إقرأ أيضاالرئيسية

المونديال: سوريون ينتظرون مباراة الافتتاح بفارغ الصبر “المواجهة غير الرياضية”

في مونديال روسيا هناك اعتبار جديد سيظهر جليًا عند الجمهور السوري هو تشجيع بلدان اللجوء

سناك سوري – حسن حميدوش

ستكون المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2018 ذات اهتمام خاص للكثير من السوريين، إذ أن القرعة حددت المواجهة الأولى في البطولة بين صاحب الأرض المنتخب الروسي مع المنتخب السعودي، ففي الوقت الذي سيتصافح فيه لاعبو الفريقين في الملعب قبل صافرة البداية، وبينما يتبادل الرئيس الروسي المجاملات مع المسؤولين السعوديين، ستشتعل الحروب الكلامية بين جموع السوريين على وسائل التقاتل الاجتماعي، شامتين، محتفلين، معلقين، مبوستين، متيغين، عند كل هدف أو فرصة، متخذين وضعية الاستعداد للرمي وهي: جهاز التحكم في يد، والهاتف المحمول في اليد الأخرى، وغووول، انشر!
أي أن الحديث هنا ليس عن رياضة كرة القدم بفصلها عن باقي الاعتبارات؛ بل عن تشجيع السوريين المتمترسين لدول يرون أنفسهم منسجمين مع اتجاهها السياسي.
وعلى الرغم من الخيبة التي يشعر بها المتابع الرياضي في حال لم تشهد المباراة الافتتاحية للمونديال تسجيل أي هدف؛ إلا أن تلك النتيجة تبقى الأضمن لحماية سوريين كُثر من اضطراب نبضات القلب، وارتفاع الضغط والرصاص المبتهج والطائش.
وفيما تضم المجموعة الأولى إلى جانب روسيا والسعودية منتخبي مصر والأوروغواي، يقبع المنتخب الإيراني في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات إسبانيا والبرتغال والمغرب، وبالطبع ستكون مباريات إيران أيضًا مناسبة للذم والقدح، والسب والردح، وقد يتطور الأمر للبحث في مسألة الخلافة بعد وفاة النبي، وفي حال حصول معجزة كمعجزات ذلك العصر وتأهل كل من السعودية وإيران للدور الثاني وتصدر إحداهما لمجموعتها بما يعني ذلك من تلاقيهما، فإنها ستكون معركة وليست مباراة على الأراضي الروسية.
إلا أنه من حسن الحظ أن هذه المنتخبات ليست بذي شأن كروي، فكل من المنتخبين الإيراني والسعودي يعتبر الأضعف في مجموعته، فيما على المنتخب الروسي تجاوز منتخب مصر، ليلاقي في الدور الثاني إسبانيا أو البرتغال، طبعًا في حال فرض منطق كرة القدم نفسه، وإلا قد تحصل مفاجئات أخرى مثل التقاء الحليفين الروسي والإيراني وجهًا لوجه، وحلها إذا فيك تحلها.
كما خدمتنا كرة القدم أيضًا بعدم تأهل منتخبات الولايات المتحدة والصين وتركيا وقطر، ما يعني ذلك من وجع أقل لرأسنا من أصحاب الحمية والمعارك الدائمة على أي حدث، فيما تقل تأثير تلك السجالات حول منتخبي انجلترا وفرنسا كون المستوى الكروي لهما يساعد في متابعة مبارياتهما بعين كرة القدم أكثر من العين بالعين والعين التي تطرقنا.
ضمن الاعتبارت السياسية والعاطفية هناك شريحة ممن عاشوا الزمن الرومانسي للقومية العربية، وشريحة من الشباب الأصغر سنًا الذين ما زالوا يشعرون برابط مع من يتحدث لغتهم ويشاركهم الانتماء لأمة أوسع، فتكون متابعاتهم منصبة على مباريات المنتخبات العربية الأربعة المشاركة، مصر والسعودية في المجموعة الأولى واللذان سيتقابلان في المباراة الأخيرة في المجموعة يوم 26/6 ما يعني أن هؤلاء المشجعين لن يكونوا في حيرة، بل سيختارون الفريق الذي يساعده الفوز للتأهل للدور الثاني، وعند مواجهة المغرب مع إيران في المجموعة الثانية يوم 16/6 لن يتردد مناصرو العروبة في تشجيع أسود الأطلس، كما في مناصرة المنتخب التونسي في المجموعة السابعة.
وبالبقاء ضمن العوامل غير الرياضية للفرق المفضلة عند السوريين هناك اعتبار جديد سيظهر جليًا في هذا المونديال، هو تشجيع بلدان اللجوء، فكما رأينا بعض السوريين المحتفلين بتأهل منتخب السويد للمونديال على حساب منتخب إيطاليا، فسنرى مشجعين سوريين لمنتخبات لم نألف وجودها في قوائم تشجيعنا كالدنمارك وسويسرا وبلجيكا، إضافة للمنتخبات التقليدية والتي سيناصرها سوريون جدد مقيمون على أراضيها هي منتخبات ألمانيا وفرنسا وانجلترا، والطريف أن معظم هذه المنتخبات موزعة بشكل ثنائي على كل مجموعة، فتضم المجموعة الثالثة فرنسا والدنمارك، وتتقابل ألمانيا والسويد في المجموعة السادسة، فيما من المتوقع أن تتصارع انجلترا وبلجيكا على صدارة المجموعة السابعة، وفي سياق الاندماج المعاكس؛ ستكون هذه المباريات فرصة لمواطني تلك البلدان بتعلم مفردات جديدة تتعلق بالتشجيع من خلال التركيز على عوائل الحكام ولاعبي الفريق الخصم، خصوصًا الأمهات والأخوات، كما جرت العادة في ملاعبنا الخضراء منذ زمن.
كانت تلك العوامل غير الرياضية المتعلقة بالتشجيع عند السوريين، في المادة المقبلة سنتناول المنتخبات الكبيرة في كرة القدم والتي يشجعها السوريون حبًا بطريقة لعبها وشخصيتها الكروية.

اقرأ أيضاً : ذاكرة المونديال – حسن حميدوش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى