الرئيسيةرأي وتحليل

بعد الانقسام بين العروبة والسورية .. ماذا عن المواطنة؟

بين الأمة العربية والأمة السورية هل المواطنة هي الحل؟

سناك سوري _ زياد محسن

لا يبدو بشكل واضح سبب توالي بحث بعض السوريين عن سبب للانقسام رغم مرور قرابة عقدٍ من الزمان على اندلاع حربٍ قسّمت الجغرافيا والبشر في “سوريا” لأطراف متنازعة.

فبعد الانقسام على أساس موالاة/ معارضة، ثم على أساس الانتماء الطائفي أو المناطقي أو الديني أو الاثني، كان لدى السوريين سبب جديد ينقسمون حوله، يتعلّق برؤيتهم لهوية البلاد وانتمائها.

وقد أثار حديث وزير الأوقاف “عبد الستار السيد” في خطبة جمعة بأحد مساجد “طرطوس” الذي استنكر خلاله نظرية الأمة السورية أو “سوريا” الكبرى كما توردها أدبيات الحزب “السوري القومي الاجتماعي، جدلاً واسعاً حول الرؤى المنقسمة لهوية الجمهورية بين القائلين بعروبة “سوريا” وبين القائلين بسوريتها.

ورغم أن الدستور القائم والذي تم الإعلان عام 2012 عن حيازته على موافقة أغلبية السوريين المشاركين بالاستفتاء عليه، ينص في مقدمته ومادته الأولى أن “سوريا” جزء من الوطن العربي وشعبها جزء من الأمة العربية، إلا أن حديث الوزير أعاد إلى الواجهة الجدل حول الهوية السورية وهل هي جزء من أمة عربية أو هي مركز لأمة سورية مستقلة بذاتها؟

اقرأ أيضاً:المواطنة الفاعلة مع صحن الفول النابت

لكن اللافت أن الخلاف على الهوية لم يحمل في حديث معظم المنخرطين فيه أي إشارة لجدواه في ظل الوضع السوري الراهن، الذي لا يحتاج مزيداً من أسباب الانقسام، كما أنه لم يوضّح الفائدة من القول بأن “سوريا” عربية، أو “سوريا” سورية، والقول بأننا المواطنين فيها عرب أم سوريين؟
لكن قبل تعريف هوية المواطنين فيها، ربما علينا تعريف معنى “مواطن”، وتفعيل هذا المفهوم الجامع، فعندما يكون الجميع مواطنون ومبدأ المواطنة مطبق، ربما يمكننا تجاوز الانقسامات والعبور للأمام ولو ببطء بدل الغوص في صراعات لن تودي بنا لأي تقدم بل ستعمق جراحنا.
المواطنة هي الأساس في نهوض الدولة، وفي استمرارها وتقدمها، فالمواطنة ترفض المحاصصة القومية أو الدينية أو الطائفية…. إلخ وتقوم على مبدأ المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات، لا تكون مميزاً في الدولة مثلاً لأنك من هذا الحزب القومي أو من هذا الانتماء الديني، ولا تكون مظلوماً أيضاً.
كل المؤشرات والدلائل تتجه نحو الحاجة لما يجمع السوريين اليوم وليس إلى مايفرقهم، وهذا ليس دعوةً لدفن رؤوسنا في الرمال وأن لا نرى الخلافات والمشكلات التي نحن فيها، بل أن نبدأ بحلها من العقد الاجتماعي إلى المواطنة بما يجمع ويوحد ويستوعب جميع السوريين ولا يفرقهم.
اقرأ أيضاً:مهاجمة وزير الأوقاف بعد سؤاله شو هي الأمة السورية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى