اليوم العالمي لغسل اليدين.. المواطن السوري غسل ايديه من كلشي!

غسلنا أيدينا من كل شي.. حتى من مية الدولة وقت نحتاجها لنغسل إيدينا!
سناك سوري-وفاء محمد
ربما نكون نحن المواطنون السوريون، الأكثر غسلاً لليدين بين شعوب العالم كله، هذا ما خطر لي وأنا أقرأ أن اليوم هو اليوم العالمي لغسل اليدين، الذي يصادف 15 تشرين الأول من كل عام.
رغم أن الهدف من هذا اليوم صحي بحت، إلا أن أعزاءنا في منظمة الصحة العالمية، لا يدركون أننا نستخدم مصطلح غسل اليدين، لأغراض أخرى، تعني اليأس من شيء ما، واستخدام تعبير غسل يديه ككناية عن ترك الأمر الميؤوس منه وعدم التفكير به.
على سبيل المثال، نحن في “سوريا”، غسلنا أيدينا من وجود راتب يكفي العائلة أكثر من 10 أيام، واتجهنا إلى عمل بعد الظهر!.
غسلنا أيدينا من نيل خدمات البطاقة الذكية (غاز، مازوت، بنزين، خبز)، بيسر وسهولة، لابد من معركة وانتظار وتأخير عند كل عملية “نيل”!.
كذلك، غسلنا أيدينا من توديع مواسم الطوابير ومواسم الحرائق، ومن انخفاض الأسعار، ومن تأمين لقمة أطفالنا، من صوابية قرارات بعض المعنيين.
اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للابتسامة.. إحنا منضحك ليه؟
غسلنا أيدينا من رفع الحصار، ومن التحجج بالعقوبات التي تمنع عيشنا بكرامة وكفاية، غسلنا أيدينا من تحسن أداء بعض المسؤولين الحكوميين ومقتنعون باستمرارهم رغماً عن أنوفنا.
أيضاً، غسلنا أيدينا من إنترنت متوسط السرعة ولا نقول سريع ذلك حلم فوق مستوى طموحنا، ومن استمرار الكهرباء بعد عدة زخات مطرية، ومن استمرار المياه صيفاً، واستمرار الفيضانات شتاءاً.
غسلنا أيدينا من أحلامنا، وأمالنا، وطموحاتنا، وخطط مستقبلنا، كل عمليات الغسل تلك دون أن نكلف الحكومة قطرة مياه واحدة، عالساكت وبعيداً عنها، غسلنا أيدينا بكل براعة ومع ابتسامة كبيرة أيضاً.
لكن الأهم أن المسؤولين لم يغسلوا أيديهم منا بعد، فما زالوا ينظمون ضبوط التجار المخالفين، ويفتتحون المزيد من صالات السورية للتجارة، ويطلقون الكثير من الوعود، إنهم أكثر تفانياً مما نعتقد ونظن.
الحديث عن عملية غسل الأيدي، ذكرني بفايروس كورونا وضرورة غسل يدي، توجهت إلى المغسلة لكن مياه الدولة مقطوعة، ضحكت في سري، وغسلت يدي من إيجاد المياه حين أحتاجها.
اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي للسكان.. الحكومة للمواطنين: ياساكن أفكاري!