الرئيسيةرأي وتحليل

بثينة شعبان: الغرب استخدم علم الكلام لتغيير قناعات الشعوب بحقوقها

بثينة شعبان: يجب عدم استرضاء الغرب وعدم الاهتمام أبداً بمسمياته

تحدثت المستشارة الرئاسية الخاصة “بثينة شعبان” عن مرحلة دراستها الدكتوراه في بريطانيا. والتي اختارت مضمونها أن يكون في البحث عن تأثير الشعراء الرومنسيين على الحركة التشارتية التي تعتبر أول حركة عمالية في العالم. وهو ما أثار استغراب رئيس قسم اللغة الإنكليزية في الجامعة وقتها.

سناك سوري-متابعات

وتابعت “شعبان” في مقالها بعنوان “أسماء ومسميات” المنشور على صحيفة الوطن اليوم الإثنين. سرد تفاصيل المرحلة وكيف أنها اكتشفت أن الشعراء الرومنسيين خصوصاً الشاعر “بيرسي بيشي شيلي” كان ملهماً للحركة وقصيدته “كوين ماب” كانت تسمى “إنجيل الحركة التشارتية”.

وبعد عرضها العديد من النماذج للشعراء الرومنسيين وتأثيرهم على حياة الناس. قالت “شعبان” إن «إضفاء لقب الرومانسيين على الشعراء المعنيين. جداً بتغيير الواقع والثورة على الظلم ما كان إلا أمراً مقصوداً لإبعاد أي احتمال لدراسة أشعارهم. والتعمق بها من المنظور السياسي والذي كان أحد أهم أهدافهم».

واعتبرت المستشارة الرئاسية أن الغرب وأدواته في المنطقة استخدموا علم الكلام «لتغيير قناعات الشعوب بحقوقها وذلك بإسداء صفات على أحداث تتلاءم مع وجهة نظرهم الأقلويّة. وأهدافهم الاستعمارية، معززين هذا الاستخدام بانتشار إعلامي دولي حيث يتمكن الغرب من تغيير خرائط وهويات دول ومستقبل شعوب من دون أن يلجأ إلى القوة العسكرية أحياناً».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: قمة شنغهاي أول إسفين حقيقي في نعش الهيمنة الغربية

وأضافت “شعبان” أن الدول الاستعمارية الغربية المهيمنة على الساحة الدولية. تكاد تكون الأكثر قدرة واهتماما بالمعركة اللغوية. بينما تخوض القوى المتضررة معركة عسكرية أو تقنية من دون أن تولي الاهتمام الكافي للمعركة اللغوية ومعركة الأسماء والمسميات.

وأوردت “بثينة شعبان” أمثلة على حديثها، مثل إطلاق الغرب المتصهين على المسلمين صفة الإرهاب من بعد أحداث 11 أيلول. بينما لا يستخدم الغرب تلك الصفة على جنود الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال والنساء في فلسطين المحتلة.

مثال آخر أوردته المستشارة الرئاسية، حول ما يجري اليوم في أوكرانيا وكيف أن الغرب يحاولون إبعاد الشبهات عمن يقومون بانتهاكات للقانون الدولي وجرائم حرب. بحرفية عالية من قبل الإعلام الغربي.

واعتبرت أنه ومنذ بداية الثورات الملونة كما في أوكرانيا. والغرب يطلق على من يقوم بتلك الثورات صفة “المعارضة” أو “المطالبين بالحرية” “وحرية المرأة” أو “الثائرين على الديكتاتورية”. «مع أنهم لا يمثلون سوى أدوات لاستكمال واستمرار سطوة الغرب على قرار ومقدرات الشعوب الأخرى».

وفي ختام مقالها تساءلت “شعبان” لماذا لا نقوم نحن بتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. وأضافت: «يجب عدم استرضاء الغرب وعدم الاهتمام أبداً بمسمياته لأنها تخدم مصالحه وإستراتيجيته التي تستهدفنا. بل يجب أن نصيغ الأسماء التي تعبر عن الواقع وعن قناعاتنا وانتمائنا وإيماننا بأرضنا وشعوبنا ومستقبل أجيالنا. وألا نستحي من تشخيص العمالة ووصفها بما تستحق من أوصاف الخيانة للأرض والمبدأ والوطن. فلهم لغتهم ولنا لغتنا ولهم مصالحهم ولنا مصالحنا».

اقرأ أيضاً: بثينة شعبان: هل أزمة الغرب لأن حكامهم لا يحسنون تقدير ما يجري؟

زر الذهاب إلى الأعلى