلى الحوار المباشر مع الحكومة السورية.
وفي ظل العقوبات الأمريكية على “سوريا” والتحذيرات من التعامل مع حكومتها فإن إدارة “بايدن” اكتفت بالقول أنها قلقة من التقارير حول زيارة “بن زايد” إلى “دمشق” علماً أنها لم تكن مجرد تقارير بل زيارة معلنة وبشكل رسمي ما أوحى بوجود نوع من التراخي الأمريكي أمام إعادة علاقات العرب مع “سوريا”.
وبالتزامن مع ذلك كشفت مصادر إعلامية اليوم عن لقاء جمع مدير إدارة المخابرات العامة السورية اللواء “حسام لوقا” ونظيره السعودي “خالد الحميدان” ضمن اجتماع موسّع لمسؤولين أمنيين عرب في “المنتدى العربي الاستخباراتي” الذي عقد في “مصر” مؤخراً.
اقرأ أيضاً: ما دلائل الزيارة الإماراتية وماذا حملت إلى سوريا
ومقابل حديث البعض عمّا يحمله الإعلان عن الاجتماع من إشارات حول إمكانية عودة المياه إلى مجاريها بين “دمشق” و”الرياض”، فإن آخرين قلّلوا من حجم الترابط بين المحادثات على المستوى الأمني والتي لطالما كانت حاضرة، وبين المحادثات السياسية التي تعيد العلاقات رسمياً في إشارة إلى حديث صحيفة “الغارديان” البريطانية في أيار الماضي عن زيارة أجراها “الحميدان” إلى “دمشق” دون صدور أي تعليق رسمي آنذاك من البلدين.
من جهة أخرى يبدو لافتاً تصريح وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” الذي نفى فيه تخطيط بلاده للقيام بزيارة إلى العاصمة السورية، وذلك على الرغم من التقارب الذي حصل مؤخراً بين البلدين والذي تجسّد في الاتفاق على إيصال الكهرباء إلى “لبنان” وتوّج باتصال هاتفي جمع الرئيس “الأسد” والعاهل الأردني “عبد الله الثاني”، لكن “الصفدي” جدّد موقف “عمّان” الداعم لحل الأزمة السورية سياسياً.
بدوره نفى وزير الخارجية المصري “سامح شكري” نيته زيارة “دمشق” لكن ذلك سبقه لقاء جمع “شكري” بنظيره السوري “فيصل المقداد” في أيلول الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة لـ”الأمم المتحدة” ما أظهر نوعاً من التقارب بين “دمشق” و”القاهرة” بعد طول انقطاع.
إلى الآن، لم تعد “سوريا” رسمياً إلى الجامعة العربية ولم تستعد علاقاتها بكافة دول العرب، لكن المؤشرات تبيّن أن هناك تحولات قادمة في العلاقات بين “سوريا” والعرب قد تظهر قريباً لكنها ستبقى رهناً بمطالب العرب من “دمشق” ومطالبها منهم لا سيما بعد 10 سنوات من القطيعة وتراشق الاتهامات لا تجعل أمر المصالحة سهلاً.
اقرأ أيضاً: لقاء ثنائي يجمع بين رئيس المخابرات السورية ونظيره السعودي