الرئيسيةسناك ساخر

اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم ضد الصحفيين.. من يحاسب زوجي؟

لا جرائم مرئية تحصل هنا.. حكومتنا شفافة أكثر من ثوب لانجري ترتديه إحداهنّ لزوجها يوم الخميس!

سناك سوري-رحاب تامر

سيادة مسؤولي الأمم المتحدة الذين أراكم لطيفين جداً، رغم أن سمعتكم لدى الغالبية من أبناء بلدي “مش ولا بد يعني”، أنا صحفي سوري ما يزال عالقاً في بلاده، ولكم أن تتخيلوا معنى أن تكون عالقاً في بلد يعيش الحرب منذ 9 سنوات تقريباً!.

حضرتكم، سمعت أن اليوم يصادف اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين من حول العالم، هنا لا نعاني كصحفيين من الجرائم.

لا اعتقالات بحقنا، أقله مضت عدة أسابيع دون أن نسمع عن خبر اعتقال أحد الزملاء، كما أننا نعبر بوضوح وثقة عن آرائنا كما كفلها لنا دستور بلادنا، وأسمائنا “المستعارة” شاهدة حية على حرية التعبير.

حضراتكم، لا يكتب أغلبنا عن الفساد لأنه يحتاج توثيقاً لا نستطيع الوصول إليه رغم أن حكومتنا شفافة أكثر من ثوب لانجري ترتديه إحداهنّ لزوجها يوم الخميس!، أو ربما لأنه موجود في حدوده الدنيا هنا، لا تقلقوا لا جرائم “مرئية” تحصل هنا إنها محسوسة فقط، وشرع بلادنا بعيد كل البعد عن المحسوسات الثانوية.

اقرأ أيضاً: الـ2018.. لقد كان عاماً مليئاً باعتقال الصحفيين!

الصحفي في “سوريا” سلطة رابعة (هذا وتتألف السلطة من الخيار والبقدونس والبندورة)، وهو شخصية اعتبارية كونه مكلف بنقل صورة الناس وهمومهم وهو أمر توليه الحكومة أهمية وقداسة من نوع خاص، فالمواطن أيضاً كائن اعتباري غير خاضع لسياسة الأرقام و”النعاج” التي فبركتها علينا الإمبريالية العالمية، مرة أخرى لا تقلقوا عليه.

كصحفي “كيوت” (نوعاً ما)، لا أعاني من أي انتهاكات نفسية، راتبي يكفيني (بس أنا بطرانة لهيك بشتغل بمحلين)، لا أحد يحد من طموحي (الشغف مستمر)، لا أخشى انتقاد أي مسؤول (كل الشكر لرحاب تامر)، لا جرائم مرئية تُرتكب بحقي، (شوية غبن، وقليل من الظلم، عدم تكافئ الفرص، المحسوبيات، تحرش، قصص ما بينحكى فيها يعني)، لذلك كأي صحفي سوري هذا اليوم لا يعنيني كثيراً.

انتظروا قليلاً، أن تكون الحكومة والمسؤولون بريئون من أي جرائم تُرتكب بحقي كصحفية، لا يعني أنه ليست هناك جرائم على الإطلاق، حضرات مسؤولي الأمم المتحدة اللطيفون، أريد أن أشتكي على زوجي، هو لا يغازلني مطلقاً سوى يوم الخميس وكأنه متضامن مع شفافية الحكومة، عاقبوه لو سمحتم وأنهوا إفلاته من العقاب على هذه الجريمة النكراء (قال ما بتعرف خير الحكومة لتجرب شر زوجك أو مرتك).

اقرأ أيضاً: من ينقذ الصحافة والصحفيين من ملاحقة “البعبع الحكومي”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى